شؤون فلسطينية : عدد 6 (ص 104)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 6 (ص 104)
المحتوى
المقاومة الفلسطينية والعمل الاجتماعي
غازي خورشيد
الثورة في العالم الثالث حركة تغيير لواقع مجتمسع معين ان في فهمه السياسي
الاجتماعي أو الاقتصادي نحو نمط جديد من المارسة والعلاقات . لا يمكن الفصل ,
جذه المفاهيم الثلاثئة عبر مرحلة التغيير لانها على علاقة جدلية تتمم كل الاخرى وتسر
معا في عملية بناء المجتمع الجديد ‎٠‏ فان عملية تطوير الفهم السياسي في المجتمع تد
بالضرورة وعي العلاقات الاجتماعية والاقتصادية السائدة فيه وما تفرزه هذه العلاقا
من سلطات ضمن طبقات المجت نفسه حتى يتم توعية الطبقات صاحبة الحق
السلطة على مصالحها . كما ان أي عملية تغيير في الوضع الاجتماعي او الاتتصاد
لا ترتبط بفهم سياسي معين يكون جزءا من برنامج متكامل لا يمكن لها أن ترشع
مستوى الجماهير ‏ صاحبة الحق في السلطة - لتتلمس هي قضاياها بل تكون هذ
الخطوات بمثابة اصلاحات أو خدمات تقدمها الثورة كأي مؤسسة تقلة تضمن فة
استمرار التفاف مئتفعين من حولها .
أن الجماهير بحكم واقع التخلف والتضليل والتجهيل الذي تعيشش. فيه والمفروض عليها
من الطبقات الحاكمة حفاظا على مصالحها وامتيازاتها » وبرغم تلمسها لهذا الاستفلا
وتعبيرها عنه في بعض الاحيان بالاضراب او التظاهر او الاحتجاج تبقى عاجزة عن اتخا
زمام المبادرة والقيام بالثورة التي تؤدي بالنهاية الى سيطرتها على السلطة . لذا تحتا
الثورة لطليعة تعي الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للجماهير لتدخذ على
مسؤوليتها عملية تنظيمها وتعبئتها . وهكذا فان الثورة بحاجة لثقة الجماهير بها كمعبر
عن مصالحها حتى تتمكن من الاستمرار والوصول الى هدفها الاساسي . كيف يمكن
كسب هذه الثقة ؟ او بكلام أدق كيف يمكن للثورة أن تقيم علاقتها بالجماهير ؟
لا شك بان الكفاح المسلح هو اهم المظاهر التي تلتف حولها الجماهير اذ انها ترى :
بداية التحرر من الواقع الذي تعيش فيه . ان هذا الحس الطبيعي لدى الجماهير
الذي يدفعها الى الوقوف مع الثورة فتشكل دعما معنويا له على الصعيدين الماد
والبشري فهي تقدم كل ما باأستطاعتها من العون المادي ؛ ومن ثم هي المصدر الوحيد
لرصد المزيد من الامكانات والطاقات البشرية للثورة . ولكن هل يقتصر دور الجماهر
على هذين المنطلقين فقط رغم اهميتهما كضمان لاستمرارية الثورة ؟ كما لا بد ان نتسا
الى اي مدى يمكن لهذه الجماهير وني ظل دورها السابق الذكر ان تستمر في تقدي
مساعداتها للثورة ؟ ان تصاعد النضال وتطور الثورة يبدا بتطلب مزيد من التضحيائ
ومزيد من الدعم والصمود من الجماهير التي تصورت مع انطلاقة الثورة ان التحري
عملية شهور ومعارك محدودة وينتهي العدو ويستسلم . ان هذا الشعور الموجود اصلا
لدى الجماهير لا تحاول الثورة عبر ذلك النمط من العلاقة ان تزيله يمفهومها الخاص
للثورة ولدور الجماهير يها . وهكذا فان بقاء الجماهير على هذه الحالة يبدا بتسريب
الشك الى نفسها فيما اذا كانت الثورة حقا تستطيع الاستمرار والتحرير » ويرافقه
أيضا تراجع في دعمها المادي والبشري . وهكذا فان عنوية الجماهير تقوم بدعم شامل
ل
تاريخ
يناير ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39357 (2 views)