شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 200)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 3 (ص 200)
المحتوى
مجهر النحص لاختبار موضوعيتها وهيادها 2 لا
يقوم بعملية سهلة » فالنصوص التي هليه دراستها
ليست متوفرة كلها أمامه» باعتبار أن الكلمة المذاعة
على الهواء ليست باقية للمراجعة كالكلمة المكتوبة.
ولذا لا يمكن اعتبار هذا التقرير الا على انه
تمهيدي ويحمل صفة تجريبية ‎٠‏ وقد تتاح الفرصة
للباحث العربي او غير العربي ان يراجم في
المستقبل ارشينات البي بي سي في لندن © قيقرأ
النصوص ويعيد الاستماع الى التسجيلات ويتناقش
مع المشرفين على الاذاعة » من اجل كتابة دراسة
اغزر مادة واكثر مولا .
للبي بي سي ثلاثة مراسلين دائمين في المالم
العربي : اولهم هو مراسلها الثابت في الشرق
الاوسط ومقره في بيروت © والثاني مراسلها في
القاهرة » والثالث مراسلها في المغرب . وهؤلاء
هم عادة من البريطانيين الاقحاح ‎٠.‏ أما مراتسلو
اذاعة لندن في اسرائيل © فهما يهوديان : مايكل
الكنز (الذي يراسل ايضا مجلة نيوزويك الاسبوعية
الامريكية »؛ وهو نفسسه من اصل امريكي ) وآشر
ولفش . ويعاونهما احيانا مراسل ثالث هصو
جون بيرمان ايضا يهودي . والسؤال الحتمي
الذي يتبادر الى الاذهان هو : لماذا اعتمسدت
البي بي سي مراسليها في اسرائيل من بين اليهود 1
اذا كان هذا التعيين يستند الى الافتراض القائل
بأن ليس كل يهود العالم صهاينة ( وان كانت
الاستفتاءات قد اثبتت بأن 149 بالمئة من اليهود في
العالم يمئحون اسرائيل درجات متفاوتة من التأييد )
فليس من المعقول بتاتا ان تسسمح اسرائيل ليهودي
غير صهيوني أن يتيم فيها كمراسل لاذاعة اجنبية
كبرى باهمية اذاعة لندن »© في الوقت الذي توصم
فيه الصهيونية العالمية كل يهودي لا يناصر اسرائيل
بالخيانة والارتداد عن الدين . فكما كان جون
غوسستر داليس »© وزير خارجية الولايات المتحدة
في عهد ايزنهاور» يصف الحياد بين الكتلتين الشرقية
والغربية » باللااخلاقية » كذلك لا يمكن لاسرائيل
مطلقا أن تعترف ليهودىي بحقه في اتخاذ موقتف
محايد منها .
ان الصهيونية لا تعترف بوجود يهودي غير ملتزم
باسرائيل » وهي لم تتورع عن اتهام ساخس
وبراهام حتى في يهوديتهما عندما انتقدا أسراتيل
لرفضها الانسحاب من الاراضي العربية التي احتلتها
في حرب حزيران ‎٠‏ لقد تعرض الرجلان لحيملة
شعواء ومقاطعة يهودية كساملة لا تختلف من عملية
التحريم التي كانت الكنيسة الكاثوليكية في السابق
تعاقب بها كل من يخرج عن القطيع ‎٠.‏ فميارك
براهام ملئلا فصل من وظينته كمحرر في جريدة
يهودية واضطر الى مغادرة وطئه اسستراليا » كما
أتهم بالمروق والعمالة للقاهرة . ولم تنشر الصحف
اليهودية رسائله التي دافع فيها عن نفسسه . ولم
يشفع لبراهام او ساخس تأييدهما لبقاء اسرائيل»
او أن اعتراضهما على السياسة الاسرائيلية اقتصر
على مطامع تل ابيب التوسسعية »© فالصهيونية تعتبر
جميع اليهود في العالم شعبا واحدا قلبه النابض
اسر ائيل . فقبل انشاء الدولةاليهودية بخمس سنوات»
وقف بن غوريون أمام حشسد يهودي بنلسطين ليعلن:
« ان اليهود في العالم يكونؤن شسعبا واحدا » .
كما نص البند الآول في مقررات المؤتمر الصهيوني
العالمي الخامس والعثرين الذي انعقد في نيويورك
عام ١ككا‏ بأن « كل يهودي ف العالم جزء من
مجموعة قومية واحدة » . وفي عام 1151 كتبت
صحينة يهودية تقول : « ان يهود العالم شعب
واحد بمركزين حيويين » اسرائيل وبلاد المنفى .
واحدهما يجب ان يزود الاخر بالامن واستمرار
الوجود » . ان المبدأ الاساسي الذي ترتكز عليه
الصهيونية هو اعتبار كل يهودي في العالم مواطنا
في أرض الميعاد » له الحق مطلق الحق في طلب
حماية الدولة اليهودية » والدولة اليهودية بدورها
تتوقع منه أن يمنحها ولاءه الكامل وتأييده غير
المشروط . معنى ذلك أن الكنز وولفئش هيا
مواطنان اسرائيليان يقع على عاتقهما » اسوة ببقية
اليهود ») « تزويد اسرائيل بالامن واسستمرار
الوجود » . فهل فاتت على هيئة الاذاعة البريطانية
هذه الحقيقة البديهية ؟ هل تتوقع حقا أن يتجرد
الكنز وولفش من التزامهما بالقضية الاسرائيلية من
أجل تزويدها بتقارير لا يرقى الشك الى دقتها
وعدم انحيازها ؟ والا فلماذا لا تقطع البي بي سي
الشوط كله في هذا المضمار وتعين مراسلها في
موسسكو من الروس »© وفي بكين من الصيئيين وفي
القاهرة من العرب ؟
ان كل من ينصت الى مايكل الكنز وهو يقدم تقريره
على الاثير في نطاق برنامج « الجريدة الناطقة » لا
يمكن أن ينسسى نبرة صوته عندما ينهي كل تقرير
يتضمن خبر هجوم عربي على اسرائيل بالعيارة
التالية ؛ « لا بد لاسرائيل أن تنتقم »© ‎٠‏ ومن الجدير
بالذكر ان ونستن تكرتقل الحفيد »2 الممروف
بتأييده لاسرائيل © اثنى عليه ‎.٠‏ كتابه « حرب
55
تاريخ
يوليو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10664 (4 views)