شؤون فلسطينية : عدد 34 (ص 68)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 34 (ص 68)
- المحتوى
-
31/
نفسه »؛ ولا يكون شدفه في هاتين الحالتين وصف الماضي على صورة الحاضر » بل يكؤن
سعيه الاساسي » في غالب الاحيان » هو تفسير الماضي من وجهة نظر الحاضر » المرتبط
به في كل سياق اثئتاجه الادبي »2 وفيٍ الحالة الاخيرة لا يكون للاديب تقثريبا أي أهتمام
بهوية الماضي »© ولا يكاد يهتم به الا بالقدر الذي يجد أنه يعكس له الحاضر على النحو
الذي يود به معالجته . وبالفعل:» فائه من الامور المميزة للروايات التاريخية الاسرائيلية
التي ظهرت في تلك الاونة ان معظيها قد كتب وفقا للاعتبار الثالث . لقد كانو! يبتعدون
في تناولهم الى غترة بعيدة ليست على اتصال مباشر بالحاضر لا من ناحية تتابع الحدث
التاريخي ولا من ناحية تتابع الارث الروحي . ولكن غالبا ما يكون في هذه الفترة التاريخية
التي يتناولها العمل الادبي تشابه بأي حال من الاحوال مع الموقف الحالي .
والنموذج الذي يمثل هذا الاتجاه هو رواية موشيه تسامير » التي اشرت اليها سابقا :
«ملك اللحم والدم» »© التي مع كونها الاولى من دوعها فائها تفوق من ئاحية الانجاز الفني
الروايات التاريخية التى جاءت بعدها » ولا سيما روايات شسامير نقسه ( تدور هذه
الرواية حول شخصية الكسئذر جانيوس احد ملوك المكابيين ). وتتميز هذه الرواية
بالاوصاف !الحمية الممتازة : المناظر الطبيعية» واوصاف القتال» والانطباعات الواقعية.
ولكن حينما نأتي لقحص أهمية البعد التاريخي في الرواية نفسها نحصل على صورة
مميزة . أن الفترة الثي اختارها شامير مملكة الحشمونائيم في أوج مجدها وعلى حافة
تدهورها لم تكن حاسمة في صياغة الارث الثقافي الاسرائيلى في الخمسيتات من القرن
العشرين » وعلى الاخص لان الاديب هو من مواليد فلسطين الذين لا تربطهم صلة وثيقة
تماما بارث الغربيين » ولكن هذه الفترة بالذات من التاريخ اليهودي لها قوة جذبها
الخاصة لما تميزت به من أبهة تاريخية مصحوبة بمشاعر المنتصرين والمحتلين في ميدان
التتال . وهكذا وحد الاديب تسبيها للواقع الذي يعيشه هو نفسه »© وتمت 'صياغة الفترة
القديمة في يده كفنان رغما عنه نمثابة اتعكاس للحاضر . ان ابطالله بقدر ما هم
يعيشون في الواقع وليس في سطور الرواية هم اسقاط للنماذج المعاصرة وكذلك للروايات
الواقعية أشامير » والمشاكل التي تزعجه هي المشاكل الشخصية والسياسية التي
عالجها في رواياته « هوسار في الحقول ») و« فصول اليك » »© ولذا ظلت الحياة الروحية
للعصر اأتثاول وثقافته فوق مقدرة احتمال الرواية بالرغم من الجهود الكبيرة من اجل
اعطاء صورة دقيقة للفريسيين والصدوقيين وكذلك حتى للفيلسوف اليوناني . ومن هنا
غانه يمكئنا القول بأن هذه الرواية التاريخية ليست الا صورة دقيقة مزخرفة للحاضر في
مرآة الماضي » ولذلك فان وصفه يحوي حطا لقدر الماضي في اطار ادراك ابن الحاضر
أكثر مما يحوي توسيعا وتفسيرا لما هو مخني بين ثنايا اعمال الحاضر . وبالطيع » لا
يمكن انكار الانجاز الملحمي المهم في حد ذاته » ولكن المطلوب لم يتم تحقيقه وظلت المشكلة
قائمة كما هي . ان دائرة الموضوع السابق الصراع وحرب 1148 - قد تم قمذها
ولكنها لم تقتحم » كما أن القدرة على استقاء حياة غنية من الابطال وعلى ابراز شخصية
ذات انفرادية خاصة » لم ترد . وهكذا فان الرواية التاريخية :لم تفتح مجالا جديدا
للموضوعات ؛ يمكن المداومة فيه » ولم يرتفع انتاج الادب الاسرائيلي الى مرتبة تطور
أعلى من التي وصل اليها قبلا .
العودة الى الحاضر بخوائه |
حينما لم يجد الادب الاسرائيلي في الرواية التاريخية ما يشبع نهمه نحو البحث عن
موضوع لم يدق امامه من خيار سوى العودة والتمعن في الحاضر على ما:هو عليه )
بوحسته وخوائه وضجره » واختياره كموضوع للانتاج الادبي . وبالفعل © فاته في
بغض القصص. والروايات التي رأت النور في فترة ما بعد حرب 1158 » وف السنوات - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 34
- تاريخ
- يونيو ١٩٧٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39488 (2 views)