شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 56)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 56)
- المحتوى
-
« بلدان الرخاء » تشكل تحديا آخر بالنسبة للهجرة اليهودية » فعلاوة على ان الهجرة
اليهودية منها ضعيفة » فان نسبة اليهود المهاجرين اليها من اسرائيل تعتبر قوية ٠
مراحل الاستيعاب
مرت عملية استيعاب المهاجرين الجدد بعدة مراحل» أثرت الى حد كبير في بلورة وتجسيد
المجتمع الاسرائيلي . وقد بدات المرحلة الاولى بعيد اعلان استقلال اسرائيل وتعرف
ع مرحلة المخيمات . لم يكن بوسع اسرائيل في ذلك الوقت استيعاب آلاف المهاجرين
الذين اخذوا يتدفقون عليها » كما ان الوكالة اليهودية التي كانت قد آخذت على عاتقها
الاعتناء بشؤون المهاجرين 4 أصبحت تواحه وضعا صعيا 4 فهي من ناحية مكلفة
باستيعابهم بيد انها في الوقت نفسه لم تكن لتستطيع توفير أماكن سكنية وتقديم خدمات
ثقافية او مسحية لهم . ازاء ذلك » وجدت الوكالة ان خير طريقة لواجهة كميل المهاجرين
توجيهه نحو البيوت العربية المهجورة . وقد بدات بالفعل خلال النصف' الثاني من عام
باحلال المهاجرين اليهود في المنازل العربية المهجورة » وبذلك غدت المدن العربية
التي كانت قد خلت من اصحابهاً » مثل حيفا ويافا والرملة واللد وبئر السبع وطبريا
وصفد وعكا والخالصة ومجدل عسقلان ويبنى وغيرها » غدت تغص بالمهاجرين اليهود .
ومن الجدير بالذكر ان المهاجرين كانوا يتسابقون على المدن العربية للحصول على
المساكن الجيدة في الاحياء الجديدة » أما الذين لم يسعدهم الحظ فقد سكنوا في الاحياء
القديمة التي تعرف بمنازلها القابلة للانهيار » وقد حدث بالفعل ان انهارت بعض البيوت
على سكانها الجدد » الامر الذي دفع الوكالة اليهودية الى اخلاء المهاجرين من الاحياء
التديمة خشية وقوع حوادث ششبيهة» الا ان هؤلاء عادوا اليها لعدم توفر بديل آخر »
واحدثوا بعض التصليحات عليها . وقد بدات هذه الاحياء تستقطب ابناء الطوائف
الشرتية وتتحول مع مرور الزمن الى بؤر للتفجرات الاجتماعية في اسرائيل » مثل جحي
وادي الصليب في حيفا عام 1164 » وحي المصرارة في القدس عام ٠ 151/١
لم يكن بوسع المنازل العربية المهجورة استيعاب كافة المهاجرين » ولذا وجهت الوكالة
البهودية اولتّك الذين لم يستطيعوا الحصول على بيت عربي نحو المخيمات العسكرية
التي تركها الجيثى البريطاني على اثر انتهاء الانتداب » كما وجه قسم ضثئيل الى
الكببوتسات والمدن الاسرائيلية » الا انه بعد انتهاء المعارك العربية الاسرائيلية » وعودة
الكثير من المجندين الى قراهم ومدنهم في الوقت الذي كانت فيه موجة الهجرة آخذة
شرعت الوكالة اليهودية في بناء « مخيمات: اللاجئين » حيث بدات المخيمات تبرز تباعا
وبكثرة في اماكن مختلفة من السهل الساحلي الفلسطيني بغرض استيعاب « الهجرة
الحماهيرية » وأدت الى تغفيير المنظر المألوف للقسم الذي احتل من فلسطين . ومن
الجدير بالذكر ان نفس التغيير قد طرا في نفس الفترة على الجانب الاخر من الخريطة
الفلسطينية حيث بدات المخيمات تنصب هنا وهناك لاستقبال « الهجرة الجماعية »
للشعب الفلسطيني .
بذلت الوكالة اليهودية جهودا كبيرة للتغلب على مشاكل الاستيعاب حيال سيل الهجرة »
وكان عمالها ينشطون في بناء المخيمات قبل وصول السفن المحملة بالمهاجرين » وكان
يحدث في بعض الاحيان ان يهبط هؤلاء من السفن التي 2 دون ان يجدوا مأوى
يلتجئون فيه « فيقوم عمال الوكالة بالسرعة الممكنة » على مرأى منهم » بدق الاوتاد
ورفع الخيام .)١() وقد وصل عدد سكان هذه المخيمات في شهر اغسطس عام 1515
الى أكثر ير بئة الف مهادر ؛ وكانت مشسعلة التفاهم بلغة مشتركة من اصعب االماشساكل
التي واجهت المماجرين الجدد والوكالة اليهودية 6 هقد أتى هؤلاء من أماكن شتى ومن
65 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)