شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 216)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 216)
- المحتوى
-
ومعناها « وطئنا ») أو مسقط رأسنتا اي حيث
ولدنا . ولا اظن انه كان من بين طلاب الجمنازيوم»
او على اقل تقدير بين زملائي التسسعة في الصف
وكانوا صبيانا وبنات لطيفين » لا اذكر ان أيا منهم
كان قد ولد في فلسطين العربية . اذ كنا » جميعنا»
مهاجرين من روسيا »© وقد هاجرنا الى فلسطين اما
هربا من المأابح التي تعرض لها اليهود هناك ©
أو لتلقي تعاليم الديانة اليهودية او التعليم
الصهيوني . وكانوا يرددون على أسمماعنا كل يوم»
وكلما واتت الفرصة »© وحيثما يفلح المدرس في
تسريبها « عمينو © ارتسينو © مولادتينو 4 © حتى
في دروس العلوم كانوا يسربونها » خلال الدرس»
الى مسامعنا . وكانوا يلقنونا ١ عمينو © آرتسسينو »
مولادتيئو » في كل حين واي مكان سسواء خلال
النزهات او في الصفوف او اثناء لقاءاتنا المدرسية
نهار السسبت حيث كنا ندعى أناقشة القضايا
السياسية . وكانوا يتوخون من هذا الوعظ المتكرر
تسميم افكارنا لننقلب الى يهود قوميين ٠ وتذكروا
بأن هذا الوعظ والتلقين كان قد بدأ بالنسبة لزملائي
في الصف في عام 1106 » وبالنسبة لي ابتداء من
العام 11048 الى 1517 حتى اصبح الجمنازيوم
بؤرة للافكار القومية السياسية المتطرفة المجنونة .
وني الجمنازيوم لم نكن نمارس العبادات والفروض
والشعائر الدينية بأية صورة من الصور »© اذ كانوا
لا ادريين او ملحدين اذا ثسئت ان تدعوهم كذلك »
ولم اشاهد في الجمنازيوم أي حاخام طوال
السئنوات الخمس التي قضيتيا فيه . ولم نيارس
أبة صسلوات طوال هذه السنوات. الخمس .قصباح
أيام السبت كنا نذهب الى الجمنازيوم اما للاستماع
الى محاضرات عن الصهيونية او للغناء » وبما
ان صوتي .كان جميلا انضميت الى الجوقة رغم
أنني لم أكن أعرف قراءة النوتة الموسسيقية .
وقد علمونا في الجمنازيوم بأن نكره العرب © وان
تحتقرهم وفوق هذا كله ان نطردهم من «مولادتينو»
وطئنا ومسقط رأسنا » ومن « ارتسسينو 4 أرضنا
وديارنا» اذ كانت :بلادنا لا بلادهم » وانه كان بوسسعنا
الاطلاع على التوراة في هذا الصدد . لقد كان في
فلسدلين العربية في ذلك الوقت ...6؟ يهودي
فقط بينما كان هنالك حوالي ...5.0.6 من العرب
المعافين »© الاسسوياء » العقلاء » المجدين» البريئين»
القليلي المعرفة » ومع ذلك »© كانوا يعلمونئا في
الجمنازيوم « عميئلو “" ©» « أرتسسيئنو » +
و ١ مولادتينو » أي © « أمتنا » » و« أرضنا » ©»
و « وطننا » © وظلوا طوال خمس سنوات
يشحنونني بأفكار القومية اليهودية والصهيونية دون
جدوى حمدا لله ! حمدا لله ! لانني حافظت على
نفسي انسسانا متحضرا ينتمي الى العالم وليس الى
فئة من فئات القومية السياسية .
طوال الفترة التي عثتها في فاسطين » في القدس
في بادىء الامخر » ثم في يافا وتل ابيب كانت جميعها
عربية . لقد كان هنالك عدد قليل من المستعمرات
اليهودية » وعدد اقل منها من المسستعمراتالتعاوئية
التي سأذكر دائما باعجاب خاص »© لانني قضيت
اسابيع كثيرة في بعض الكيبوتزات في الجليل خلال
ايام دراسستي في الجمنازيوم . وترد الى خاطري
الان ذكرى انني عندما التحقت بالجمنازيوم
استأجرنا بيتا من عربي يقع على الطريق بين يافا
وكثبان الرمال التي انشئت عليها » يما بعد »
مدينة تل ابيب . لقد كان هنالك القليل من اليهود
في تل ابيب لا يتجاوز عددهم بضعة الاف » قليل
من التجار والخياطين وصانعي الاحذية واليهئود
المتدينين الذين كانوا يمضون أوقاتهم فى الكتنيس
يحسلون ثلاث مرات 5 اليوم » ويعيشون منالاعانات
والسدقات الني كائوا يتلقونها من التبرعات التي
كانت تجمعها من الخارج بعض الجمعيات ومبعوثو
هيئات يهود فلسسطين »© او الاعانات التي كان الابناء
في الخارج يرسلونها لآبائهم المسسنين الذين رغبوا
في قضاء اواخر ايام حياتهم في « الارض المقدسة »
كما كاذوا يدعونها
انني احاول جاهدا » وبأمانة » ان اتذكر اي عامل
أو شسغيل يهودي واحد » بناء مثلا » وهو الرجكثل
الذي يصف قطعة طوب فوق اخرى »© ولكن يومئذ
لم يكن هناك طوب بل حجارة كانوا يقطعونها مسن
المخر ثم ينحتونها ثم تبنى الواحدة فوق الاخرى.
لم أقابل أبدا بناء من اليهود في فلسطين »؛ كما
لم اشاهد قط عاملا يهوديا يعمل في كروم العنب
التي يملكها عمي او سواه »© كما لم تر عيناي
يهوديا يفلح الارض كانوا جميعا من اولئنك
العرب . فعمي كان يرتدي بذلة ورباط عنق وحذاء
جيد التلميع كان يلمعه له احد عياله العرب في
التتمم فاك زى السك كا فيه عرق ريه .
وكان هذا هو طابع الحياة التي كان يعيشها اليهود
قبل أن يفد الى فلسطين بن غوريون وصحبه من
العمال الفتيان ©» وكانوا قليلي العدد نسبيا »
"١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 8
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)