شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 85)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 85)
المحتوى
الجفرافني هو معيار تقويم المواقف » لانه هو الذي حدد » موضوعيا » موقفا سياسيا
تفصيليا لهذا الشاعر أو ذاك » فتصبح فدوى طوقان ‏ على سبيل المثال ‏ شساعرة
متاومة لانها لا تعترف بوجود اسرائيل . ولو عاش معين بسيسو في مدينة عكا لما كان
شضاعر مقاومة لانه لن يكرس ششسعره للتصريح بانه لا يعترف بوجود اسرائيل . اما محمود
درويش ‏ على سبيل المثال ‏ فلو هاجر الى الكويت لكان شاعر مُقاومة © لان واقعه
هناك لن يدفعه الى محاورة اليهود »(0؟). وها هو درويش قد هاجر الى القاهرة » فهل
حلت بذلك المشكلة . بالرغم من انه يجيب على السؤال : « هل انت شاعر مقاومة ؟ »
بقوله : « لا ادري . ولا يهمني هذا السؤّال كثيرا » .
« ليس كل شسعر مقاومة ثسمرا ثوريا » . وبهذا اللعنى املك ان أجد في محمود درويثش
شاعرا ثوريا . اولا قد تتوفر لديه الخامة الاولى التي يتمتع بها معظم شعراء الارض
المحتلة . ولانه ثانيا » وهو الامر المهم » يجمع في عمله الابداعي طاقتين « الشعر في
الثورة » و «الثورة في الشعر» . ان معاناته تركيبة جدلية بين الرؤيا الثورية للانسان
والعالم » والرؤيا الثورية لطبيعة عملية الخلق الشسعري . وهذا معنى نموه الدائم
والمتغير . ان سميح القاسم وتوفيق زياد بالرغم من ان هذا الاخير ينتمي الى جيل
اسبق ‏ نقيا وباشسكال عدة ضمن العمل الشعري في حدود « الصورة واللغة الغنائية »
المباشرة » والمتوترة » والمكررة » وخاصة لدى سميح القاسم . انه حتى مجموعته
الاخيرة « الموت الكبير ‎ »‏ دار الآداب » لم يستطع ان يقتنع بقيمة تجاوزه لتلك «الحالة
العاطفية » » التي تعيد نفسها في اطر مختلفة ولكن ضمن دائرة واحدة ضيقة . ان
محمود درويش تجاوز «الصورة الغنائية» الى « الرؤيا الغنائية » © ان النهر الشسفاف
الصغير فيه » بدا يتحد ببحر ششسفاف جديد . فهو لم يقنع كما كان من قبل « بان اللعبة
الفنية عنده » مكشوفة خلف منديل شسفاف »© لقد حول هذا المنديل الى شراع فاتن
يعكس بحر المعاناة والرؤى المتفحرة 5 أن قصيدته 2 سرحان يشرب التهوة :
الكافيتيريا » والتي تضمنها ديوانه الاخير « احبك او لا احبك ‎ »‏ دار الآداب » لخير
مثال على وجه محمود درويشش الجديد .
ثمة جيل جديد تفتح وعيه بتواقت مع الانفجار الحزيراني . هذا الجيل الذي واجه العالم
بكل تحدياته في الستينات » وأخذ يراقبه ويتفاعل معه بعنف . هو وحده دون شك الذي
سوف يعكس في المدى الآتي كل تناقضات هذه الفترة الفاجعة » بعطاءات ابداعية
رائعة وهامة . ان بعض ششسعراء هذا الجيل الشاب » الذي حمل عبء حزيران على
اكتافه ») شعرا مواجها ومعريا وصارخا لا يزيد مسؤولية عن اولئك الآخرين الذفين
يكتمون حزيران في اعماق تجربتهم ليخرج شجرة رافضة تجتاح كل الحدود من اجل
ليست الاسماء في هذه الفترة هي المهمة » فالحدود الفاصلة لم تنضج بعد » ولكنه المجرى
« الحزيراني » العام هو السمة الاساسية » بكل تياراته » واختلاف رؤياه للعالم ولعملية
الكتابة ذاتها . « ... ان من المنتظر من كل شاعر جديد » لا سيما متى كان يصدر
عن تجربة عجيبة كالتجربة الفلسطينية » ان يطمح الى زحزحة تاريخ الشيعر وكأنه لم
يكتب بعد في العالم قصيدة واحدة » وان القصيدة التي ستحفر في ذاكرة البشر الرعب
من الظلم وبتر الاصول وهوان الشعوب » القصيدة التي ستخترق في العربي قرون
النوم وتلامس تلك النقطة النارية المنفية في غور ما وراء الصبر والقبول وراء المصطلحات
والامثال » وراء شمهوة الحكم والترف والحرير الالف ليلي » هذه القصيدة تنتظر الشعراء
في لحظة من لحظات الححيم الحاضر »(51) ,
84
تاريخ
يونيو ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22441 (3 views)