شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 29)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 29)
- المحتوى
-
كل هذه التململات ف الواقع الشيوغي العالمي » برزت أثر نمو القناعة عند الاحزاب
الشيوعية وتزايدها بضرورة ادخال المعاناة الوطنية والقومية » في صميم النظريات
الاممية . وان واقع الثورة العربية المعاصرة » التي كانت بحاجة قصوى »© الى مثل
هذه الابداعية الثورية » التي تلازم معايشة المعاناة بكافة جوانبها » بقيت حالة
جماهيرية » ولم تستكمل هيكلها لان تصبح ثورة منتجة » لذلك فان هذه الحالة الثورية؛
التي هيأتها الظروف الموضوعية والحاجات الملحة والتحديات الامبريالية والرجعية
والصهيونية » هذه الحالة الثورية مكنتها او جعلتها » في غياب منظماتها الثورية المبدعة)
أن تصبح مستباحة للانقلابات العسكرية . فكان في بعض الاحيان ان تقلصت الثورات
الممكنة الى انقلابات متتالية . وما ينطبق على الاحزاب الشيوعية من خلال اختقارها الى
طاقة الابداع ينطبق أيضا على باقي الاحزاب »© التي اشرنا اليها » والتي كانت تعبيرا
أصيلا مثل حزب البعث وحركة القوميين العرب » عن تطلعات قومية متطورة ولكنها
استساغت السلطة » بشكل جعلها تخضع اجهزة الحزب الى من سهل لها تسلق
السلطة . وقد ظهر ايضا على الساحة العربية بحركات اليسار الجديد » التي وان
تمكنت من أن تفلت قطاعات من الجيل الجديد من مكتبية الاحزاب الشيوعية » وعسكرية
احزاب البعث » وعشوائية الاتحادات الاشتراكية » الا انها كانت. يسارا جديدا »
بمقدار انها تطور جديد في المنطقة » لان المطلوب ليس يسارا جديدا بل يسارا مُتجددا .
واليسار المتجدد العربي يشمل اليسار الجديد » ولكنه يتجاوزه » وهذا اليسار الجديد
المتجدد » كامن' في حركة المقاومة الفلسطينية من خلال ممارساتها أكثر مما هو ظاهر
من خلال مذهبيتهاً. لان الممارسة تنشيط لعملية التجديد ولان الركود في الممارسة يعصب
المذهبية » ويجعل من التزمت العقائدي تعويضا لفقدان قدرة الممارسة النضالية . بهذا
المضمار يتراءى لنا ان المطلوب ليس يسارا جديدا يضيف الى التنظيمات والقوى
اليسارية او المتيسرة الموجودة على الساحة العربية » انما المطلوب يسار متجدد »
يتمكن من استقطاب كافة الملتزمين بأولوية قضية التحرير الفلسطيني » داخل اطار
جديد » داخل اطار يكون بمثابة نقطة الالتقاء للذين يعانون القلق الحقيقي داخل احزابهم
ومنظماتهم 4 من حراء ما حصل من انحرافات او من ممارسات خاطئة او من'تغليب
القول على الفعل © والششعار على الممارسة . ان التجاوز المطلوب هو أن عددا كبيرا
من الملتزمين باولوية قضية التحرير مبعثرون فياحزاب ومنظمات مختلفة » يشكلون
أقلية وجدانية داخل الاحزاب الحاكمة» ويشكلون طلائع صراعية داخل احزاب معارضة»
ينطلقون من مفاهيم واحدة » لكنهم يعملون في اجهزة وتنظيمات مختلفة . أن ما عنيناه
بالمتاومة كونها اداة تفجير طاقات التصحيح » داخل المجتمعات العربية »© هو ان
مستلزمات المقاومة وحودا ونموا هي المعاير الموحدة لعل ملتزمي التحرر . لذلك
فالمقاومة الفلسطينية اذ تتوجه بقوة ألآن نحو تنظيم مشاركاتها العربية » وتنظيم
المشاركات العربية مغ المقاومة الفلسطينية لا يبد من ان تكتشف أنها تعمل في مستويات
اربعة مختلفة : المستوى الاول : هو مستوى التفاعل والتعامل مع ما هو متوفر وظاهر.
هذا المستوى قادر على فرز الملتزم من المتعاطف مسن المتملق . المستوى الثاني : ان
المقاومة النلسطينية ستدرك ان مهماتها الاساسية تتعلق في الاسهام بتنظيم الملتزمين »)
وتكثيف عملية تعبئة المتعاطفين » وتحييد ثم عزل المتملقين والانتهازيين . هذا الفرز
سيكون أكثر دقة في تبيان الفروقات بين الملتزم والمتعاطف والمتملق كلما توضحت معالم
الطريق الطويل لعملية التحرير . المستوى الثالث : ان المتاومة الفلسطينية ستكتشف »
ان لم تكن قد اكتشفت بعد » ان الجماهير العربية » التي يكثر الناطقون باسمها » تجد
نفسها غير منضوية داخل الاطارات الحزبية القائمة » وان كانت تؤيد تحالف البعض
منها في مراحل محددة » وان هذه الجماهير العربية تختزن في ذاتها حيوية ثورية »
عبرت عن نفسها بانتفاضات ولكنها لم تعبر عن نفسها بعمليات ثورية متواصلة » كما
"٠6. - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22437 (3 views)