شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 133)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 133)
المحتوى
انشىء كقوة قمعية ولا يزال يلعب هذا الدور حقى الان . وبينما حصل الاردن على
« استقلاله » عام ؛» كان الجيش قد شسكل ونما وتطور منذ العام ‎١15١‏ . اي أن
الجيش قد سبق الدولة في نشوثه ويمكن القول ان الجيثى بهذا المعنى » هو الذي خلق
وله ») .
هذا الاستنتاج يكاد ينطبق ايضا على الجيش الاسرائيلي الذي كان يدعى الهاغاناه في
عهد الانتداب ‎٠.‏ مع الفارق طيعا في دوري الجحيشين ‎٠‏ الاردد والاسرائيلي » فاذا كان
الجيثى الاسرائيلي يعتمد على اليهود في مختلف ارجاء العالم ليتطوعوا في صفوفه
ويدافعوا عن دولة اسرائيل » فان « رجال القبائل من جنوب الاردن وصحاري سورية
والعراق الشمالية الشرقية والمناطق الواقعة على الحدود الشرقية مع المملكة العربية
السعودية يستمرون في التدفئق على الفيلق للانخراط به »51). ثم يلاحظ فاتيكيوتس ان
هؤلاء يتركزون كباقي البدو في وحدات المشاة والمدرعات » حتى أن نسبتهم في بنعض
الالوية فاقت النصف في عام 57 )»© ويستخلص من ذلك ان « هؤلاء المجندين يشكلون
اساسا مجموعة من المرتزقة » وهذا لا يعني ان الجنود البدو الذين باتون من الاردن هم
بالضرورة اقل ارتزاقا ) ويكتب فاتيكيوتس ايضا ‎٠‏ « من الصعب اثارة اهتمام الجنود
الذين يشكلون في الجوهر جماعة مرتزقة بأي حركة سياسية ضد النظام الا بالوعود
المادية السخية جدا » . وفعلا كانت مجلة تآيم الامريكية قد ذكرت في تقرير صحفي عن
الاردن » بأن الملك حسين وهب » بلا اي سبب معين » كل جندي في القوات الخاصة
( المعدة ضد المقاومة الفلسطينية ) مبلعٌ خمسين دينارا » هذا بالأضافة الى الزيادات
المستمرة في الرواتب التي جعلت افراد الجيش يتقاضون رواتب تفوق ما يتقاضاه اي
جيش عربي اخر باستثناء جيش الكويت ‎٠‏
ذكرنا في بداية البحث ان الجيشى الاردني كان موضع انتقد المعلقين العسكريين لان
وحداته رفضت في اكثر الحالات ان تغادر استحكامآتها لتلتحم بالعدو . ولعل ذهنية
البقاء في مواقع ثأبتة هي متاصلة في الجنود المرتزقة دائما . غفي ‎١1717‏ ظهر كتاب/؟)
الفه ضابط بريطاني من المرتزقة كأن قد ساهم في انشاء جيشش الليفي في سلطنة عمان
وتحدث فيه عن المتاعب التي لاقاها اثناء تدريبه للجنود العرب والبلوشى . كتب المؤلف :
بالنسبة للعربي او البلوشي » لا يوجد هناك الا !سلوب واحد لخوض القتال . انه
يتناول بندقدته ويختبىء خلف صخرة » ثم يطلق النار على العدو . وعندما يرد العدو
على اطا:. النار » يحني راسه خلف الصخرة حتى لا يصيبه الرصاص . فاذا توقف
العء ن اطلاق النار » رفع عينيه فوق الصخرة واستائف القتال » وهكذا دواليك الى
لك حل المساء » او تنفذ ذخيرته 517 ان يخرج من مخبئه ويهاجم العدو » فهذه فكرة
لا تخطر.بباله » . وتحدث المؤلف بعد ذلك عن التمرين الحربي :برد الذي اعده
لجنوده المرتزقة كي يجعلهم يتحركون اثناء المعركة » فيهاجمون ويناورون ولا يكتفون
بالاختباء خلف الموانع الطبيعية والمصطنعة طوال الوقت واطلاق النيران من خلفها .
ويتضمن هذا التمرين سلسلة من الحركات الت يجب على الجندي ان يقوم بها اثناء
المعركة لانماء الروح الهجومية فيه . ومن أجل أن يغرس الضابط البريطاني هذه الروح
في نفوس جنوده المرتزقة » وضع مدربا خلف الرجال ليطلق النار فوق رؤوسهم اثناء
التمرين » بينما' هم يثبون من موقع احتماء الى اخر صوب مواقع العدو في حركات
تكاد تكون اوتوماتيكية ‎٠‏
أن هذا الضابط البريطاني عندما أتهم العرب بانهم لا يقاتلون الا من وراء الاستحكامات»
غان خبرته لم تتعد قيادة المرتزقة الذين لا يوجد لديهم اي دافع غير المال لان يجازفوا
بحياتهم في سبيل دعوة لا تهمهم . ولكن لو انه اشترك في الحملة البريطانية ضد قبائل
ردفان باليمن الجنوبي في منتصف الستينات » لكان له راي اخر في الموضوع .
لحرن
تاريخ
يونيو ١٩٧٢
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17154 (3 views)