شؤون فلسطينية : عدد 24 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 24 (ص 6)
- المحتوى
-
يومها استدعى مستشساريه الى مقصورته الخاصة طالبا الراي والمشورة» وانتهى هؤلاء
جميعا الى القول بلسان شديخهم آنئذ الدكتور محمود فوزي *
دفي مثل هذه اللحظات الحاسمة ليس هناك من رأي يفوق ما يسستلهمه القائد المسدؤول»
وكلنا ثقة بقدرتك على اتخاذ القرار المناسب .
والتاريخ ملىء بمثل هذه المواقف » التي رفعث البعض الى قمم العمالقة » كما ائزلت
آخرين الى أسفل سافلين . وليس يحضرني من مثل آروع للتدليل على ذلك من وقفة
التناقض التي وثفها كل من ديغول وبيتان من قضية الاحتلال النازي لفرنسا .
الفرق بين الرجلين ؛ في التحليل النهائي ؛ كان فرقا في القدرة على رؤية المستقيل » ولو
كان الماريشال بيثان في نظلرثه أبعد مدى » بعد تقديره للموقتف من كل جوانبه ؛ لما اذتهى
الى ما انتهى اليه في قبر مجهول . وبالتالي لما انتهى ديغول الى ما انتهى اليه كأحد آخر
عمالقة التاريخ الاوروبي المعاصر .
والقضية ليسث قضية حظ او قدر . انها تنطوي. كذلك على مجيوهة
عوامل مادية ؛ تشكل نفسية القائد وقدرته على الاحد ال وال ؤت
وبديهيا » أن نثسير الى دور المحيطين بالقائد من رفاق ومستشارين والى الاطار السياسي
او « الماكينة » السياسية التي يعمل القائد من خلالها سواء من حيث خلفيتها الفكرية
وانتمائها الطبقي وتاريخها النضالي وغبر ذلك من المقومات الاساسية للفئة المتصدية
لقيادة الشعب او البلاد او القضية » اي قضية .
اردث من هذا الحديث كله ان امهد اقولة متواضعة »؛ لا نشكل بحد ذاتها اكتشافا
جديدا » وائما أردت التركيز عليها » بقتصد استيعاب العبرة مثها . هذه المتولة تتلخس
بأآن احداث التاريخ ليست حثثا محنطة ولا موائف معلبة . وبالتالي فانه لا يمكن الاستغناء
عن الخيال ؛ وربما الخيال الشساعري » في صناعة المستقيل ٠
مثلان اثنان اسوقهما للشهادة من تاريخنا المعاصر . ثورة الجزائر ؛ وثورة كوبا .
هائان ثورتان » عندما هبثا في سبيل تحقيق اهدافهما » اتهم قادة كل مثهما بالجنون
والمغامرة . وممن ؟ من الثوريين التقليديين قبل أي فريق اخر . وقبيل النصر بقليل »
وعندما بدأت ثكدمسه تلوح بالافق سقط « التاريخ بكل حججه . وانتصرت الثورتان ٠
ثم جاء التاريخ اليهما على استحياء يعتبر من تجاربهما ويغذي امعاءه بقوانين جديدة
للثورة والثوار ٠
من غير صاحب خيال جامح كان يتصور ان تتحرر الجزائر قبل فلسطين » ومن كان
يتصور ان يقوم في كوبا النظام الاشتراكي الماركسي قبل انكلترا التي خيبت «بصمودها»
المحافظ توقعات ساركس ؟ ّْ
بديهي انه ما كان ممكنا ان نقول ما نقول الان لو انهزمت الثورتان » ولربيسا كانت
وقفتنا اليوم من رواد الثورتين وثفة تنديد لا تمجيد . ولكن هذه هي اهم سفن التاريخ
وقوائين الحياة و هي ان المنتصر وحده يكنب التاريخ ٠.
اذن ليس في التاريخ ما هو ثايت او محنط او معلب . والتاريخ يتقدم ولكسن ليس
بميكانيكية ذاتية وانما بدفع من خارجه . ولكنه صحيح أيضا ان تقدم التاريخ لا يسير في
خط بيائي غير متعرج . خط التاريخ تصاعدي ولكنه متعرج ومتذبذب »© يقفز ورا
وبنحدر طورا وينام في خط تراوحي مستقيم طورا ثالثا ... ولكنه يصعد دائما .
3 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 24
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٣
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39490 (2 views)