شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 112)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 112)
- المحتوى
-
واضطر هرتزل غداة هذا الاتصال ان يبرم اتفاقا مع أحباء صهيون يقيد بموجبه ئفسه
بالعمل لفلسطين فقط مقابل تأييد الحركة له . ومن الواضح طبعا أن هذا الاتفاق ينطوي
علن مكازج ابزامافيطلة ؟٠راحقت زان انسح الرمي السكيونق التوود لكر 110 كن
سياسات حسب ما تمليه الظروف »917). ولريما كانت هذه النصيحة من النصائح النادرة
في العالم التي جاد بها ناصح وسار عليها بالفعل في عين الوقت . لقد كان هرتزل يحاول
عندئذ التملص من تعهده لأحباء صهيون باللجوء الى بهلوانيات سياسية جديدة أملتها
مقتضيات الساعة . ومن الخلافات الرئيسية التي حصلت بينه وبين احباء صهيون وتام
مدرسة الصهيونية العملية ( امثال وايزمان ) هو اصراره على رفض وايقاف كافة
النشاطات المرحلية والرامية الى بناء الوطن القومي بشكل تدريجي عضوي . فما الذي
حمله على قبول فكرة ( الملجأ الليلي ) وفكرة المرحلة التطورية التدرجية ليوغندة ؟
الاحتمال الاكبر هو ان صحته التي اخذت بالتدهور السريع اثرت على عملياته الذهنية
وقراراته السياسية وجعلت ضيق الصبر والاندفاع العصابي ( اللذين يشكلان مرضين
مهمين للميفلومنيا ) قوة ضاربة في تصرفات هرتزل . وكما يحدث باستمرار لكثير من
ساسسة العالم ؛ كانت الازمة ألتي هزت هرتزل ازمته الخاصة بالذات وليس ازمة الملايين
المعذبة من اليهود . لقد الصبحت ايام الملك الذي أراد ان يسير على رأآس قافلة اليهود
الى وطنهم القومي اياما معدودة على الارض . وعليه فلم يكن هرتزل يحاول » حسب
رأينا » المناورة وراء وزارة الخارجية البريطانية وانما ورأء صفوف اليهود من اتباعه »
ولكن وزارة الخارجية وكوادر منظمته اضرمت النار في مركبته وتخلصت من احراجاته
بانهاء حياته هما وكمدا .
وانقسق اتباع مدرسته من مؤيدي يوغندة عن المنظمة الصهيونية وأسسوا منظمتهم
الخاصة واطلقوا على اننتسهم اسم الاقليميين كناية عن بحثهم عن آي اقليم منانيا كارت
فلسطين . واستمر بعض هؤلاء بالبحث عبثا عن اقليم ومواجهة الخيبة دائما برفض الدول
لهم» بينما استمر اخرون بالضغط على الحكومة البريطانية بمواصلة العمل على مشروع
يوغندة ٠ وكان بين هؤلاء [ااجمتمر غولدرايخ الذي استشهد بحجج مسن التلمود في دعم
قدسية مشروع يوغندة وكتب الى الحكومة البريطانية يحثها على المضي بعرضها دون ان
يتلقى منها غير رسالة مؤدبة تذكره بأنها قد قدمت عرضها لليهود ولكنهم مع الاسف
رفضوه (!) ولم يبق لها سوى أن تعتبر الموضوع مغلوقا(8؟). وبهذا كان الصهاينة قد
قاموا بأول خدمة مشينة قذرة لوزارة الخارجية البريطانية والاستعمار الغربي .
وأعلئ :كل قان الادعاء بوجود تعلق [عاطنن | يهودي عا بفلسطين وميا لاا يمكن 'ففة ا
تحويله هو من الخطأ على درجة لا تقل بكثير عن ألخطأ الاخر الذي قد يخرج اليه التارىء
من هذا المقال عندما يتصور ان فلسطين لم تعن أي شيء لليهود بتاتا ٠ اذا كان لا بد لنا
من تقرير الحقيتة بشكلها الموضوعي فعلينا ان نقول ان قسما معينا من اليهود كانوا
يشعرون بعلاقة عاطفية نحو فلسطين قابلة للتأثير مالا او يمينا حسب الموقف المالمي
واتجاهات الدول الكبرى . وكان المعادون للسامية والاستعماريون يتحكمون في شؤون
هذه الدول وغيرها من الدول ووجدوا ان من الانجع لهم ابعاد اليهود من اوربأ وافريقيا
وتوجيههم الى فلسطين . وقام زعماء الحركة الصهيونية بدور الادوات المطيعة في هذه
السياسة العالمية الارجاء .
ولا ضير من الاعتراف في هذا الصدد بأن سياسات هرتزل الديناميكية قد جادت بأكملها
على المدى البعيد بالنسبة للحركة الصهيونية . فبالرغم من فشصل مشروع يوغندة فان
قصته قد ساهمت في نجاح الحركة أيما مساهمة . ومن ذلك انها قد ساعدت على تثقيف
عدد من الساسة الأنكليز باتجاه موال للقومية اليهودية . ونذكر منهم بهذه المناسبة لويد
جورج الذي عمل كمستشار قانوني ومحام للمنظمة الصهيونية في مشروع يوغندة واصبح
رئيسا للوزراء في الحرب العظمى عندما اصدرت حكومته وعد بلفور . ومنهم ايضا ارثر
١1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 2
- تاريخ
- مايو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 10633 (4 views)