شؤون فلسطينية : عدد 24 (ص 29)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 24 (ص 29)
المحتوى
ولم يكن مدهشا ومفاجنًا أن يستحجيرب المسؤولون الاسرائيليون الى هذه المطالبيةه
الشمعبية » فقد وجدث المحكمة العسكرية العليا للاستئناف ان الحكم الصادر ضد القتلة
كان ناسيا جدا ومن الواجب تخفيفه » فأصدرت حكما بتخفيض الحكم ضد مالينكي الى
؟) سنة » وضد دهان الى عشر سنوات » وضد عوفر الى تسسع سنوات ‎٠‏ ثم تدخل
رئيس أركان الجيش فخفض الحكم ضد مالينكي الى عشر سنوات » وضد دهان الى
ثماني سنوات » وضد بقية القئلة الى أربع سنوات .
وجاء رئيس الدولة ليعبمق سبادقه عدالة القئل الاسرائيلي 4 فمتح كلا 0 مالينكي ودهان
عفوا جزئيا وخفئضش الاحكام ضدهما الى خمس اسنوات 1..
لند أخذت سلسلة التخفيفات هذه شكل الباراة في تقديم المكافتت الى القئلة تقديرا
لنجاحهم في القتل بدم بارد ؛ فتبرعت ‎١‏ لجنة اطلاق سراح المسجونين » بتخفيض الثلث
من مدة السجن لكل واحد من المحكوم عليهم . وأطلق سراح آخر واحد من القثلة في
بداية عام .153 . ووجد المسؤولون الاسرائيليون ان جبرائيل دهان الذي قتل 49 عربيا
خلال ساعة واحدة يستحق وظيفة مدنية جديرة بصلات الدم التي تريطه بالعرب »
فأعلنت بلدية الرملة في العام ذاته انها قبلث دهان للعمل فيها بوظيفة « المسؤول عن
شؤون العرب في المدينة » .
وماذا عن اللواء دمي الذي أصدر اوامره الى مالينكي ؟.واوصاه بأن ينشر بين جنوده
تعاليم « بدون عواطف » ؟. وماذا عن المصدر الكبير الذي تلقى منه شسدمي الاوامر
العليا ؟. ان محاكمة دمي » بصورة حقيقية » ستكشف النقاب عن المصدر الاعلى
للاوامر . ولذلك » قدم سدمي امام محكمة مسكرية صورية عين اعضاءها رئيس أركان
الجيش .
تمت المحاكمة بشكل سريع . ووجدت المحكية ان شسدمي مذنب في « خطأ تكني فقط » .
ولهذا حكيت ‎.٠‏ بتوبيخه » وبدفع غرامة مالية قدرها : فرش اسرائيلي واحد .
لعل قرس تسدمي اثمن عملية في تاريخ الجرائم . ستطول ثسهرته كثيرا ما دام للجريمة
مكان على سطح الكرة الارضية . ان المسؤول عن قتل تسعة وأربعين مدنيا بريئا في
ئرية آمنة يعائب بدفع قرثس واحد ‎٠.‏ هذا لا يحدث كثيرا ‎.٠.‏ لا يحدث كثيرا في التاريخ »
الا عندما يتعلم ضحايا النازية كيف يقلدون قتلتهم . هذا هو الدرس الذي تعلمه اصحاب
التطبيق الصهيوني على أرض خلسطين . ان الحقد التاريخي الذي عبات به الصميونية
جنودها ضد الانسانية والعالم يجري تدريباته وتمريناته على اللحم العربي الذي أصبح
معهدا لتخرج خبراء القتل المجاني .. القتل الذي لا معنى ولا هدف له الا تفريغ مركبات
النقص ‎٠.‏
وماذا كتب آحاد هعام ‏ المفكر اليهودي الذي كرس حياته لدعوى الصهيونية ومقاومة
اندماج اليهود في أوروبا الشرقية ؟ ماذآ كتب حين شاهد » بعينيه » سلوك المهاجرين
اليهود الى فلسطين عام ‎181١‏ » وقبل أن ينثمئوا دولتهم ؛ كتب : « وماذا يفعل اخواننا
المهاجرون اليهود في فلسطين ؟ كانوا عبيدا في بلاد الدياسبورا » وفجاة وجدوا أنفسهم
وسط حرية بلا حدود ؛ وسط حرية لا رادع لها . ولقد ولد هذا التحول المفاجىء فيا
نفوسهم ميلا الى الاستبداد » كما تكون الخال عندما يصير العبد سيدا . وهم يعاملون
العرب بروح العداء والشراسة » ويمتهنون حقوقهم بصورة معوجة ولا معقولة » ثم
بوجهون لهم الاهانات دون أي مبرر كاف ويفاخرون بتلك الافعال فوق كل ذلك . وليس
هناك بيننا من يقف بوجه هذا الميل الخسيس والخطير في آن واحد » . اذا كان آحاد
هعام الصهيوني الكلاسيكي قد استكى من تسراسة المهاجرين الاوائل » قبل ان ينشئوا
دولة ويملكوا حيشدا وسلاحا » غماذا من الممكن أن يكتب المراقئب الآن تعدما تحولت
الجريمة الى المبرر والوسيلة الوحيدتين لبقاء الحكم الاسرائيلي ؟.
15
تاريخ
أغسطس ١٩٧٣
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39485 (2 views)