شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 75)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 75)
المحتوى
حزيران والشعر والثورة
فوزى كريم
اين هو الشسعر من حزيران »© واين هو حزيران في الشعر ؟ لقد اصيب الشعراء - عبر
هذا التساؤل ‏ من تهم المفكرين الكثير » ولقد اصيب المفكرون » بدورهم » من ضيق
الشعراء » الكثير الكثير . وما من هوة عميقة كالهوة التي تفصل بين شسعراء العربية
ومفكريها . ولعل الصرخة التي اطلقها الشاعر محمود درويش امام النقاد ومفكري
الشعر قائلا « انقذونا من هذا الحب القاسي » » كانت اكثر ودا واقل قسوة من تلك
السابقة التي اطلقها الشاعر الفلسطيني يوسف الخطيب « يا نقاد العالم ... ارفعوا
ايديكم عن قصائدنا » واقراوا راس المال ‎.)١(»‏ فلقد كان درويثس يحب بتواضع وحياء
ان يتعرف على موقعه الحقيقي» وموقع زملائه من خارطة الشعر الفماسعة » ويخشى
كل الخثسية ان يكون صوته وصوت زملائه مجرد لافتة مثيرة في مقدمة ميسيرة سياسية.
ولكن احتجاجه هذا خين يتوجه الى النقاد ذاتهم انما يتحول الى مطالبة » لا تعنى في
النهاية بذلك الفاصل الذي يجعل الشاعر والشعر في طرف والناقد والفكر في طرف
آخر » ذلك الفاصل الذي كان يوسف الخطيب يريد بغضب العارف ان يجعله حقيقة
الادب عامة» والشعر يصفة خاصة» لا لمجرد لبس في المفاهيم » بل على الاغلب» هربا »
وتعمية على اصل التضية » لانه يظل الاسهل ان يتعرض الناقد لشاعر على الرصيف »
من ان يتعرض لشرطي في الدولة ... »96),
اذن »© فالامر يعود في النهاية الى دور الشعر ومهمته . هل تملك العملية الابداعية في
الشعر وفي غير الشعر ان تكون حصيلة ردود افعال مباشرة لازمات الواقع المعاشش .
ولماذا يرئ المفكر الناقد ان الكاتب الروائي انما يحتاج لفاصل زمني كبير بين حدث الواقع
والشاعر ؟ وكيف نفسر طبيعة العلاقة بين الشعر والالتزام ؟ وماذا يعني الشعر
الثوري » والثورة في الشعر ؟ ان الاجابة الواضحة على مجموع هذه الاسئلة » واسئلة
أخرى كثيرة » تشكل القاعدة الضرورية لفهم الملاقة اللازمة بين هزيمة ٠ه‏ حزيران
منح الصلح كلمة يقول فيها « ان حرب الخامس من حزيران لم تكن الا انفجارا داخل
الحل السلمي 6()» فنحن محكومون ‏ بهذا المعنى ‏ داخل مسيرة هذا الواق علا
خارجها.وبهدًا المعنى ايضا يجبان ننظر الى كل انفجار شعري يستويعلى ارض الواقع
كرد فعل مباشر . فمعظم الاعمال الشعرية التي طمعت وتطمع بهذا اللقتب « الادب
الحزيراني » ستمثل في النهاية هذه الاستجابة المباشرة لانفجار عابر » وستكون تحصيلا
موسسميا يشبه المهمة الصحنفية في تغطية الاحداث » او « ادبا يؤرخ للازمة » كما يسميه
غالي شكري : « لقد آن الاوان لان نفرق الادب الذي « يقاوم » قبل حدوث المحنة »
وهو الادب الذي يرتفع الى مستوى النبوءة » والادب الذي « يقاوم » اثناء المعركة
74
تاريخ
يونيو ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39483 (2 views)