شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 113)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 113)
المحتوى
امريكا . فقد قاومت الضغوط الامريكية لاجلاء شسبه جزيرة سيناء للدة طويلة . هذا
الضغط الامريكي تجاهل مصالح اسرائيل الحيوية تجاهلا تاما فكانت تلك بادرة عدائية
لم تأت لدعم دولة عميلة ... أن مثل هذه الضغوط والتهديدات ليس من حاجة لها في
التعامل مع عميل مطيع كما انه لا يمكن تجاهل مصالح عميل ما الى هذا الحد » . ان
الاعلام الصهيوني نراه هنا في اوقح صوره . فحادثة احتلال اسرائيل لسيناء عام ‎١1651‏
‏وثم انسحابها منها تحت ضغط الادارة الامريكية التي تعتبر بحق مثالا كلاسيكيا عن
ارتباط اسرائيل بالامبريالية وخضوعها في النهاية للطرف الغالب ( الامريكي ) في المعسكر
الغربي الذي انق مؤقتا آنذاك بسبب تناقضاته ؛ ان هذا المثال الصريح في مدلوله
ينقلب يسحر سساحر فيصبح دليلا على « تحرر » أسرائيل وعلى عدم انصياعها لمشيئة
الامبريالية ! ولا تكتفي احيانا الدعاية الصهيونية بتبرئة اسرائيل من تهمة العمالة
للامبريالية بل تصور اسرائيل كحجر عثرة امام تحقيق مطامع الامبريالية . يعتمد هذا
المنطق مثلا على ابراز دور شركات النفط العاملة في البلدان العربية كبادوات ضغط
معادية لاسرائيل في الدول الغربية » يقول منشور « أسرائيل والامبريالية » : « ان
انحياز الضغوط النفطية الامبريالية ضد اسرائيل وكذلك انحياز وزارة الخارجية
الامريكية الخاضعة لنفوذ تلك الضغوط قد عاصر جميع مراحل الصراع العربي
الاسرائيلي . فقد لعبت تلك الضغوط دورا مهما في حمل !سرائيل على التخلي عن
الاراضي التي احتلتها بعد الحرب الاسرائيلية ‏ المصرية عام ‎١105‏ وتستمر هذه
الضغوط حتى اليوم » . هنا ايضا مثال عن المنطق المبسط الساذج الذي تجيد اسرائيل
« تعادي اسرائيل ‎ »‏ اذن اسرائيل هي عدوة الامبريالية !!
ولا ينحصر الامر في انكار تهمة التبعية للامبريالية او في « تثبيت » معاداة الصهيونية
للامبريالية بل يتعدى ذلك الى اضفاء صفة ‎١‏ ثورية » أيجابية على الحركة الصهيونية .
قبينما كان عنوان المنشور الاول الذي ذكرناه هو « اسرائيل والامبريالية » حمل المنشور
الثاني عنوان « الصهيونية كحركة تحرير وطني » مشسيرا الى ما وصل اليه العقل
الصهيوني الاعلامي « اليساري » . فبما ان حركات التحرير الوطنية في العالم اخذت
تلاقي رواجا في السنين القليله الماضية بفضل حرب فيتنام مثلا وبفضل المقاومة
النلسطينية وحركات التحرير الافريقية خلا مانع من اعتماد هذه التسمية بالنسبة للحركة
الصهيونية كذلك وكأن « اليسار » الصهيوني قد اكتشف « كلمة السر » التي تضعه فيٍ
مرتبة الثوار الاخرين . وفي هذا المجال تقول مذكرة صادرة عن « حركة السلام
الاسرائيلية » بتاريخ حزيران ‎١1548‏ ( وهي الحركة التي تنضم تحت لوائها جميع
الاحزاب والحركات « اليسارية » الاسرائيلية بما في ذلك مابام والحزبان الشيوعيان
ماكي وراكاح - لم توقع راكاح على المذكرة المذكورة ) : « ان الحركة الصهيونية هي
حركة التحرير الوطني للشعب اليهودي » لولا تلك الحركة لتعذر تصور استيطان ارض
اسرائيل من قبل يهود جاءوا من شتى ديار منفاهم او تصور بعث الثقافة العبرانية او
اتامة دولة اسرائيل . وكما هو الحال بالنسبة لجميع الحركات الوطنية هناك داخل
الى منشمور « الصهيونية كحركة تحرير وطني » نجد الفقرة التالية ‎ :‏ مثل باقي حركات
التحرير الوطنية الاخرى احتوت الحركة التي حاربت من !جل اسرائيل وانتصرت على
جميع الالوان السياسية من اليسار الى اليمين . ولكن على عكس الكثير من تلك
الحركات كان ضمن الصهيونيين دوما اكثرية من القوى التقدمية تتراوح ما بين الليبراليين
وحتى الماركسيين اللينينيين . وفضلا عن ذلك فان الحركة الصهيونية بمجموعها اخذت
١1
تاريخ
يونيو ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7132 (4 views)