شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 219)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 219)
- المحتوى
-
مبنغ زهيد عشرة سنتات او عشرين سنتا في رحلة
بحرية. تلويلة فى البحر الابيض المتوسط » خلف
الصخور الني لم تكن تسسمح لاية باخرة بالاتتراب
من الشاطىء اكثر من ميلين او ثلاثة اميال» فكانوا
يعبرون بنا بمراكبهه في المد رات الضيقة بين
الصخور . وكان هؤلاء العرب الوسيمون »الاقوياء»
الفارعو الطول »© هؤلاء البحارة العرب اليافاويون
يحبدسون انفاسسهم لبرهة وهم يبتسسمون قبل ان يلجوا
بنا الى منطقة الصخور : ومن ثم يضبطون حركة
تجديفهم بالعد ١ © ١ © 9 ثم ينطلقون بنا في خط
مستقيم الى عرض البحر مسسافة ميل الى ان نصل
الى البواخر حيث كانوا يوزعون عليئا هناك الملبس
والفواكه . وكان القبطان يحب كثيرا هؤلاء الفتيان»
وكنا جميما نتيانا يهودا من الجمنازيوم © وان
صديقي العزيز عكيفا غنزبرغ © اذا ما زال حيا »
يستطيع ان يشهد بصحة ما اقول © وكنا نعود من
رحلتنا البحرية محملين بالهدايا اي اغنى عشضصرة
اضعاف من الناحية المالية من السئتات العشر او
الخمسة عشر التي كنا ندفعها للبحارة . لقد احببنا
البحارة كثرا © فما من مرة اسساؤوا الينا .
فلمياذا نضطهد وننفي ونستولي على بيوت واراضي
الناس الذين كانوا يحسئون معاملتنا كأفراد ©»
وكانوا طوال السنوات الالف او الالف والخمسماية
. الاخيرة من التاريخ هم الوحيدون الذين احتضنوا
اليهود بين صفوف ابنائهم ورحبوا بهم بين ظهر انيهم
عندما كان اليهود يفرون من الاضطهاد من ديار الى
اخرى الى أن استقر بهم المقام في الديار العربية في
مصر والعراق ولبئان وسوريا وفلسطين الخ ...
ولهذا توجه الكثيرون منهم الى فلسطين طليبا
للامان والطمأنينة وللنجاة بأرواحهم من المذابح .
وانئي لا استطيع مغالبة ما يعصبر قلبي من مشاعر
الاسسى كلما قرات عن أسر عثشرة من رجال فتح ©»
او عن نسسف البيوت لانهم اكتشفوا في الاراضي
المحتلة » او في أسرائيل ذاتها » بعض العرب
الذين ساعدوا فدائيي فتح القاتلين من اجل
التحرير » وعندها ينتحب قلبي واتساعل ترى كم
دئعوا من النقود رشوة للمخبر الذي خان اخوته
الميف 07 8 حم سنالك ادي 1 مه
'اي شخص يخدم مصالحهم بدفع البقشيش له .
هنالك شيء لن انسساه ابدا © فاستمح لي ان آخذ
من وقتك دقيقة أو دقيقتين لاحدثك عن طبيب الاسئان
العربي الذي لا اذكر ادسمه »© مع انه ينبغي علي
516
ان اذكر اسسمه »© ولاحدثك عن خدماته لي كشخص
غريب عنه تماما ل خدمات عربي الى غفتى قومي
يهودي »© ولا استطيع ان افهم هذه الخدمات الا
في اطار الانسانية الحقيقية والمعايير الاخلاقية .
في ايام طفولتي » لبسيب: أو لآخر »© لم ازر مطلقا
طبيب اسنان الا لغرض نزع بعض أسناني بأصابع
اليدين ©» وليس بواسطة أية أدوات مطلقا وكان
ذلك في روسيا. . الآن تذكرت زخريا هو أسم
طبيب الاسنان العربي الذي اود ان احدثكم عنه .
كيف قفز أسسمه دفعة واحدة في مخيلتي ؟ لا
أدري ... عندما كنت في يافا أتعلم في الجمنازيوم
كان هنالك سن ناتىء من مقدم فمي كثيرا ما انغرس
في شسفتي وادماها . وفي هذه الاثناء كنت قد نضجت
وبدات احلق ذقني لابدو وسيما © اذ كانت هنالك
فتيات يشاركننا مقاعد الدراسسة »© اما ذلك السسن
الناتىء فلم يحنلبه أحد من عائلتي - أمي أو جدي
او جدتي الذين كانوا في غاية اللطف معي © بيد
انهم كانوا يتمتمون أحيانا بعض الاحاديثك عن
ترهات وخزعبلات ومعتقدات ينسببونها الى التراث
الحضاري اليهودي وتعاليم الديانة اليهودية التي هي
في نظري تعاليم اخلاقة مجيدة وحتى اليوم
اجد ان شسجاعة الانبياء تفوق حدود
تصوري » بيد انه كان هنالك كثير من المظاهر
المتخلفة البالية كهذه التي سارويها على مسامعكم
الان.كنت أخاطب جدتي قائلا : جدتي» ماذا سنصنع
بهذا السن البارز من مقدم فمي ؟ © فتقول لي :
« اذا نزعنا ذلك السين الئاتىء ستدمى عيونك
وتنئز وتصبح أعمى » . وبهذه الطريقة أقنعوني ©»
فأنا لا اريد ان أفقد عيئي . ولكني بعد ان التحقت
بالجمنازيوم اصبحت مسؤولا عن ثفسي »© وكان
عمري يومها حوالي خحخيسة عثر عاما . وكلما وددت
ان أحلق ذقني بشفرة حقيقية » وتأملت وجهي في
المرآة كان ذلك السن الكبير البشع يطل من مقدم
غمي وششفتي مشقوقة تحته والدم يسيل منها ٠ وكان
أخي في نيويورك يبعث لي © عادة »© اريعة دولارات
او خمسة في الششهر »© وفي كثير من الاثشهر كان
لا يرسل لي شيئا لانه كان عاطلا عن العمل في
معظم الاحيان . فكنت اتردد على المصرف الصهيوني
او مصرف الاستيطان اليهودي ايا كان اسمه »
لاستفسر عما اذا كان أخي قد بعث لي أية نقود ٠.
وقد رأيت في جوار المصرف يافطة مكتوب عليها :
« طبيب أسنان نتكلم الانكليزية » ٠ وحيث انني - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 8
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)