شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 140)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 140)
المحتوى
الذي يتطلبه شرح اية من معلقات الجاهلية السبع
لبانت خطورتها وعمق مواكبتها لزمن الغربة
والفجيعة . لقد أطلقت حجب الدخان ايضا حول
صديق لتوفيق ©» هو بدر شاكر السياب © ولكن
شعره بعد موته اخذ يتككشف عن روعته واهميته ©»
وانتصف للشاعر آخيرا. والغريب أن السبياب ريما
اضحى منذ الآن على شيء من « الكلاسيكية 6
بالنسبة الى المجددين الآخرين واللاحقين . اما
توفيق فيبقى مجددا مستقبليا للمجددين انفسهم ‎٠‏
‏كان بدر شاكر السياب صوتا هادرا لعصره لا محيد
من مسماعه . غير ان توفيق صايغ كان صوتا ذا
امواج لم يعرفها او يألفها عصره © فلم تسيعه الا
آذان حساسة خاصة . وككل المبدعين الكبار »
كان توفيق صوتا زامن عصره وسسبقه معا ؛ تنبأ به»
وصكه » وتخطاه . ثم صمت. وكان صمته الشمعري
تجربة آأخرى من تجارب العذاب © تجتاح هذا
الجوهر الصلب © وتحاول تهشيمه ‎٠‏
‏نا نا
في هذه الاثناء كان توفيق قد ترك جامعة كمبردج 34
وعين استاذا للادب العربي في جامعة لندن ‎٠‏ بقيت
القاه في لندن وبيروت © والرسائل بيننا متواصلة.
كان يعترف بكسله © لانه لا يكتب بالقدر الذي
يتمناه هو © أو أتمناه أنا له . غير انه جعل يحس
بانكشاف الغمة عنه »© ولو تدريجيا . كان له
اصدقاء وصديقات معجبون به يبادلونه الود
والعشرة الطيبة ‎٠.‏ منهم من يقيم في انكلتره او يدرس
فيها » أو يزورها بين الحين: والحين ‎٠‏ وكان بحديثه
معهم »© ولا ريب ©» يعوض عن الكثير مما لا يكتبه »
فضلا عن مطالعاته النهمة التي لم يكن ليجاريه فيها
أحد + وقد لفت نظري انه في بروت ( وأحيانا في
لندن ) © اذ يتجول في الشوارع او يخرج للقاء
الصحب في الليل او النهار » يحمل بيده كتابا يضع
فيه دائما جواز سفره . لم يكن يحمل هذا الجواز
في جيبه ©» بل بيده ! فلما سيألته عن ذلك قال ؛
لكي يبرزه بسرعة اثباتا لهويته كلما طلب اليه ذلك!
كان دائم الخششية من أن يسأله أحد من هو ؛ ولا
يستطيع أن يقنع السائل بهويته ‏ لا سيما اذا كان
شرطيا ! هذه صورة نجدها في اكثر من قصيدة
لديه ... الرمز والواقع ! وأي واقم !
في الفترة التي أنجز فيها « المعلقة » وبعدها ببضعة
اشهر ( أي بين عامي [155 و؟95! ) © ششسغل
نفسسه أيضا بعمل صعب ربما لم يكن خيره ليستطيع
الاقدام عليه . وهو ترجمة « رباعيات اربع »
ل تي . اس . اليوت . كانت هذه الرباعيات قمة
اليوت الشمرية »© وقد كتبها في غضون سسمنوات
عدة » وضع فيها تجربته الفنية والديئية والفلسفية
على نحو لا ريب ان توفيق كان يتوق لو يحققه هو
ايضا في شسعره . فجاءعت ترجمته للرباعيات » مع
الدراسة الطويلة التي استقصى قيها ببراعته
النقدية جوانبها ورموزها المعقدة © اتماما لعملية
الشفاء او التكامل النفسي الذي كان ينششده عن
طريق الكلمة . وقد نشر الرباعيات تباعا ؛ قم
الدراسة عنها » في مجلة « أصوات » التي كان
يحررها الاستاذ دئيس جونسون ديفز ©» والذي
كنت اعلم بما يلقى وهو يلاحق توفيق © طالبا منه
ان ينجزه ما يعد © وتوفيق لا يبخل بالوعود !
بيد أن توفيق كان قد سئم الحياة في الخارج لحد
الكراهية » وطفق يبحث عن نهاية للنفي وعودة الى
الوطن . سئم التدريس »© وسئم الترجمة © واراد
الاستمرار بالكتابة » واحس بأن الغربة استنزفت
طاقته . فلما عرض عليه يومئذ ان يراس تحرير
مجلة جديدة تصدر في بيروت ويقولبها على الشكل
الذي يثمتهيه » اقبل على الفكرة بحماس ولهفة ‎٠‏
‏وهنا ايضا كانت قناعته الداخلية بسلامة ما يفعل
هي المتكأ الوحيد الذي يطمئن اليه . وهكذا اتفق
مع منظمة حرية الثقافة على اصدار مجلة اختار لها
اسسمها « حوار » »© وقرر أن يجعل منها افضل
مجلة عربية على الاطلاق » تستقطب خيرة المجددين
من الادباء والمفكرين والننانين . وعاد الى بيروت
مشحوذ الهمة والعزيمة كما لم يكن لسسنوات ©»
متفائلا بامكانيات الخلق في الطاقات العربية
الجديدة » مستمدا للبحث عنها والسمي اليها
اينما كانت »© لاعطائها حيزها المشروع ‎٠‏
انصرف عن كتابة الشعر ©» وجعل المجلة قصيدته
المتوالية مرة كل شهرين »©» بل راح ينفق عليها من
الجهد والحب ما لم يكن ينفقه حتى على ششعره ‎٠‏
‏غير انه اندهش ثم انصدم حين رأى رد الفمل
العدائي تجاه ما أقدم عليه . ولم يكن التحدي
ليخيفه » وهو الذي ثبت عينيه بوجه الموت مرات
ولم يخف . غير انه شسمعر من جديد انه طريد
صيادين لا يعرفهم . وفي غمرة من هذا الشعور
العنيف كتب عام 1919 قصيدته « بضعة اسئلة
لاطرحها على الكركدن © . كتبها ( وكان يحسسب انه
لن يكتب ششسعرا بعد « المعلقة » ) © ومرة اخرى
وجد في رموزها مخرجا ثانفيا لما يعتمل في نفسه .
غلئن يوقع الصيادون بالكركدن ورأسه في حضن
5
تاريخ
مايو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22428 (3 views)