شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 249)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 10 (ص 249)
- المحتوى
-
ولكن من الصحيح كذلك ان الايجارات والاسعار
والضرائب والرسوم قد قفزت هي الاخرى قفزات
فاقت بكثير الزيادات في الرواتب والاجور ٠ وصحيح
بأن الحوانيت العربية مفتوحة وتزخر » بصورة
رئيسية »© بالبضائع والمنتوجات الاسرائيلية » وان
الفنادق والمطاعم العربية 'مزدهرة » وأن مثات
الالوف من العرب يسستفيدون من الاتفاق القائم بين
املك حسين وإسرائيل على سياسة « الجسور
المفتوحة » بزيارة اسرهم وذويهم في المناطق المحتلة»
ولكن ان يسستخلص المرء من كل ما مسبق قوله ان
العرب في فلسطلين قد قبلوا الوضع وانهم
« يتعاونون مع العدو » وانهم تخاذلوا أو
استسلموا » فلا ينم هذا الا عن تفاؤل فر أو تطرف
أعمى كيالا يصدر الا عن جاهل أو هروبي .
وتنطوي هذه الاحكام التي تلقى جزافا بان « اهوال
الفلسطينيين هي على ما يرام » على نقد مبطن
للفلسطينيين لانهم لم يقدموا على الانتحار الجماعي
بتجويع انفسهم حتى الموت احتجاجا على الاحتلال.
بيد أنه لم يسجل التاريخ في اي مكان من دنيا المرب
ان السكان العرب قد فضلوا لانفسهم ولاطفالهم
الموت -البطيه المؤلم « المشرف » على العيش غي
ظل الحكم البريطاني أو الفرنسي أو الايطالي »
مكتفين ©» هنا ©» بذكر موجات الاحتلال الاجنبي
اكقريبة الى الذاكرة . والفلسطينيون هم ايضا »
كالآخرين » لديهم غريزة طبيعية قوية للحفاظ على
النوع والجنس »© وهم متشبئون حتى آخر رمق
بالبقاء في فلسطين الى ان تتحرر ٠
ان الوضع في المناطق المحتلة كما يستبين من
الداخل لناظري اولئك الذين بوسعهم النفاذ
ببصيرتهم الى ما وراء الواجهة الخادعة التي تبدو
اعتيادية رتيبة هو وضع محزن فاية الحزن ٠. ان
خمس سئوات من الاحتلال في ظل نظام عسكري
بطاش حديدي التنظيم متوجه بجنون الى تطبيق
سياسسة تهويد فلسطين والى افراغها من سكانها
العمرب ان تيسر له ذلك » كان لها نتائج مدمرة ٠
ان ما يتراءى انه « قبول » ما هو في واقع الامر
الا غلالة رقيقة من المظاهر لذر الرمًاد في العيون »
انه قناع وقاية ودرع حماية من حرب استنزاف
يشنها الاسرائيليون عليهم طوال سيئوات خمس
مستخدمين اسلحة الارهاب والبطش والتنكيل
لتحطيم كافة مقومات هويتهم القومية والاجتيامية
والثقافية . ان مظاهر « القبول » هذه هي وقاء
دفاعي ضد التأئرات المدمرة جسمميا وذهئيا لتماقب
لا
موجات انفلات الآمال العارمة ونكسات اليأس
القاتلة . أنها وقاء دفاعي ضد الذوبان البطسيء
للتتة والايمان في كل شيء تراءى لهم في يوم ما أنه
رمز للعدالة والقيم والانسانية . انها وقاء دفاعي
د الايقان المبرح بأنهم غدروا وطعنوا في ظهورهم .
ان مظاهر « القبول » هذه هي ملجأ وحمى مما
يعانونه من مشاعر العزلة والخسران ٠.
أن يسلك سكان المناطق المحتلة ويعيشوا بصورة
(( اعتيادية » لا يعدو كونه وسيلة لاغراق صراخ
الصمت الرهيب طوال سنتين من وقف اطلاق النار
الذي أطلق عوامل الاضطراب من عنانها غتردد
رجع صداها عاليا في انحاء العائم العربي ©» وما
هو آلا هروب من اغراءات تعليل النفس بآمال
جديدة ووعود جديدة وقرارات جديدة ومراجعات
جديدة للمواقف والامسور وهي اغراءات تؤدي
بصاحبها ال ىالجنون» وما هو الا هروب من الشوق
الى استعجال الاحداث ومشاعر العجز والخذلان
التي تفدو لا قطاق وهم يرون الصهيونيين يفيرون
واقع الارض والبلاد ويبنون شيئا فشيئا الصرح
الذي « سيؤكد واقعيا » ان فلسطين لم تكن عربية
في يوم من الايام » هذا بينما المرب من حولهم
يتخبطون في عمه « ضباب » من صنع أيديهم .
بعد انقضاء خمس سسئوات من الاحتلال لم تصبح
المدينة المقدسسمة » بعد © يهودية بصورة تامة »
وان كانت لم تمد عربية . لقد سين قانون ضم
التدس في حزيران ١915317 بغطرسة وصلف وقوة
على جميع أجزاء المدينة العربية وما جاورها من
مناطق الحقها الاسرائيليون بما دعوه « القدس
الكبرى » . وفي المدينة القديية داخل السسيور حل
حي يهودي جديد وبنايات جديدة وساحة خالية
عارية تواجه الحرم الشريف محل مئات البييوت
والحوانيت والبنايات والمدارس والمساجد العربية.
وطراز العمران عند المستعيرين الجدد مفاير
وغريب في روحه وأسلوبه يعلن » بصورة صارخة»
عن الهوية اليهودية للمكان . وقد حولت على
عجل »© القدس الشرقية ومناطق واسّعة مسن
التلال المتفتحة حولها بأبهة » وما جاورها .من
وديان الى « احياء يهودية من طراز راق » »© اذ
انفشئت غليها غابات من العمارات السكنية
الشاهقة تؤجر شققها أو تباع بأسمار باهظة الى
المهاجرين اليهود من « الدرجة العليا » الذين
مهمتهم الاولى هي دمِمْ « عاصية اسرائيل » - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 10
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٢
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)