شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 79)
- المحتوى
-
والمشكلات ؛ عدم جدية الالتزام بالمعركة » وريما عبادة السلطة .)١١» هذه العبادة التي
تمثل اعتى أنواع الالتصاق بالوضع الراهن » الا وهو نوعه السياسي . والذي تشبهه
نزعة المبالغة بعصمة التراث وتقديسه » على صعيد الادب والكتابة . يقول منح الصلح:
« في البدء كانت الانظمة توحي للجماهير بأن اتركوا لي فلسطين نأنا أحررها وعندما برز
العمل الفدائي » واجهت هذا العمل بالاتهام والتجريح والتخويف . وبعد الخامس من
حزيران » وتوجه الجماهير نحو العمل الفدائي غيرت الانظمة لهجتها : لا تناقض » أنا
اعد للحرب » وليعد شصسغب فلسطين للثورة . واليوم تقول هذه الانظمة : لا تناقض » فأنا
أسالم وليستمر العمل الفدائي في الثورة . ولكن الانظمة لا تغني من خلال هذا التدرج
كله الا الوصول الى اليوم الذي تستطيع فيه ان تعلن انها لا تقبل لا بحروب الانظمة ولا
بثورة فلسطين »192).
ان النظام هو الشكل السياسي لنزعة النقليد التي ابتليت به المسيرة العربية» هذه النزعة
التي اخذت أشكالها العديدة في التربية » والفكر » والدين » ومن ثم الادب . وبقوة
التعرية التي مارسها « حزيران » لاشكال التقليد المختلفة » استطاع من جهة ثانية ان
يعطي للشعر مهمة جديدة هي مهمة مواصلة التعرية » لتلك الاشكال ومواصلة التفجر
من احل ان لا يكون هناك انفجار واحد داخل تلك المسيرة المستسلمة » بل انفجارات
متصلة . وهي مهمة ثورية » والشعر الذي يستلهمها هو شسعر ثوري ٠
ان الشعر الحزيراني هو الشعر الذي عمق حزيران رؤيته لحقيقة طللما كانت ماثلة :
حيث اصبحت فلسطين » والحرية » والثورة » والحب » والارض » مترادفات لرؤيا
واحدة . كما اصبح النظام وكل وجوه التقليد و« الالتصاق بالوضع الراهن » » حاجزا
شسعريا مجردة عن مترادفاتها وعن أضدادها » أشبه بالالتفات الى « المناسبات »»
واقرب الى « التبشير » و« التأريخ » منها « للثورة »© .
من منا يملك ان يتعرف على معنى « العودة ».الى الارض المستلبة » دون أن يتمثل في
اللحظة ذاتها الحرية الغائية » والكلمة المحرمة » والوحدة المجزاة » والثوزة
الملجومة » والجماهير المستعبدة » والى مالا نهاية من الاستلابات التي يملك « النظام
الواحد » على الدوام - تبريراتها الجاهزة . ان الأرض المستلبة هي الوجه المباشر
لاستلابات عاتية تحيط بالانسان العربي من مخيطه الى خليجه . هكذا » وبشكل واضح
« عمق » حزيران مهمة الشبعر » وأقول « عمق » لا وجه» لان الصوت الشعري الحقيقتي
الذي واصل مسيرته من الاحتجاج والرفض » حتى الثورة » والذي يتمثل بعدد من
الشعراء « المقاومين » و« المبدعين الثوريين » لا « المؤرخين »© و« التبشيريين »
و« الموظفين » »© كان كذلك قبل حزيران »© فلم توجهه الهزيمة بل عمقت احساسه بعنف
الفاجعة المرابطة في الواقع على جميع أصعدته . ولم تنبهه » بل زادته يقينا بصدق
رؤياه ورسالته . لذلك فسيبقى وحده الصوت الحزيراني الحق » لانه صوت النبوءة
السابقة واليقين اللاحق .
بعد الاششارة الى اثر حزيران على الصعيد السياسي في تعرية « النظام الواحد » وعلاقة
ذلك بالشعر » ما هى اثره على الصعيد الاجتماعي في « الوجدان » العام و« المزاجية »
العامة للانسان العربي . وما هي علاقة ذلك بالشعر ؟ يقول الدكتور حليم بركات :
نستطيع ان نرى الانسان العربي مر بثلاث مراحل من حيث تحركه الوجداني ومن حيث
المزاجية او العاطفة التي سادت تصرفه : )١ مرحلة اكتشماف الذات »© اثر صدمة قوية
جعلته يستفيق من نوم عميق ويتجه الى المرآة ليتفرس بنفسه . وقد امتازت هذه المرحلة
بالميل نحو النقد الذاتي . ؟) مرحلة الحماسة والالتفاف العاطفي حول المقاومة
ذه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)