شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 132)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 132)
- المحتوى
-
الناس ٠. لتقم قيامتهم » اذا كانوا » غيما يرى هو »
على خطأ »© ما دام هو قائنما بسلامة دخيلته ٠
ودخيلته كانت في صفاء الجوهر » وصلابته ٠ دخيلة
لم تعرف الحقد على أحد . الجمهور 5 انه يرى
انيابه » ولكنه لا يفعل الا أن يدير ظهره اليه »
وليكن ما يكون . ما نطق لسانه فيمًا أعلم
بقذف في أحد ©» وما أكثر من قذفوه . وما انشق
قلمه يوما عن كلمة حقد على أحد » وما اكثر الاقلام
التي حقدت عليه ٠
اما أنه رفض »© فذلك كل شيء . وهو لم يرفض
كما يفعل الكثيرون ممن يركبون موجة الرفض ل
كعملية ميسرة © مريحة . انه رفض © مع مقارعة
مسستورة مع النفس . ال « لا 6 كانت لديه غيمة
مشحونة . ولكنه عرف من اجلها الزمهرير ©»
والبلل » والعراء . قصائده سجل لذلك كله .
قصائده تفصيل لذلك العذاب الذي يتخطى اسطح
العاطفة الى تضاعيف الذهن . العذاب الذهني هو
الاعتى والامض . أراد الحرية ©» وأراد الحب ©»
وأراد الوطن © وفي سبيلها رفض كل ما هو مير
ذلك ولا لم يحقق واحدا منها ©» وجد نفسسه
منفيا الى تلك البراري القصية ضمن أبعاد الذات»
حيث تتقضى الليالي فوق رأسه في مبارزات سيوف
من نار . لا سسيف الام وحدها » ولا سيف الحبيبة
وحدها © بل سيوف كثيرة هي سيوف الارادات
العميقة التي تلوحها في وجهه دواخله أنى توجه .
أراد أن يعبر الارض البوار » ولكن ارض البوار
امتدت تحت قدميه الى ما لا نهاية . وجب الاسود»
ذلك الذي ذكره في نهاية قصائده الثلاثين ) وهو
في اواخر عشريئاته » هل كان الا الجب الذي حمله
دوما معه 6 مؤملا ان يغلق دونه الافواه الضارية
يوما في قصيدة أخرى »© في ترحال »© في عششق
امرأة » في مجابهة للانتحار » في تحرير مجلة 6 في
رسالة الى صديق او عزيز ولكن الاسود بقيت
على ضر اوتها تطالب بالفريسة ٠
لم يكن غريبا اذن ان توفيق صايغ هو الذي تب
أغرب وأعجب قصيدة في اللفة العربية ؛ عندما
كتب قصيدته «بضعة أسمئلة لاطرحها على الكركدن» .
لقد وجد توفيق في الاسطورة الوسيللة الموازي
الوحيد لقضيته الفكرية ٠ فهو وحيد قرن حيوان
أبيض جميل » وحشي © يعيش في أعماق الآجام »
وحيد كالاله » يبحث مثله عن العذراء « المتعذرة
الوجود © »© يستحيل صيده الا بالخديعة » ولقرنه
الماجي خوائد يشتهيها المطاردون © ليس أقلها انه
اذ غمس في السسم أزال عنالسم صنتهالقاتلة» وانه
« يسهل على النسوة مخاضهن / ويشدد في رجالهن
العصير . » أما الايقاع به » فلن يكون الا عن طريق
عذراء تبعث اليه © وتغويه ©» فيضع رأسسه ذا
التقرن في حضنها » وعندها يكون موته على ايدي
الصيادين الذين في انتظاره :
يكون موته الاخير في حبه » وعفته :
ابدا يطاردونك 5
وحوش الغاب ليست
أشد عليك من
التانصين الرشاق .
يطاردونك 4 وتطاردها » معأ
ليحملوا الموت لك
لتحمل الموت لك .
الاسئلة التي يطرحها كثيرة » ومهمة ٠ وَهَو بالطبع
يطرحها على ثئفسنه ٠ العذراء قضيته » وهسي
الوحيدة التي سيطلبها » عازفا عن النساء كلهن :
يطلبها ظنا منه » كما يقول »© انه كفارس في العهد
الوسيط سينقذ عذراء قيدت على صخرة 7 من عدو
يرى واعداء في الخيال . » ولكن العذراء تطلب
عشقا جسديا » تطلب أن تفتض © وتدمى © وهو
يريدها دونها جسده ©» يضع قرنه السحري في
حضنها لا ليستئزف دمها بل دمه هو . فتجد
العذراء انه « اسطورة معكوسية » »2 انه
البطل الضحية ©»
يطلب » لا
يخلص » الخلاص »©
ضحية » اتقرن ذاتها بضحية ؟
ويرتاح هو بها © فيما هي تضطرب © ويفهم هو
اضطرابها © ولكنها لا تفهم ارتياحه .
وهذا ما جرى لتوفيق ٠. طلب الخلاص ووجده بطلا
ضحية » كما تنبا ٠ كما أراد .
نيا نيز ننا
في صباح يوم من خريف عام 11819 كنت أسير في
باحة جامعة هارفرد» غريبا لا يعرفني أحد ولا أعرف
أحدا» عندما سمعث صوتا يناديثي باسمي © بلهجة
لا أخطىء فلسطيئيتها . تلفت »© واذا باب ملحى»
أصلمع الرأس » يعيد مناداتي ٠ ولا اتتربت منه ©»
أحسيست فجأة بالبريق العجيب الذي مي عينيه
الصغرتين الذكيتين »© الباسسمتين ٠ وقد ادرك ائني
لم اأعرفه » فقسال : « ألا تذكرني 5 أنا توفيق
صايع ٠ »© فقلت : «ليس الاسسم غريبا » ولكن...»
لرحل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 2
- تاريخ
- مايو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 22428 (3 views)