شؤون فلسطينية : عدد 7 (ص 200)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 7 (ص 200)
المحتوى
شرح احد جوانبها مثلا على حساب جوانب اخرى
(وسنأتي على التفصيل في رسالات اخرى لاحقة).
المناصر المتحكمة في مواقف الرأي العام الفرنسي
ليس من السهل تحديد الخطوط الرئيسية التسي
تحكم ردود فعل مجتمع متطور ومعقد كالمجتيسع
الفرنسي . الا ائنا مستحاول ابراز بعض الخطوط
التي لها تأثير مباشر على مواقف الفرئسيين تجاه
قضايا التحرر بشكل عام والقضايا العربية بشكل
اخص .
هناك قبل كل ثسيء عاملان رئيسيان (ومتناقضان)
لا بد من التركيز عليهما : اولهيا »؛ الطبيعة
المحافظة ( اي المعارضة للتغييرات الجذرية محليا
غر المنفتحة عالميا على قضايا التحرر والثورة )
لغالبية الشعب الفرنسسي »© وبكليات أدق »سيطرة
الايديولوجية الحاكمة ( من خلال وسائل الاعلام
والاتصال اي الصحافة والراديو والتلفزيون
والسينما مثلا ) على قطاعات واسسعة من المجتمع
الفرنسي . وهذا شبأن كافة المجتممات الرأسسمالية
المتقدمة ») بشكل متفاوت طبعا © حيث أسستفادت
الطبقات الحاكمة من خبرتها الطويلة في الحكم »
فتوصلت الى مستوى عال في التحكم بوسائل
التأثي والتسيير الجيامي ( التي تصل احياتا
الى مستوى التخدير ) © وهذا ما يفسر الى حد
بعيد مدى التجاوب الذي وجدته « القضية »
الصهيونية في هذه البلدان حتى في اوسساطالطبقات
والاقليات المضطهدة ( بفتح الهاء ) .
والعامل الثاني المتناقض ©» هو وجود تيارات
وتقاليد ذات جذور تاريخية تعمل بدورها على تغيير
المجتمع وتتفهم بالتالي بشكل اكبر مشاكل العالم
المقهور والثائر . وذلك يعود للتجارب الثورية
المتلاحقة والنضالات الجماهيرية المستمرة التي
تخوضها القطاعات الطليعية من الششعب الفرئسي
منذ اكثر من قرئين ضد انواع الظلم والاستغلال»
ابتداء من ثورة ‎١9864‏ ضد الملكبة والاقطاع ومرورا
بانتفاضات القرن التاسع عشر ( وخاصة انتفاضة
كوموئة باريس العمالية عام (149 ) وحتلى
انتفاضة أيار .1954 . وهذان العاملان الرئيسسيان
تغذيهيا أو تحد من فعاليتهما عناصر آخرى اكثر
تحديدا وارتباطا بالقضية الفلسطينية . ومن هذه
العناصر المسألة اليهودية'وتطوراتها خلال الحرب
العالمية الاخيرة » ومنها ايضا آثار حرب التحرير
الجزائرية التي خلفت ردود فعل عنصرية لا يمكن
اهمال دورها في تحديد المواقف .
المسالة اليهودية : جذور المسألة اليهودية بعيدة
تاريخيا وعميقة اجتماعيا خاصة في اوروبا » حيث
اتخذت ردود الفعل تجاهها وجها خاصا عرف
بالعداء للسامية . ولا مجال هنا للخوض في جذور
هذه المشكلة الصعبة (ونكتفي بالاشارة الى محاولة
البلجيكي ابراهام ليون بتفسيرها في دراسسته حول
« المفهوم المادي للمسألة اليهودية » ) . فالمهم
بالنسبة لنا استخلاص العلاقة بين ظواهر هذه
المسألة ومواقف الاوروبي ( والفرنسي بالذات )
تجاه قضية فلسطين . وهنا ايضا تبرز ظاهرتان
متناقضتان تتوزعان المجتمع الفرنسي بشكل خاص؛
الاولى هي ترسسخ العواطف المعادية لليهود عند
نسسبة لا يستهان بها من الفرنسسيين © والثانية هي
عقدة الذئب التي نشات عند هؤلاء بعد المجازر
النازية التي ذهب ضحيتها الملايين من الاوروبيين
اليهود . وكلتا الظاهرتين © كما سثرى © لا
تغذيان الا التيار المؤيد للصهيونية .
غبالنسبة للمواطف العدائية تجاه اليهود ( العداء
للسامية ) »© فان كانت منتشرة علانية قبل الحرب
العالمية الثانية » ولها انبياؤها وصحمها وتأثشرها
على مجرى الاحداث ( كما جرى مثلا في محاكية
دريفوس © الضابط الفرنسي اليهودي الذي
المقت به تجنيا تهمة الخيانة وذلك في اواخر
القرن التاسع عشر ) © فهي اليوم عار لا يصرح به
اصحابه الا نادر!ا . ورم ذلك © فقد اظهرت
استفتاءات مؤسسات الاحصاء الفرنسسية الحديثة
ان اكثر من ‎9١‏ بالمئة من السكان « تتوفر لديهم
ظلواهر العداء للسامية بشكل مكثف » © على حد
تعبير رولان سادون مدير المؤسسسة الفرنسية للرأي
العام . وفي احدى هذه الاستنتاءات لهذهالمؤسسة
طرحت على العينة المختارة اسسئلة عدة منها :
هل تعتبر الفرنسي اليهودي الاصل فرنسيا
كفيره من الفرنسسيين ام لا ؟ وكانت نسب الاجابات
المئوية كالتالي * .”بر نعم اير لا ‎7/5١‏
‏بدون راي ‎٠.‏
هل تعتبر نفسسك معاديا للسسامية ( أي مناهضا
بشكل مبدئي لليهود ) ؟ وان اجبت بالنفي © فما
هو شعورك تجاه معارفك اليهود بشكل عام ؟
وكانت الاجابات بالنسب التالية : لا ساميون
14
تاريخ
يناير ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 38606 (2 views)