شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 15)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 15)
المحتوى
لجيغ من الولايات المتحدة حتى لا تثير تعبئة جماهيرية فورية ضدها . كان التقييم
السوفياتي في ذلك الوقت يتطلب تنفيذا متمرحلا وليس فوريا شريطة ان تكون المراحل
متتابعة ومتصلة بحيث لا تقفل اية مرحلة ما يستتبع من مراحل ‎٠‏ الا ان الرئيس عبد
الناضر اصر بأنه ما دام هناك قبول بالمبادرة فلتأت من المصدر الفعلي لها حتى يكون
بالامكان الزام الولايات المتحدة بان تتحرك في سسبيل التنفيذ وان تحاسب » على ضوء
مبادرتها » على كل تصرفاتها تجاه اسرائيل عملا بمنطق « الحق العيار لباب الدار » .
ورغم ان عبد الناصر كان مدركا للمغامرة التي يتضمنها القبول بالمبادرة الاميركية بالنظر
الى الشكوك العميقة التي تساور الجماهير العربية من ية مبادرة تأتي من الامبريالية
الاميركية » الا انه خلص الى ان رصيده يكفي لان يحمي ثقة الجماهير به فأعلن قبوله
بمبادرة روجرز امعانا في تأكيد التزامه امام الرأي العام الدولي والمجتمع' الدولي بالتسوية
السلمية لحل النزاع العربي ‏ الاسرائيلي وليعطي الفرصة الاخيرة للولايات المتحدة بأن
تترجم تباينها الشكلي مع اسرائيل الى تناقض بين مقتضيات الدبلوماسية الاميركية
بموجب المبادرة وتعنت أسرائيل » وحتى يفوت على الاميركيين بالذات اية فرصة
للامعان في المراوغة وفي التطابق الكامل مع اسرائيل . نقول هذا لا تحليلا لدوافع
الرئيس عبد الناصر لقبوله مشروع روجرز » انما نقوله لنثبت الحقائق والاستنتاحات
التاريخية الاربعة التالية : اولا ‏ ان الرئيس عبد الناصر لم يستوعب اهمية التخلي
الوجداني عن علاقة الجماهر بقيادته السياسية » وبالتالي فان قبوله بمشروع روجرز
كل الجساهر اكثر من قدرنها على التحمل . ثانيا ند ان قبول المشروع شلكل بالنسبة
للمتاومة الفلسطينية وللوجدان الجماهيري فرصة تثبت امكانية واقعية للبدء في تنفيذ
جغراسي موضوعي في المتطقة . ثالثا ‏ لم تقيم المقاومة الفلسطينية من جانبها
احتمالات تجاوب اسرآئيل مع هذه المبادرة وسلمت بانه ما دامت المبادرة اميركية فلا بد
ان يكون التجاوب الاسرائيلي معها آليا . ولذلك »© وبدلا من الاسترسال في التوجه نحو
التقييم الادق والاكثر استيعابا للتفاصيل في شسأن العلاقات بين اسرائيل والولايات
المتحدة » وفي كون هذه المبادرة لم تكن مبادرة في الصميم بقدر ما كانت استمرارا في
المراوغة الاميركية » فقد كان قبول الرئيس عبد الناصر بالمبادرة من وجهة نظر المقاومة
شحنة في تغليب التوتر في العلاتات على حميمية هذه العلاقات . رابعا ‏ ولما عحزرت
القاومة النلتسطينية عن التواجه الدقيق لتحليل ما يمكن ان يستتيع مبادرة روجرز من
1ت ةكت اي عدكا له استقرطل التتسكة اتفال فون امارانيكن
بمشروع روجرز » وتبمعت المتاومة اجتهادات الفصائل الاصفر التي كانت اصلا ترفض
اسلوب التعامل الحميمي وان كان متوترا بين المقاومة والقيادة المصرية فنظرت الى
مبادرة روجرز على انها تأكيد على صحة تقييمها السابق » عند ذلك جاعت مبادرة روجرز
مضخمة في أهميتها فلم تتمكن المتاومة من النفاذ الى كون قيول عبد الناصر استمسرار
في الملاحقة التكتيكية للدبلوماسية الاميركية .
من مشروع روجرز الى مجزرة ايلول
كان من جراء عدم الاخذ بالتفاصيل الدقيقة للتقييمات المتبادلة بان ترجمت اعتراضات
قيادة عبد الناصر على المقاومة » واعتراضات المقاومة على القيادة المصرية الى مدخل
سياسية علنية بدلا من الاستمرار في علاقة التوازي التي كانت قائمة في السابق . نتج
عن ذلك مواقف انفعالية تتولد حتما كلما يتغلب التوتر علئ التفاهم في ايه علاقة حميمة .
صعدت اجهزة الاعلام الفلسطينية الحملة على القبول بمشروع روجرز وشحنت الحملة
بالتشكيك في القيادة المصرية . كان هذا الموقف لحاقا اعلاميا من قبل التيار العام
ل
تاريخ
يونيو ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17155 (3 views)