شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 212)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 212)
- المحتوى
-
موشيه منوحن يروي بعض ن كريا ته
غيما يلي ترجمة شبه حرفية لجزه كبر من حديث ادلى به موشيه منوحن » الكاتب
اليهودي المعادي للصهيونية » عن قصة حياته » وقد ضمنه ذكرياته عن هجرته
آلى غلسطين في 14.6 بعد المذابح التي حصلت في روسية القيصرية والتي حملت يهودا
كثيرين على الهجرة الى فلسطين . وقد خص الكاتب شؤون فلسطينية بالترجمة العربية
لهذا الحديث الذي ستتولى اذاعات الدول العربية بثئه باللفة الانكليزية في برامج
موجهة للارض ال محتلة ٠
أصطحبتني أمي في رحلة الذهاب الى فلسطين
لتودعني في رعاية جدي © وقد كنت ثالث طفل في
العائلة يبعث به الى فلسطين القديمة © الى القدس
الشريف » لينشأ هناك ويترعرع . كان ذلك في العام
0015 2 اواخر فترة المذابح ضد اليهود . (ما
أغرب توارد سيل الافكار ) » اذ ما زلت اذكر اسم
الباخرة الروسية الكورنيلوس - التي كانت تبحر
ما بين مينائي أوديما ويافا عبر المياه التركية الى
ان رمست اخيرا في يافا » ومن هناك الى بيت
جدي في القدس »© وهو يهودي ملتزم بأصول الديانة
وافر العطف والورع والامانة وشديد الحب للناس.
وكان يؤمن بتعاليم الديانة اليهودية التقليدية » كها
كان يغمر قلبه ويعمر روحه ايمان فياض بأن يسود
السلام وتعم المحبة جميع البشر ©» فيحب الرء
اخوته في الانسانية: » الواحد منهم قدر الاخر ٠ وكم
كانت ديانته اليهودية التقليدية تختلف عما يدعى
ديانة يهودية تقليدية وعن من ينتستبون اليها ©»
على النحو الذي يعظون به هذه الديائنة
ويمارسونها » هذه الايام ©» في اسرائيل الصهيونية
وفي اميركا على حد سواء . فقد كان يؤمن حقا
بالتعاليم الاخلاقية الغابرة « أحب اخاك الانسان
كما تحب نفسسك » © « لا تقتل! #» « لاا تسرق !1 »46
« لا تشتهي ما لغيرك » » « لا تفعل بفيرك ما لا
تحب ان يفعلوا بك » . وكذلك كان جدي ©» وهو
يتراءى الان امام ناظري » يطيل الوقوف عند فكرة
التوبة فيتلو على مسامعي تعاليم الديانة اليهودية
ومثلها كما عرفها ؛ المكانة التي تحتلها التوبة لا
ببلغها حتى أتقى البشر واعدلهم . واني ما زلت
أذكر بغبطة وكنت يومها طفلا » اذ كان عمري
احدى عشرة مسنة يوم ان التحقت برعاية جدي
ما زلت اذكر الايام السابقة ل ١ يوم كيبور » أي
« دوم الكفارة » ©» حيث كان يتفقد اصدقاءه الواحد
بعد الاخر ©» ويمر على جيرانه الواحد تلو الاخر »
هؤلاء الاصدقاء والجيران الذين يظن انه ريما أسساء
اليهم » بصورة او بأخرى »© خلال السنة » فيطلب
منهم الصفح عنه للخطايا التي ارتكبها بحقهم لعل
الله تعالى يغفرها له. واذكر حتى ان جدي العجوز
- العزيز سالني الصفح اذ قال « ان اسسأت لك في
معاملتي سسهوا عني فأرجو ان تسسامحني » ٠. فقد
كنت وجدي صديقين حميمين
الانسان المسن التقي اعمق تأثير » وكان له حتى
اليوم اعظم تأثير في حياتي رغم انني لست يهوديا
تقليديا خأنا بعيد عن ذلك غاية البعد اذ
أؤمن فقط بيهودية الانبياء أي التعاليم التي بشر بها
انبياء اليهودية فقط وليس مواعظ وارشادات
الحواريين والاتباع . وبقدر ما يخصني الامر ©»
بوسسعك ان تحرق ما اضافه الحواريون والاتباع
والحكماء الى الديانة وهو يدعى في العبرية «شلحان
أروح » اذ لم يبق فيه الا القليل من التعاليم
الاخلاقية الحقة ليتقيد بها المرء . فقد طرأت على
اليهودية تطورات وتحورات انبل » وحلت محل
هذه الاضافات كمعيار لسلوك اليهودي .
كصبي في ذلك الحين » بحثت عن اقراني الصبيان»
وكنت اشيعر بالضيق احيانا لانني كنت ارتدي
القفطان » وهو رداء طويل »© وكان صبيان
المستعمرة ؛ الذين كانوا اكثر « تحشرا » مني
"5١١
٠ وقد أثر بي هذا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 8
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)