شؤون فلسطينية : عدد 5 (ص 152)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 5 (ص 152)
المحتوى
أن ما اصطلح على تسميته بالمسألة اليهودية ليس بالنسية لنا نحن العرب سوى نتيجة
للاستعمار الصهيوئي لنلسطين ؛ فاهتمامئا في السابق كان موجها بشكل رئيسي لهذا
الاستعمار » ولكن في أعقاب النكسات العربية المتتالية؛ من جهة » والنجاحات الصهيونية
العرب أن لا يركزوا أهتمامهم فحسب على عملية الاستعمار الصهيوني لفلسطين ؛ بل
أن يبحثوا ذلك عن الاسباب الكامنة وراء نجاح الحركة الصهيونية في استقطاب قطاع
كبير من !ليود قي جميع أنحاء العالم الى جانبها . وهنا لا بد من التنويه الى أن الحركة
الصهيونية :لم تنجح في جعل غالبية اليهود يعتنقون مبادءها » ولكنها نجحت ؛ عوضا عن
ذلك » في. السكات عدد من اليهود وتحييد بهود آخرين كان من الممكن أن سعارضو| بل
ويناهضوا معتقداتها الفلسفية واهدافها السياسية . وعليئا أن نثشير أيضا الى أن هناك
مسألة يهودية بالنسبة للعرب تختلف في طلبيعتها عن التحديدات و التعريفات التى يعطيها
غيرهم لما أصبح يسمى بالمسألة اليهودية . فالعرب يرون ان هذه المسألة يرزت عندما
أصبح واضحا أن هدف المستعمرين الصهيوئيين هو تأسيس دولة يهودية في فلسطين
على حساب طرد شسعب فلسطين الاصلي من هذه البلاد . ومن هنا » يمكننا أن نعتبر ان
لليهود بقدر ما هى كذلك بالنسية للعرب ‎٠‏ ولكن » ماذا يعنى كل هذا ؟ أن اول ما بعنيه
ذلك هو أن الحركة الصهيونية نجحت في أقناع يهود العالم وكذلك قطاع كبير من غير
اليهود ان هناك مسألة يهودية وان الصهيونية هي الحل الصحيح لها. ولا عقدت الحركة
الصهيوئية العزم على اقامة دولة صهيونية في فلسطين اصبحت المسألة اليهودية » او
ما سسمي بالمسألة اليهودية» مشكلة عربية » ولذا فقد كان علينا ان نتخطى العمل لمجابهة
الأستعمار الصهيونى الى أدراك أسيابي هذه المشكلة وتحديد أبعادها 1
نعتقد ان هذه المسألة برزت كرد فعل لعاداة السامية التي كانت تمارسها المجتمعات
الغربية والاوروبية » بما في ذلك روسيه القيصرية ؛ ضد اليهود الذين كانوا يعيشون فى
هذه المجتثغات »؛ انها مشكلة نجمت عن ازمة القوى الليبرالية والديمقراطية والاشستراكية
في العالم التي لم تتمكن من اقامة المؤسسات الضرورية وتهيئة المنائ الملائم لتعايش
تسعوب ذات معتقدات و أحناس متبايئة . وبشكل عام »© أو افترضنا أن هذه مشكلة )
فانها كانت كذلك وبشكل محدد بالنسية لكثير من معتنقي الديانة اليهودية . واذا كان
الامر كذلك ؛ فان هناك مشكلة يهودية > ولكنها لا تختلف ولا يمكن أن تنفصل عن مثيلاتها
دن المشاكل الني تعاني منها المجتمعات المتعددة الاجناس والاديان والقوميات . بالطيع
حاول الصهيونيون تثبيت الانطباع بأن المسألة اليهودية ليست سمة من سمات المجتيعات
التعددية بل قضية خاصة باليهود انفسهم الامر الذي أضفى عليها مزيدا من الحصر
والخصوصية وأعطاها بعدا فكريا جعل العالم ينظر اليها ليس كاحدى المشاكل التى
١5
تاريخ
نوفمبر ١٩٧١
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)