شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 218)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 218)
- المحتوى
-
ويتمتمون بشباب فياض كانوا الشومريم » وقد
قابلتهم اول الامر في القدس ومن ثم في يافا » ونادرا
ماكنت أصادنهم ائما كنت احتنظ لهم دائما باعجاب
ومحبة . والشومريم تعئي الحراس »؛ وكاتوا
يرتدون عادة اللباس العربي ويعتمرون بالكوفية
والمقال ويتسلحون بمسدس يخنونه تحت ردائهم
ويركبون الجياد ٠. ووظيفة الشومريم هي حراسة
المستعمرات اليهودية من البدو الذين كانوا يغزوئها
ويستولون على المحاصيل والمواقي © وقد شهدت؛
وانا صبي صفير » اكثر من واحد من الاشتباكات
بين البدو والقومريم اثناءه زيارتي لعمي © حيث
تقرع الاجراس في برج روحوبوت » فيهرع المزارعون
راكضين او راكبين الخيل والحمم الى موقع
الاشتباك بين البدو الغزاة الذين كان يقلح عليهم
الماء والطعام في اواسط الصيف فكاتوا يهاجيون
المستعيرات اليهودية على الاطراف لعلهم يفوزون
ببعض ضالتهم من الماء والزاد . وما زلت اذكر
حيدا احدى هذه الاشتباكات التي كانت تحدث
من حين الى اخر © حيث يعود بعض الرجال الى
المستعيرة من موقع الاشتباك والدماء تسيل مسن
جباههم وانوفهم ووجوههم »© اذ لم يكونوا مجهزين
بأية تجهيزات للاسعافات الاولية » وكاتوا يأتون
الى المستعيرة لملهم يجدون طبيبا يداويهم ٠ وكان
هؤلاء الشومريم يتجولون » ليلا » على ظهور الخيل
فرادى او ازواجا او ثلاثات ويطوفون في ارجاء
المستعيرات وكانوا فتيانا شجعانا تشع الشجاعة
من ملامحهم . وكاتوا ماهرين في الرماية ويتكلمون
المربية بطلاتة كما كانو! فتيانا مشبوبي العواطف
ينافسوننا في مغازلة الفتيات ؛ لانه ما أن تقع انظار
الفتيات على أحد الشومريم مارا في المستعمرة حتى
نصبح نحن صفرا . وكان الشومريم هؤلاء يمثلون
صورة اليهودي الرومنطيقي وباكورة القوميين الذين
الخذوا يتوافدون على فلسطين . وبعد ذلك اذ
هؤلاء التوميون ينظمون انفسهم في مزارع جماعية»
اذ لم تكن كلمة كيبوتزات قد استحدثت بعد ») وكان بن
غوريون أحد الذين ساهموا في عملية التنظيم هذه ٠
لم يكن هناك شعور معاد لليهود لدى العرب سواء
كان من البدو او القرويين أو التجار؛ وما تطرقت
اليه في حديثي ائما هو مظهر من مظاهر التخلف في
الشرق الاوسط . لم تثر الريب لدى العرب بأن
اليهود كانوا قوميين صهيونيين الا بعد اعلان وعد
بلفور . وكان الشومريم يتجولون بين المستعمرات
فرادى لا كمجموعات »4 رغم انهم كانوا منظمين
سريا » وكاتوا يحصلون اتاوات لقاء المهمة التي
يؤدونها » غهم من هذه الناحية شانهم شان غيرهم
من اليهود في فلسطين كانوا يمدون ايديهم طليا
للاعانات والصدقات »© وهذا من الامراض التفقشية
في الشرق الاوسط » لا مسيما بين اليهود, ٠ وكسان
لدى الشومريم مبرر مقبول واكثر وجاهة لتلقتي
الاعانات مما لدى الجمامات الطفيلية الذين كانوا
يمضون اوقاتهم جلوسا على مقاعد « اليشيفاه »
اي كتاتيب وتكايا الطرق الدينية اليهودية في
التدس » او اولثك المزارعين الذيت كانوا يتبخترون
دون عمل بحلة كاملة الاناقة من قمصان منشاة
الياقات وربطات عنئق © واحذية لاعة ©» ويمضون
سحابة نهارهم جلوما يقراون الروايات بلفة
اليديشى او العبرية ويصدرون اوامرهم الى مسن
يعمل في خدمتهم من العرب : افعل كذا » واعمل
كيت ©»... ثم يقدمون الفواتير الى البارون
روتشيلد والبارون هيرش لتسديدها ٠ لم اأصادف
في فلسطين اي يهودي عامل » فكت أسسيعهم
يرددون طوال الوقت » ليلا ونهارا » اسم البارون
روتشيلد والبارون هيرش . وكان موضوع الحديث
في بيت عمي دائيا هو : « ترى ماذا سسبيصنم
البارون هيرش الان وهو لم يصنم هذا الى الان
ولم يصنع ذاك »2 مع انه كان عندهم اراض واسسعة
وكانوا ينتجون منها عنبا وفيرا ويصنعون نبيذا جيدا
وينتجون الالاف المؤلفة من البطيخ الذي كانوا
يبيعونه للعمرب © كما ان العرب بدورهم كتتوا
يبيعون لهم من محاصيلهم ©» ولكن اليهود كانوا
دائيا يتوقمون « حلوكاه » هذه هي الكلمة بالضصبط
« حلوكاه » اي هبات واعانات ومنح مجانية دون
مقابل » فالعالم مدين لهم - غهم شعب الله
المختار كانوا دائما يعودون الى هذه الئفمة ٠.
ان المالم يششسعر بالفثيان والتقزز من الشعوب
المختارة » من الشسعوب المفضلة على غيرها » وكأن
هتلر استقى عقيدته من توراتهم ليبرر مطايمفعه
اللعينة واللااخلاقية واللاانسانية في فزو اوروبا
ومحاولته غزو العالم بأكمله والسيطرة عليه ٠.
ولنعد مرة اخرى الى الوراء © الى ايامي في القدس
ثم في يافا » في الجمنازيوم » ان امتع الاوقات في
السئوات الخمس التي قضيتها في الجمنازيوم هي
عندما كنا نؤخذ في ايام السبت ليس نؤخذ يبل
نذهب الى البحارة العرب © حيث يأخذوننا مقابل
ينا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 8
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)