شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 8)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 8)
المحتوى
بتحقيق ديمقراطية بروليتارية واسعة»(؟١).‏ ؟) الحل الصهيوني : الذي ينبثق من اتهام
للطبيعة الانسانية فحواه أن الاغلبيات ستظل تضطهد الاقليات الى الابد وان المخرج
الوحيد المفتوح امام الاقليات المضطهدة هو أن تحاول هذه الاقليات جعل نفسها اغلبية في
قطر صغر مآ . ولكن خلق بلد كهذا بالغزو وباقتلاع سكانه ينجح فحسب » كما أثبتت
التجربة في فلسطين » في خلق مجبر ( غيتو ) كبير بدلا من عدد وافر من المجابر الصغيرة »
مجبر أقل سلامة وامنا على المدى الطويل من المجابر الصغيرة القديمة ‎٠‏
من الواضح أن فكرة الدولة الديمقراطية متفوقة على هذه الحلول الثلاثة » فهي تمنح
اليهودى فى فلسطين المساواة وانتفاء الاضطهاد والتميبز والقلق » وفي الوقت ذاته تحفظ
له حق البقاء يهوديا واداء شعائره الدينية وتكلم لغته والمشاركة على قدم المساواة مع
الآخرين في بناء بلد جديد مثالي » بلد لا يظل فيه مضطهدا ولا مضطهدا . بلد لا يكون فيه
ضحية ولا معتد » بلد لا يكون له فيه حقوق متميزة ولا يكون فيه مواطنا من الدرجة
الثانية » بلد يملك فيه رؤيا شساملة متعددة الجوانب ولا يقاسي فيه من رهاب الاحتجاز
القائم على التمركز العرقي الضيق . غير أن فكرة الدولة الديمقراطية لا تحل المسالة
اليهودية العالمية » الا كنموذج لتحتذيه الدول الاخرى » فتتفير العلاقات الاقتصادية
وتخلق مجتمعات ديمقراطية تقدمية حقا في أميركا وأوروبا » يستطيع اليهود » وكذلك
الاقليات الاخرى » أن يعيشوا فيها كمواطنين من الدرجة الاولى ويتقاسمون مع الآخرين
مهام المجتمع على قدم المساواة» في الوقت الذي يحتفظون فيه بحقهم في العبادة والسلوك
والزواج والنمو الشخصي كيهود يمارسون شعائرهم الدينية .
ما هي الدولة الديمقراطية :
‎)١‏ تتركز فكرة الدولة الديمقراطية على فلسطين ككل » أي على الاجزاء التي احتلت
عام 4 وكذلك التي احتلت عام 14717 . ولذا فان فلسطين الديمقراطية لا تحمل
اطلاقا اي ششسبه جغراني ‏ فكيف بالشبه الايديولوجي ‏ لما يدعى بالدولة الفلسطينية
العميلة العازلة في الضفة الغربية وقطاع غزة .
‏؟ ) غير ان فلسطين الجديدة ليست مجرد اسرائيل اخرى مقنّعة . اذ ينبغي ان تكون
دولة تقدمية لا عرقية ولا طائفية تشكل جزءا لا يتجزا من الحركة الثورية العربية ومن
الارض العربية المتحدة قي المستقبل .
‏* ) لذا » كي تتحقق فلسطين الجديدة هذه » يجب أن بستمر التحرير حتى تدمر الدولة
الصهيونية أي أن فلسطين الجديدة هي نتيجة للتحرير وليست بديلا عنه أو نتيجة تسوية
مع اسرائيل العرقية ولا حتى على شسبر واحد من التراب الفلسطيني ‎٠‏
‏؟ ) سيشمل سكان فلسطين الجديدة كل المستوطنين اليهود وكل الفلسطينيين المنفيين
و الواقعين تحت الاحتلال الذين يختارون العيش في فلسطين ويقبلون منزلة متساوية
كنلسطينيين دون أية حتوق خاصة أو امتيازات .
‏ه ) لن تكون الدولة الجديدة لبنانا آخر أو قبرص أخرى » أي أنها لن تكون دولة ثنائية
القومية أو متعددة الاديان بل ستكون دولة موحدة علمانية لا طائفية . ولذا فان الفواصل
الطائفية لن يسمح لها أن تتصلب ؛ ولن تقسم المناصب أو المقاعد بين السكان طبقسا
لاديانهم » اكن الدولة الجديدة لن تسمح بالتمييز طبقا للدين او العرق او اللون ‎٠‏
‏* ) ان المرحلة الراهنة من النضال » مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي » مرحلة أولية
جدا في الواقع » ولن تنتهي الا عندما تفكك المؤسسات والبنى الاقتصادية والعسكرية
والسياسية التي تكرس السيطرة العرقية على الفلسطينيين العرب . ولذا فان من
الصعوبة بمكان في هذه المرحلة أن تحدد صورة البلد الديمقراطي الجديد » بل أن ذلك
سايق لأوانه » خاصة وأن أي جزء من مجتمع المستوطنين اليهود لم يشترك في النضال
ضد الصهيونية بعد . من هنا قد تؤدي محاولات الوصول الى صورة نهائية مفصلة
‎7
تاريخ
مايو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39354 (2 views)