شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 220)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 8 (ص 220)
- المحتوى
-
كنت قد درسست اللغة الانكليزية خلسمة اثناء دراستي
فو « اليشيفاه » اي المدرسسة الديئية في القدس
راودني الفضول للتحدث باللغة الانكليزية وباللغة
العربية بطبيعة الحال » كذلك كنت تواقا الى حل
مشكلة ذلك السسن مهما كلفني ذلك من الم . فدخلت الى
عيادة طبيب الاسنان » وكانت الساعة عندئذ حوالي
الثانية او الثالئة بعد الظهر . وكانت غرفة الانتظار
تفص بالمراجعين . وكانوا جميعا يقرأون مجلة
20 المصور » التي هي على غرار مجلة « لايف »
في هذه البلاد ( اميركا ) . وكانت جميع صفحات
المجلة دون استثناء حافلة بصور البوارج والمدمرات
التي كان يملك الانكليز منها الكثير ©» كما كان
الفرنسسيون يملكون منها الكثير » وكذلك كان الالمان
يطمحون الى امتلاك الكثير منها استعدادا للحرب
التي كان قد تم اقناع الجميع بأنها لازمة وضرورية»
وآتية لا ريب فيها . وكانت الصور جميلة ©»
وامضيت الوقت في تأملها الى أن فرغت غرمة
الانتظار من الناس حوالي الساعة الخامسة
والنصف حين تقدم مني شاب في حوالي الخامسة
والثلاثين من العمر وسألني : « ما علتك أيها
الفتى ؟ » . فقلت له : « أريد أن اسألك عن
شيء » فهل تسمح لي بالدخول الى غرفتك ؟ » »
غقال : « بكل تأكيد ! بكل تأكيد ! » . فقلت له :
« ان هذا السمن يؤذيني . وكان أهلي يقولون لي
ان عيني ستدميان وتعميان اذا ما نزع السسن » .
قانقجر ضاحكا الى درجة خيل لي معها انه لن
يفيق من ضحكه . ثم سألني ؛ « هل أنت يهودي ؟ »
فقلت له : « نعم »© وانني أتعلم في الجمنازيوم » ٠.
خقال : « 5ه ! الجمنازيوم ! الجمنازيوم ! حيث
يعلمونكم كيف تكرهوننا » . فقلت له © « ينبفي
ان أقر انك على حق ايها الطبيب © ولكنني جئت
اليك لخلع سني » ٠ فمفحص السين اولا ثم أخذ
يفحص جميع ابسناني ٠ وكانت الساعة قد بلغت
السادسسة والنصف عندما فرغ من فحص أسناني
حين قال لي أآخيرا : « انظر يا صغيري العزيز »
بوسعي ان انزع لك هذا السسن في مدة دقيقتين »
ولن اسبب لك حتى ألما من جراء ذلك »© اذ سأحقنه
ب» . بماذا كانوا يجقنون الاسئان انها حقنة ل
لقد نسيت ذلك الان »© ربما تذكرت ذلك فيما بعد .
ولكن طبيب الاسسئان قال لي ؛ « يا صغيري ؛ لا
غرابة انك صغير البنية نحيفها ») ان اسئائك تنز
قيحا وصديدا »© انك تتسسمم ببطء . علي أن ١نزع
لك حوالي ١6 من اسنانك وان احشو حوالي عشرة
أخرى . وبعد ذلك »© عليك أن تكثر من شرب الحليب
وما الى ذلك . هل لك عائلة لتساعدك في ذلك ؟ »
فقلت له : « لا ليس لي احد . اذ قد أتيت لتوي
كن الصرت حلت عنت ابلا آل اجد لي حوالة
من أخي بمبلغ بثمانية دولارات او اثني عشر دولارا
زلا ادري ان كانت ٠١ دولارات أو ١٠6 ) » ولكن
يبدو انه لم يكسب ما يكفيه لمساعدقي . أما أمي
فهي في روسيا » وهي ترسل لي من حين الى آخر
ما تستطيع ان تحصل عليه من زوجها لمساعدتي »
ولكنني في وضع لا آكل فيه الا عند الحاجة ©»
وكثيرا ما اتعرض للجوع » وانني أعلكّم الاطفال
الآخرين في الجمئنازيوم الذين في صفوف اوطأ من
صفي »© .. وعندئذ قال لي : « انتبه لي ! احضر
الى عيادتي يوما بعد آخر حوالي الساعة الرابعة
والنصف الى أن افرغ من معالجة اسنانك . سانزع
لك هذا السسن الذي يزعجك الآن »© ولكنني سسأعالج
لك كل اسنائك »© .
واختصارا للوقت اقول بايجاز انني بقيت اتردد عليه
طوال شهرين الى ان فرغ من معالجة جميع
اسئاني ©» ومعظم الحشوات التي في ضروسي الآن
هي من صنعه © وان طبيب اسناني هنا في بلدة
لوس سكاتوس مندهش من امرها لانها ما زالت
جيدة » وهي ما زالت صالحة لانها صنعت بمحبة
واخلاص وادخرت فيها أجمل المشاعر . واختصارا
للوتت أقول بايجاز ؛ ان هذا جميعه يجعلني أشعر
بتعاسة مزرية » ولمل احسان هذا الطبيب الي
أكثر من أي شيء آخر »© علاوة على ما لقنني اياه
جدي من تعاليم » جعلني أحاول مساعدة ضحايا
القومية اليهودية هذا الطبيب العربي الذي
عندما سألته يوما : « أن معي ثيانية أو عثرة
دولارات ( أيا كان الرقم © اذ لا اذكر ما اذا كان
أخي يبعث لي اربعة دولارات في الشهر او خمسة )
ألا تود أن تتقاضى ششيئا من أجرك ؟ » . خقال لي *
« أشستر بها حليبا » وأثشستر بها فاكهة ) انني لا
اريد ان اقبض اجري منك . أن ضميري يدفع
لي لقاء ذلك . وعندما تكبر » حاول ان تتخلص من
هذه الكراهية لنا » كحن*العرب © وتذكر انه كان
هنالك عربي واحد طيب »© وان هنالك الآلاف مثله
في يافا والقدس وفي فلسطين » .
هذا الطبيب ريما انه كان ممن طردوا عام ١554 ©
او ربما يكون قد قتل في تلك السنة وحتى ان
كان من الناجين خلا بد أنه قد مات الآن »© لانه كان
51 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 8
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39485 (2 views)