شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 139)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 139)
- المحتوى
-
كسيح ولا مسيح ٠
-
أرمل من جديد أيتم .
أفجع من ردى
لا قيامة بعده
ردى فقيامة فردى .
هذا الردى المتكرر لن نجد © مهما بحثنا في الكتب »
من استطاع الخوض فيه بهذه التفاصيل المأهلة
الراعبة كما فمل توفيق » ساردا اياها في صور
تشع بالفمل والرمز معاء؛ سوى قلة من الشخصيات
التاريخية . فلكي نجد له مقارئة في عالم التجربة او
عالم الكتابة» لا بد من عودة الى ما خطه القديسون
القدامى . ويبدو ان الششاعر كان يحس ذلك ولو
حسا مبهما » نأدخل رسنالة من القديس جيروم الى
جوليا في صلب معلقته » تأكيدا على بعض تجربته *
رؤى الجسد الفاحش تنهك الناسك في صحرائه »
حتى لتنقلب « خشتي الخالية / مرقصا فاحشا
يروما » . فيرتمي على قدمي المسيح يستيهما
بدموعه © محاولا اخضاع ئورته بالصلاة والصوم ٠
( ولنذكر ايضا رواية خلوبير عن القديس انطون ©»
وهو نهب فواياته الكهوانية » ورؤاه تثهمر
متلذذة » جاهشة © عاصية © مستغفرة ©) وهو
يعيش في القفر على كسرة من خبز وابريق من ماء
مج » والغوايات القشرمسة تتواتر بين اسطر
العبادة . ) شير أن توفيق صَايمْ يضيف الى ذلك
كله تنسكا هو تنسك مجرد © بحت © خلا حتى من
سسلوة الايمان . فهو يتخلى عن < تلته الخضراء »
بكل ما فيها من لذائذ الحس ومحنفزاته © لينصب
له « جبلا كمامخا قاحلا هالكا مهلكا » ياوي الى
قمته © ملتفعا بالغبار » حيث لا أله يئاجيه » حيث»
كما يقول : « نجو »6 ولا نجاة » ولا نجي ٠ »
وما هذا الا جزء من مضمون « المعلقة » . انها
صراخ ايوبي صادر لا عن آلام الجسد ( كما في سفر
أيوب: » أو في أيوبيات السياب الاخيرة ) » بل عن
تحرق ذهني حممي يتفجر في الاعياق »© ويبعث
الشروخ والصدوع عاليا وسسافلا في الجوهر من كيان
الانسان » حيث الكسم يهدد سويداء التلب من هذا
المتمرد العاشق الجائع المطش المطارد في أزقة
المدن الكبرى ٠ انها قصيدة تتنائر لظى ؛ في اربعة
مقاطع » كحركات اربع » مواضيعها على التوالي :
المبارزة بسيفي نار بين الام والحبيبة موق راس
الشاعر الطريح في القراش نصف مشلول »
18
الام ( في ارتدادة زمنية مسلسلة ) وهي تنقذ
الساعر من نار بعد نار » من أرض لاء » من وطن
“مى © الى أن تموت »© « فيسستهل عهد التيه » ©»
الحبيبة المرفوضة المشتهاة وهي تمعن في الطمن
حتى في غيابها »© والشاعر « الناسسك »© يخبط في تيه
الحاضرة الكبيرة وحيدا »© والحب يخترقه وينساب
فيه « أنهرا من البواليع »© ©»
والصراخ في النهاية عند قدمي المصلوب ان«اعنتي.
اعنثي ٠. »
كل ذلك في شسعر حاد » صلب كالسكاكين © يعتيد
ترديد الموضوعات وتركيبها كيا في الموسيقى »
متوترا صاعدا نحو ذروة مرة كالموت © وان تكن
ايضا ذروة آخيرة من الايمان ٠
لقد كانت هذه القصيدة »© بالنسسبة الى توفيق ©
طقسسا شمعائريا » طهر به نفسسه ٠. .كانت ضرورية
له ضرورة تلك الكفارات' والصلوات التي يذكرها في
اشعاره . ثير إلى ذلك لم يكن كافيا له . فقد
كان توفيق يريد أن يحقق لا الخلاص وحده © بل
الشعر ايضا . وكان يعلم في قرارة ذهنه »© انه لن
يحقق الخلاص اذ لم يحقق الشعر ©: لشدة ما قرن
بين الائنين ٠ وذلك بالضيط هو اما استطاع ان
يحقق : لقد خلق شعرا جديدا » عظيما ٠ كان هو
يعلم ذلك وثقته بما يعلم لا يُزمزعها رأي من
احد وكان بعض عارفي فنه يعلمون ذلك . فير
أن خيبته كانت أليمة » لان شمعره لم يقرأ . كان
يحس كأن حجابا من دخان يطلق من حيث لا يدري
منع رؤيته » ورؤية شمعره ٠ ومهما كانت فترة
الخمسينات والستينات فترة التجديد الثائر » فائه
كان لا بد للشاعر فيها ©» لكي يقرأه الناس ©» أن
يبرع في الاعلان عن نفسه باستمرار » أن يفتمل
المناظرات والمهاترات ©» أن ينضوي تحت الوية
يتبناها وتتبئاه . وهذا ما رفض توفيق ان يفعله .
رفض أن يعلن عن نفسسه أو أن ينتعل مهاترة أو ان
يتبئاه أحد . بقي شمعره للقلة © وبقي شسعره ذا
ندوذ صامت © قلما تحدث عنه حتى المتأثرون به
ولو ان التأئر به ظل هو ايضا أمرا نادرا © لتميزه
وفذاذته وصعوبته . ثير انه بقي ششسعرا أكاد اقول
رحيبا » موضوعا على الرف كتنابل موقوتة لا بد
يوما أن تنفجر ٠
من الماسساة آلا بد للشاعر احيانا من ان يموت قبل
أن تتضح معائيه » وتتجلى أهميته ٠ من المأسساة أن
نكتكف بعد وناة توفيق أن « معلقته » من اعظم
قصائد العصر . لو أنفق على شرحها مشر الجهد - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 2
- تاريخ
- مايو ١٩٧١
- مجموعات العناصر
- Generated Pages Set
Contribute
Position: 22428 (3 views)