شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 177)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 2 (ص 177)
المحتوى
أهم ما يتصف به عز الدين المناصرة في قصائده »
هو « الصورة المجانية » . انه بملك ان يقول أي
شيء »© دون أن تترتب على ذلك تجربة فنية مقصودة
ومعينة . لقد توفرت هذه الخطيئة في مجموعته
الاولى « يا عنب الخليل » ببذخ ‎٠‏ ولكنها بالتأكيد
جاءت هامشية في المجموعة الثانية . لقد دفعت
الغربة عز الدين المناصرة الى رؤيا غاضبة غضبا
عفويا يصل حد السذاجة كما في قصيدته « أبي
وأبوك وابوه » ©» وغضبا ذا سسمة ساخرة مريرة
وهجاءة ايضا . انه على العكس من الشاعرين
الاولين » يواجه ‏ عبر غريته ‏ لا هم النصر كما
قلت »© بل هم الهزيمة والخيبة » فهو أمام السلطان
والسلطة صارخا حينا » وباكيا احيانا » ولكنه
في الحالتين ينبض بالسخرية الحادة . وهو على
الدوام يستعير أبطاله من التراث » حتى استحالوا
شريحة من تجربته الشعرية © ولكن ‎١‏ مجانيته »
تدفعه احيانا كثرة » الى تلصيق اسسماء كثيرة لا
دلالة لها » ولا علاقة بقصائده مثل :
الحارثي في المظاهرة ‏ وديدالوس في ذكراه
الثالثة ‏ وتصريحات ابن حمديس الفلسطيني ل
35 الخ » ‎٠.‏
‏ريبما تسستهويه » عادة » الصفة الغنائية في الصورة»
فيقع ©» او يلجا الى حماها الصوتية :
« زرعوا الاحجار السوداء
أكلوا ذهب الفياب
وزرعنا عنبا ‎٠.٠‏ وهضاب
غلقينا موت الاحباب »
اعفد اتفونا
« وحين تكبر الرؤوس
وعندما يستيقظ النيام
وحين يصبح القطا حمام
أتوب يا مدائن المجوس »
أما محمد القيسي فلا يقع بهذه المجانية » ولكنه
يحداج لقدرات شعرية هامة غير متوفرة لديه ©»
ولكنها متوفرة لدى المناصرة بوضوح . أن القيسي)
فيه مسحة من الهواجس « الذاتية » © فهو في
خطاب دائم ‏ عبر قصائده جميعها ‏ لقلبه
المتعب ‏ او لحبيبته البعيدة © او لمدينته المفقودة.
ولكنه قد يقع هيما وقع فيه المناصرة من المجانية :
« تقاسسمتك الدفوف
عشية الحب ماتا
غيا أفاد الوقوف
ولا مللت التفافا »
« قد عز طيفك حتى
ذابت جموع الافاني
صلبت جبنا وحممتا
بكيت مما أعاني »
ان الانفصام بين التجربة وبين اللغة وقدراتها
مو الذي يشتت تجربة القيسي الفنية ‎٠.‏ فيجعلها
حارة في مواضيع داخل القصيدة الواحدة » وميتة
طارئة © شكلية في مواضع اخرى . كما يدفعه
أيضا الى استلهام صوت صلاح عبد الصبور ‏
مثل خالد أبو خالد لت حينا » وأصوات ذات
ايقاعات شدديدة أحيانا اخرى ‎٠.‏
يبقى كل واحد من هؤلاء ‏ ذوي التجربة
الحياتية العميقة ‏ في حدود تجربة فنية ضيقة »
غير كافية لانجاب العمل الابداعي الذي تلتحم فيه
كلا التجربتين التحاما عضويا . ان هواجسهم
الوطنية »© غير كافية » لجعلهم « شسعراء »
فلسطينيين بالمعنى الذي أصبسح فيه محمود
درويش شاعرا » وشساعرا فلسطينيا . وليس لهذا
التصنيف طبعال علاقة بالتقييم النقدي والأخلاقي
معا . فان انتسسابهم الطبيعي لمناخات جديدة يخلق
عندهم هاجسا مختلفا عن الهاجس الذي أصبح
ناضجا في أعمال محمود درويشس ‏ من ناحية
شعرية . ان العمل النضالي قد يتوخر عند أقلهم
قدرة على الابداع . وهذا ما أسسميته انفصاما بين
التجربة وبين قدرة اللغة . ولا يتفرد هؤلاء الشعراء
بالضرورة في امكانية تمثيل الشعير العربي
الفلسطيني » ولكن حديثي هذا كان مجرد هوامش
حول اربع مجموعات شيعرية متوفرة الان في
الاسواق . :
فوزي كريم
ما
تاريخ
مايو ١٩٧١
مجموعات العناصر
Generated Pages Set

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7281 (4 views)