شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 198)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 198)
- المحتوى
-
أعداد المقاتل هادي ابو أسوان
ان الكثر قد كتب خلال السنوات الماضية عن الكرامة منها ما اثبت بالدليل
خطا وقوع العصابات بفخ الدفاع عن موقع ثابت ومنها خطا محاولة احتلال جيش مهما
كان متقدما » مدينة معباة ضده كتابات الجانب الآخر منها ما يجب على المقاتل
الفدائي من واجبات لا بد من الاهتمام بها ومنها كيف على المقاتل ان يتصرف ومنها
أخطاء المقاتلين ومنها أخطاه المنظمات الخ ... الا انه في الصفحات التالية لا نجد
نصيحة أو نقدا بل فقط شهادات . ولم يكن في الحقيقة هدف هذه الشهادات اثبات
الجانب الاحدائي المسكري رغم ان الشهادات اختيرت بشكل يبدو معه وكانها تغطية
لكافة الجوانب الاحداثية من المعركة . خقد اختير مقاتل من غور فيفا من الجنوب ومقاتل
من داخل بلدة الكرامة وآخر تقع قاعدته بين النهر والبلدة او بالاصح قائد المجموعة
المتقدمة الاولى بالاضافة لشهادة ضابط كبر في الجيش الاردني ©» كطرف بشكل ما في
المعركة . ورغم ان كل الشهادات اختيرت بهذا الشكل الا انه في التحليل النهائي فان
الهدف هو تغطية "وضع النفسي لمجموعات مقاتلة هي كل الناس . ففي الشهادة الاولى
التي أدلى بها ابو العز كان الهدف اثبات الوضع النفسي لمجموعات كان متوقما ان
تكون بعيدة عن المواجهة ثم وجدت نفسها خجأة في البؤرة . وفي الشهادة الثانية التي
ادلى بها عبدالاله يتضح الوضع النفسي والعلاقات الداخلية بين مجموعة متفق على
انها من الممكن أن لا تكون غير متراس للبلدة المحكومة سلفا بالدمار . اما الشهادة
الثالثة » فهي الكرامة من الدآخل ببساطتها وبساطة تجربتها ومصيرها » غصاحب
الشهادة ما زال في القوات . الا ان الاهتمام بالشهادة الرابعة هو كونها تعطي
وبالدقة صورة الوضع النفسي والعلاقات الداخلية في صفوف جيش عربي موضوع
بالطبيعة خارج صنفوف الثورة كمؤسسة وكيفية ممارسة افراد في الجيش وفهمهم
للقضية وعطائهم لها حسب الظكروف العامة المحيطة بهم . الا انه في كل الحالات لم
يكن هناك اي اهتمام ولا باي شكل من الاشكال تحضي بحث أكاديمي سواء عسكريا او
تاريخيا عن معركة الكرامة . بل المهمة الاولى التي اعتبرها واحبا وادعو كل المهتمين
بالقضية لوضعها في نفس الموضع هي اثبات التراث وتدوينه وليس هذا للتاريخ وحده
بل بالضبط لاقامة علاقات حقيقية » غير تجريدية »© بالثورة . لبست المهمة ان يفهم
المواطن الثورة وعدالة القضية بل ان ينتمي أليها » وذلك بان يحس صداقة حقيقية
متينة بالمقاتل ويعرف كبف يفكر وكيف بتصرف وكيف يخطىء ويعالج خطاه وكيف يعيش
وَكيف يصبح بطلا بعد استشهاده . فتراث الثورات ليس ما يكتب عنها بل ما يكتب
غيها من خلال المعايشة والمشاركة والفعل . ان فقر مسالة الثورة في الوطن العربي
لا ينبع من الافتقار للمناطقة » بل لان هؤلاه المناطقة لا يعيشون ما يقولونه واذا ما اراد
آحد للثورة أن تغتني فلا بد له من أغنائها بتجربته . وحيث أن رصد التجربة
وتدوينها مفقود » فان كل النظريات والاجتهادات صحيحة . . . وخاطئة . ومن هنا جاء
التمزق العميق والمضحك في صفوف الثوريين وهذا ما لا وجود له في صفوف الثوار
157 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 8
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39484 (2 views)