شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 77)
- المحتوى
-
عديدة . من قضية فلسطين الى قضايا. عربية « التطورات السياسية والاجتماعية » .
بالرغم من ان درويشى استطاع في الفترة الاخيرة الناضجة من مراحل تطوره ان يفطن
بشكل اوضح واعمق الى مهمة الشعر» وطبيعة الثورة فيه. فالثورة طاقة مستمرة على
التغيير والتحام حاد بين الموتف من الحياة والموقف من العملية الابداعية » فهو اي
محمود درويش لا يملك ان يرى الثوري اذا كان شاعرا موهوبا رجهيا داخل
الشعر وثوريا خارئجه . كذلك شان الشاعر اذا كان توريا حقيقيا لا يكون ثوريا
داخل الشعر ورجعيا خارجه : « وماذا نعني بالثورة داخل الشعر ؟ الموقف من التراث»
و التجديد الدائم للعلاقات القائمة في القصيدة وتغيير هذه العلاقأت . لا اعني بالتغيم
التدمير او الابادة » اعني التطوير. أن المحافظة على ما هو حيوي في القديم هي المحافظة
على المقدمات لمتابعة الحركة . ؤالجديد كما نعلم لا ينفي القديم كله . اننا نصادف
موقفين خطيرين من هذه المسألة : موقف العبادة للقديم وهو موقف متحجر ورجعي »
وموقف الكفر المطلق بالقديم وهو موقف فوضوي ٠)»
وهذا الموتف المحايد هو الذي يشكل تيار معظم المجددين من شعراء العربية » ولكنه
موقتف أعمق من مجرد هذه اأحايدة » فالشاعر خليل حاوي مثلا يرفض « الشعر الذى
ينطلق من الرفض ويستقر عليه » ويرى ان الثورة ليست صفة ملازمة لكل جديد كما انها
ليست حركة انفعالات سطحية عابرة » ولا يمكن لها ان تكون جزئية فتقنئع بتحوير بسيط
في الشكل الشعري او في بعض المفاهيم السياسية الشائعة . ويرئ' ان التجارب
الاصيلة :هي تلك التي حاولت ان تبلغ في الثورة والرفض حد الكشف عن العناصر الحية
في تراثنا وتراث الانسان(8) ٠
وما كان يسميه غالي شكري « الشعر المؤرخ » » ويوسف الخطيب في مقدمته ب « أدب
الكتبة » - الذين يشغلون وظائف عادية في مختلف مشاريع الصحافة والنقد والفن »
يسميه الشاعر أدونيس « ششسعر التبشير » او « الشعر الوظيفة » والذي يقابل في
رأيه « شثشعر الثورة » او « الشعر الابداع », . إن الثوريين العرب يقهمون الشعر
الثوري على انه نوع من تبشير الجمهور العربي بالثورة » ولا يجوز لابسط ثوري ان
ينسى ان تبشير هذا الجمهور لا يبدأ بالشعر » بل يبدا بالقراءة والكتابة . يبدا بأن يكون
هذا الفرد موجودا ككائن له الحق بالتعليم والرغيف والكلام .)١(» ولعل هذه الاششارة
تعود بنا الى « معضلة » الحديث الذي لا ينتهي حول علاقة الشعر بالجمهور ©» وحول
« محك » مدى فاعلية هذا الشعر جماهرريا . ان موضوع « الكاتب والكتبة » او «المقاوم
والمؤرخ » او « الثائر والمبشر » هو في رأيي الموضوع الآساس الذي يجب ان تبنى عليه
كل رؤبة تقييمية للشعر العربي وعلاقته بالحركة الثورية العربية بشكلها الاشمل
والاعيق ؛ وبانتصارات هذه الحركة وهزائمها . وبهذا لا نملك ان نقدم من ١ الكتبة »
و« المؤرخين » و« المبشرين » الا صورة مشوهة » وحصيلة سلبية ©» لا نستطيئنع
بيساطة ان نقول عنها انها غابرة » فهي ذاتها فاعلة بتشويهها وسلبيتها . كم ركب شعر
الطبل والزمر » قبل حزيران وبعدها » موجات لم تخلف منه الا ركام الاوراق المجانية )
ولم يخلف فيها الا العورات والجذام والآفات . كذلك لا نملك ان نقدم من « الكتاب »
و« المقاومين » و« الثوريين المبدعين » على قلتهم الآ الصورة المعطاءة والحصيلة
الايجابية . فكم من عمل عظيم ووجه في أيامه الاولى من قبل ذوي الانفعالات الثورية ؛
بالصدود والتذمر حينا » وبالرفض احيانا » وحتى بالاتهام » استطاع ان يشت بقوءة
« ثوريته » يما جديدة على حساب قيم قديمة بالية . وان يفعل في الساحة الشعرية
. العربية » غير مبال بروح زدود الافعال » وبطغيان المباشرة الاعمى ٠.
كان محمود درويش ثننابا يخشى طغيان هذه المباشرة » فالتفت الى نفسه » ليتيح
لموهبته اصرارها علئ النمو والنضج » فكتب مجموعته « آخر الليل » ليبدا مرحلة اراد
/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)