شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 131)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 131)
- المحتوى
-
توفيق صايغ ٠ كما عرفته
لا » لم يكن ليخطر لي ببال قط » طوال هذه السنين
الكثار » أنني سأكتب عنه بعد موته . بل ويا
للسخرية كنت أغذيه دوما بتفاصيل عن حياتي ©»
واطلعه على كتاباتي التي لا انشرها وأحدثه بما لا
أحدث أحدا عن دواخل ما اكتب وما أفعل »© جاعلا
منه نجيا كما لم أجعل احدا »© لانني كنت اعتقد
أنه هو الذي سيحيا بعدي ليكتب عني ©» وليس لي
أحد مثله من حيث عمق المودة والتجاوب »© فكأنه
شق آخر لنفسي »© ولن يفهمني أحد مثلما يفهمني س
بذلك الذكاء المنرط » وذلك القلب الكبير. ولكن قوة
ما خدعتنا » خدعتنا كلينا ٠ أخذتنا كلينا على حين
غرة » واختطفته الى حيث قلبت لنا الميزان »
وضحكت من الجميع .
لا » ما كنت اظن اني سأكتب عنه بعد موته .
كنت اتمنى ان اكتب عنه وهو حي . كنت - ولاكن
مغرضا غرض الحب والاعجاب اتمنى لو أحدد
له بعضا من عبقريته في كل ما يكتب »© اكثر بكثير
مما معلت في مقالتين او ثلاث ورسائل كثيرة ٠. بل
كنت اشتهي »© مثله »© لو أننا يوما ننشر رسائلنا
معا على رؤوس الاشهاد » كما فعل ادباء كثيرون
في العالم قبلنا » لعلنا نوضح الكثير من تلك الفكر
التي لم يتح لنا ان نجلوها كلها في ما كتبنا ونشرنا.
' شير ان ذلك بقي قيد التمني © قيد المماطلة التي
تضحى على مر السنين عادة يصعب قهرها .
وكنت » في السنوات الاخيرة »© في قلق متزايد
عليه . كنت أراه يكتب أقل نأقل ©» وأعرف السبب.
حتى رسائله باتت أقل وأوجز . جملت أعاتبه »
اذ يجعل الرسسالة في صفحة واحدة » كأنها
« مسونتة » لا يمكن أن تتجاوز قواعدها وتتخطى
الحد المفروض عليها » وهو الذي كسر ألف قاعدة»
وتخطى ألف حد . ولكن العتاب صعب عندما تمرف
خرن
جبرا ابراهيم جيرا
السبب . هنا رجل أعطى الئاس حبا »© قألبسوه
اكليلا من الشلوك . مد لهم يده ©» خندقوا فيها
المسامير . ولكن لا . لم يمد يده للناس . لقد مدها
لله » للمسيح ل غير ان اناسا غفل عنهم اخذوها
بأنيابهم . « الجمهور الكلب 64 تلك عبارة خطها
في احدى رسائله الي » يوم رأى كم من هذا
الجمهور « اقبل » على « القصيدة ك 4 ( بعد ان
« أقبل » على ديوانه « ثلاثون قصيدة » ) ©» وأدرك
ان لا صلة له بالجمهور . ولئن كان له ان يرضى
بملاحقة سلوقي السماء له » ويجد كبرياه ماسوكية
في ان يضحى طريد اله يعشقه ويقارعه ويراوغه »
فانه ما كان يدري ان سلوقي الارض » والزيد على
شدقيه » سيحاول ملاحقته ايضا »© ولا عشق
بينهما . ولما تحقق من ذلك » في مسنواته الاخيرة »
اراد ان يضع نفسسه في معزل عن الناس ٠. ذهب
بعيدا يشغل نفسسه بالتعليم في امريكا بالمحاضرة
الى صفوف صغيرة من أغراد يستطيع أن يريهم ما
يرى هو في التاريخ » في اللغة © في الادب © في
الخلق الجديد . لعله يجد عزاء عن نفي نفسه من
جديد .
لم اعرف رجلا كتوفيق صاب أحاط بعلم كثر كما
أحاط وأصفى الى الناس كما أصفى ومع ذلك
لم يؤمن الا بيا كان يحس انه نابم من أعماقه
هو . كانت المعرفة لديه » وهو لاا يمل مطالعة كل
ما ندر من كتنب ومجلات »© من ششعر وئثر في المربية
والانكليزية » وسيلة لطمانة نفسسه أنه © بما يؤمن
به » على حق . أما الششسك فكان لديه تجربة دينية
محضا . كان ششكه بحرانا صوفيا © واثخائسا
لجراحات قلبه ٠. انه شك العاششق في من يحب :
مقاساة داخلية » تفردية »© تزيد في النهاية من ولعه
ووجده . ولكنه لم يكن شكا في صحة موقفه من - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 2
- تاريخ
- مايو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 22428 (3 views)