شؤون فلسطينية : عدد 23 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 23 (ص 25)
- المحتوى
-
ولم يخفوا الغاية من مذبحة دير ياسين » وقتها » حين طافت سياراتهم تعلن في مكبرات
الصوثك الاختيار التالي : أما ان تخرجوا »؛ وأما أن يحدث لكم ما حدث في دير ياسين .
لكي يضعوهم أمام الاختيار ولكي تصل انباء المجزرة الى القرى التي لم تحتل بعد ولكى
يفرغوا احقادهم التاريخية المكبوتة . ووجد الاسرائيليون ايضا فتوى تانونية تقول 3
العرب باعوا أراضيهم ٠ه ومن المؤسيف ان تاتقي قناعات عربية معيئة مسعم هذه اأقئاعة
عام 1948 أكثر من 6 بالمائة من مجموع اراضي فلسطين .
ي اسال عم فعلت بنا الارض ؟ قدلت جدي من القهر والانتظار . وشيبت أبي من الكدح
والبؤس . وأخذتني الى الوعي المبكر بالظلم . كان جدي ملاكا موفور الحال . وحين
حدث ما حدث » وصار هو « حاضرا غائيا » كان يقضى ايامه امام مكتب الحا
العسكري في انتظار تصريح سفر الى مدينة عكا لا لشيء الا ليرى ارضه من خلال نافذة
55 وينتظر ٠ هو الذي رباني وكذت أحيه أكثر من أبي الذي كان مشغولا بالضنى
الزيتون . وكان يثستري لي كتبا من عكا ويأخذني الى اصدقائه ليفاخر بالطفل الذى يقرا
الحريدة والكتب ويحفظ الشعر القديم ؛ ولا يخطىء ألا في قراءة سورة يس . يقرأ لهم من
سيرة عنترة والزير وروأيات جرجي زيدان التاريخية الى أن ينام ٠. وفي الصياح اذهب
الى المدرسة التي لا تسجل اسمي لأن أبي غير مسجل في ملفات الحكومة . من ذهب الى
الحق والوطن .
وف ساعة متأخرة من الليل يدق ضائط الشرطة باب البيث الطينى بعصاه »؛ ويوقكظ الاسرة
المؤلفة دن الحد والحدة والوالدين والامناء الاريعة لتكت وكلهم مكدس 5 غرفة واحدة طيٍ
الصالون وغرفة النوم والمطبخ. يتوجه الضابط الى الجد ليسأله : هل عاد أبناؤك من
لينان ؟ يعترف الجد « بالجريمة » » ويسوق الضابط الاب والعم الى الاعتقال بتهية
ااتسال إلى بلادهم !.
صيف احتال على القانون » فاستأجر من تاجر يهودي موسم البطيخ المزروع في أرضه .
وهكذا أتيحت الفرصة لصاحب الارضص ان يستري ما تنتجه ارضه . وكان جدي قليل
الدراية بالتجارة فخسر الصفقة ولكنه ربح فرصة للتمدد ساعات طويلة في حقله القديم
وشرح لي » تحت الشمس »© تاريخ هذا التراب الذي لا تحد فرقا بسيطا بيته وبين حجلده .
كان تعلق حدى دشكل الانتماعء الوطني المتحسد ف ملكبة التراب وحنيته الى اعادة الصلة
المقطوعة ؛ قاتونيا » والمتلاحمة » تأريخيا ووجدانيا » أقوى من البؤس المفاجيء الذي
تعرض له نتيجة حرمائه من مصدر رزقه ٠. فلو كان أنتماؤه معيشيا لحل الأشكلة يفك
هذا الانتماء المعيشي الذي سيضمن له الرخاء ٠ ولكنه آثر الحرمان على بيع الاآرض ©
لم تعد الارض تعني بالنسبة له مصدر العيش كما كانت ثيل أن تتحول الى تسرط الكرامة.
صارت تعئى له الان ؛ بعد مصادرتها ؛ مصدر الدؤس المعيشي من ناحية وصيائة الكرامة
اأشسخصية والوطنية من ناحية أخرى . وقد فضل المعئى الثاني ومات على مرأى من
د" - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 23
- تاريخ
- يوليو ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39482 (2 views)