شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 8)
- المحتوى
-
الحاكم نتيجة ممارسةهذا الارهاب الذي لا يسمح بالاجتهاد او بالتهديد بالارهاب مستثنيا
تدرة المجتمع والسلطة والاجهزة على ان تكون مسلحة بالاحتمالات المختلفة السلبية
والايجابية ألتي تترتب على اتخاذ قرار ما . وهذا ما جرى بالفعل بالنسبة لكثير من
القرارات العربية السابقة لهزيمة حزيران والتي لم تنطو على كل الاحتمالات والبدائل
والمعلومات المتوفرة بالنظر الى تغفييب هذه المعلومات عن السلطة قصدا لان السلطات
القيادية المقررة كانت تثبط اية محاولة لطرح هذه المعلومات والنظريات . لقد كانت
الترارات منقوصة لان المشاركة في صياغتها كانت ناقصة ايضا .
هذا النفاذ الفلسطيني الى مسألة غياب الديمقراطية الحقيقية والى سيادة مناخ الارهاب
الفكري والسياسي على الحكم العربي بقطاعيه المحافظ الرجعي والتقدمي الوطني »
جعل الفلسطينيين يدركون ان المعادلة النظرية السابقة القائلة بضرورة التنظيمى على
المستوى القومي كانت تعاني من فقدان الاصرار على الديمقراطية الحقيقية مما افقد
هذه النظرية فعاليتها وقوتها . ان القوة الحقيقية للسلطة ليست خيما تنطوي عليه من
قدرة على ممارسة القهر » بل بمقدار ما تنطوي عليه من معرفة . ان السلطة الثورية
سلطة المعرفة الدتيقة . وهكذا يمكننا القول بأن عدم التوجه للالتزام بالديمقراطية
الثورية في العمل القومي السابق كان من السلبيات. الرئيسية التي ادت الى الهزيمة ٠
والا فكيف نفسر ظاهرة ارتباك او انهيار المجتمعات القومية التي تبدو متماسكة امام
الازمات الحادة ؟ وكيف نفسر المعادلة التي كانت تقوم على ان الظهور بمظهر القوة
وشمول السلطة يجب ان ينفي وجود اية مشاكل اساسية في المجتمع لكنه ما ان يصطدم
بأزمة حادة حتى تبدا مؤسسانه في الانهيار ؟ وبالمقابل » وحيث تتوفر المناهج
الديمتراطية الفعلية نجد المشاكل والازمات تطفو على سطح المجتمع انطلاقا من القناعة
بأهمية المشاركة الجماهيرية في التصدي للازمات» فالمجتمع قوي بمقدار ما يطرح مشاكله
للبحث علانية وضعيف بمقدار ما يخْفيها . المجتمع قوي بمقدار ما يوحي بادراك
الصعوبات التي تقف امام آماله ©» وه يف بمقدار ما يعتقد ان ترديد الاماني هو تعويض
عن معالجة المشاكل . لذلك فان الثورات العربية » وفق هذا المعيار الاكبر للثورية » هي
انتفاضات متقطعة اكثر مما هي ثورات متواصلة رغم اصبية التحولات الاساسية
والانجازات الهامة التي حققتها في مجتمعاتها » لكن تسميتها بالثورات كان اكير من
انجازها . وعندما تصبح التسمية اكبر من الانجاز تتولد لدى الجماهير الامال المغلوطة.
وحين لا تتحقق هذه الامال او اكثرها » ترتد الجماهير عن التزاماتها وتصاب بالشلل .
فالجماهير » بحسها الثوري الاصيل » تكون اكثر ثقة بقياداتها اذا كانت قياداتها اكثر
ثقة بها . اما الذي كان في الساحة العربية فغير ذلك . لقد كان وهج العلاقة بين
القيادات والجماهير اشد من الثقة بينهما » والوهج يولد فورات اكثر انتشارا وقدرة
على انيهار الجماهير » بينما تتطلب الثقة مؤسسات للمحاسبة المستمرة . لم يكن هناك
مؤسسات جادة للمحاسبة حتى لدى اكثر القيادات ارتباطا بقضايا الجماهير .
وهكذا » واذا كان للردة الاقليمية عند اله لشعب النا لفلسطيني وجه سلبي »؛ الا انها كانت
ردة مرحلية انطوت » ولو بشكل غير مقصود »؛ على الابتعاد عن عدم أحترام الديمقراطية
والاصرار.على ضرورة تأمين المشاركة المتواصلة . من هنا » ورغم انتقادنا المرير » لعن
المتفهم » للنزعة الاقليمية التي نشأت في الفترة ما بين /151 15 - 1118 » يمكن ان ندرك
بعض الفوائد الايجابية لهذه النزعة من حيث انها ادركت حاجتها لا لتعزيز قوتها الذاتية
فحسب بل ولتقوية مؤسساتها الخاصة التي اتسمت بنزعة ملحة لاحترام الموضوعية
العلمية واحترام التفاصيل ودراسة كل البدائل قبل الوصول الى قرار ما . كان هذا
التوجه لتعزيز مراكز الابحاث والتخطيط والدراسات من قبل الطلائع الفلسطينية المثقفة
والملتزمة » بمثابة تصحيح لا افتقدته الاحزاب القومية الثورية والحركات القومية
9 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39482 (2 views)