شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 217)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 217)
- المحتوى
-
لم يطل الامر بالجماهير ان اكتشفت ان هذه الافلام
لا تمس القضية الفلسطينية» وانما هياستعراضات
لمغامرات « كاوبوي » عربي »© او نسح سيئة عن
مغامرات العمسكرية الامريكية في كوريا وغيرها وان
طرحت باطار عربي مزيف . لقد كان هناك فارق
واحد بين هذه النسخ العربية والاصل الامريكي
والطلياني © وهو ان النسخ العربية كانت تفتقد
الى اية براعة في التصوير او الاخراج أو التمثيل.
لهذا من المتوقع جدا » من المنتج الذي يشكل
الريح مبرر دكوله الميدان السسينمائي ل
أن يلجا الى انتاج افلام تتصدى للبضاعة الرائجة
في السوق » وقد كانت الافلام التي تتناول القضية
الفلسطينية لفترة من الزمن مجرد سسلع ©» وهكذا
شهدنا هذا الفيض من الافلام التي تناوب عليهسا
المنتجون بين لبنان وسوريا .
على ان هذا الواقع لا ينفي وجود محاولات
جدية وواعية لطرح القضية الفلسطينية » هذه
ا ا ]ان اك غنات البرك
الاعلامية والوضوح في المعالجة ©» والتي تنعكس
على الافلام الملتزمة بالقضية والتي تتصدى لها
بجدية » لذلك أرى ان هناك عددا من المداخل
لمعالجة القضية الفلسسطينية سينمائيا . وهذا يعتمد
على توجهاتنا للمخاطبة السينبائية » فمن الممكن
ان ننتج فيلما للمشاهد العربي وآخر لغير العربي.
وهناك امكانية لصنع فيلم يشاهده الجميع» اضافة
الى هذا كله نلاحظ الحاجة الى الفيلم التلنزيوني
الذي يخاطب الاسرائيلي بالذات © فمن المإسف
ان لا يكون بوسعنا ان ننفذ الى قلب المجتميمع
الاسرائيلي ونحاربه في مكمنه بواسطة الافلام
التسجيلية والوثائقية التي تفضح الادعاءات
الاسرائيلية عبر التلفزيونات العربية المجاورة » لكن
فيئا من هذا لم يحصل . والحيا اسسجل ان
الفيلم الوثائقي القصسير كان ابرز المحاولات
السينمائية الجادة .
قيس الزبيدي : ساحاول ان اضيف الى ما أورده
كريستيان وفيصل بعض اللملاحظات »© اذ ان مسألة
انصراف الفيلم العربي عن المواضيع التقليدية التي
كان يعالجها دائما » الى القضية الفلسطينية كان
دافعها هو شباك التذاكر ايضا . كذلك هناك
ظاهرة اخرى يمكن رصدها اذ بالاضافة الى تحول
المنتج التقليدي الى هذا الاتجاه » فقد استدعت
حاجات السوق دخول منتجين تجار جدد ©» وبشكل
"1
خاص في سسوريه ولبنان . وهذا يمكن أن يفسر
الرداءة في النوعية » ان خبرة هؤلاء في المعالجة
السينمائية اذا سلمنا بوجودها س لم تستمد
من الواقع الفلسطيني. ©» والصراع الدائر على
ارض الواقع © وانما اسستمدت من مشاهدة الافلام
الامريكية و« !لوسترن » الايطالي التي استعيرت
بأسوا شكل والصقت على المواضيع الفلسطينية .
كما اننا لا يمكن عزل السسمة الاساسية التي ميزت
الفيلم العربي في تناوله لمواضيع فلسطينية عن
طبيعة هذا النيلم تاريخيا » وهي الطبيعة الناشئة
عن صلة السينما العربية بشباك التذاكر وليس
بالواقع . ان شبباك التذاكر هو القانون المحرك
للسينما » وهو الذي يحدد نوعيتها . وقد حافظ
الفيلم العربي على هذا القانون وعلى هذه التقاليد
حتى في تناوله لقضية مقدسة عند الجماهر وعند
المتعاملين بالفن وهي قضية فلسطين .
في مجال السينما الروائية جرت محاولات غير
مبرمجة » وبشكل خاص في سورية »© وربما كانت
المإسسسة العامة للسسينما في سوريه لعدد من
الاعتبارات © اكثر المؤسسسات انتباها لاتتاج املام
متصلة بالقضية الفلسطينية . وكانت أول محاولة
جادة في هذا النطاق» فيلم « رجال تحت الشمس »©
ويمكن تقييم هذا الفيلم بأشكال عديدة » بيد ان
القيمة الاسناسسية للفيلم انه اهم الافلام تناولا
للقضية الفلسطينية بطموح غني وسسياسي . هناك
محاولات اخرى اعتمدت على اعمال روائية
وقصصية مثل فيلم « السكين » لخالد حمادة »
و« المخدوعون »© لتوفيق صالح .. الخ هذه
المحاولات رغم كل التقييمات الصارمة التي تمت
وسوف تتم © تبقى الاكثر جدية في معالجة القضية
الفلسطينية من هذا الجانب او ذاك .
لكن في رايي إن الفرصة الذهبية للقضية النلسسطينية
كانت وما تزال في الفيلم الوثائقي وليس في الفيلم
الروائي » وذلك على مختلف المستويات السياسية
والنضالية والاعلامية » اذ ان الفيلم الروائي ©»
حتى في حالاته الجيدة » يبقى أسير تقاليد درامية
يمكن ان لا تكون في هذه المرحلة كافية لطرح
القضية بالمستوى المطلوب . من هنا ارى ان
محاولة كريستيان غازي مهمة © بالرقم من
قصورها » الذي يعود الى الاوضاع التي واكبت
انتاجه » وهي محاولة مهمة لانه ابتّعد عن الاطار
السينمائي الدرامي القاصر » وحاول ان يجصد - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)