شؤون فلسطينية : عدد 36 (ص 100)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 36 (ص 100)
- المحتوى
-
00
تحولت الى حركة معادية للتقدم في مرحلة نمو الرأسمالية وتصاعد حركات التحرر
القومية . ولذا فان هذه الدعوة القومية البرجوازية تحتفظ لنفسها من صفات البرحوازية
دأسوأ هذه الصفات » أى المتاجرة والاستغلال والسيطرة . « ان قومية اليهود الوهمية
هي قومية التاجر » قومية رجل المال » والتحرر اليهودي في معناه الاخير هو تحرير
الأنسان من اليهقودية ل 5"
فالدعوة اليهودية القومية » كغيرها من الدعوات القومية الاخرى التي نشأت في
اوروبا ف منتصف القرن الماضي واأواخره ؛ هي دعوة البرجوازية اليهودية ؛ الناتجة عن
والمرتبطة بعصر انتصار الرأسمالية على الاقطاعية ويدء البحث عن سوق وطئية مستقلة
الا ان الدعوة القومية اليهودية » والتي تشكلت على اساسها الحركة الصهيوئية »
تختلف عن بأقي الدعوات الاوربية في شسيئين أساسيين : ١ لم يكن لليهود أرض ولغة
واقتصاد وثقافة مشتركة ؛ وبالتالي لم يكن لهم « دولة ثومية » يهدفون الى تأسيسها
بازالة الحدود بين اجزائها » في حين ان هذا كان متوفرا للالمان والرومانيين والايطاليين
وغخيرهم . ؟ ل أقترنت الدعوة القومية اليهودية بالدعوة الى تحرير اليهودي مسن
أخطهاد المجتمع لله . وبالتالي تهجبر هذا اليهودي من وطنه الذي يعيثى فيه سواء كان
المانيا او بولونيا او روسيا ؛ الى وطن اخر مستقل وخاص به واستندت هذه الدعوة على
الدين اساسا للوصول الى أوسع الطبقات الكادحة والفقيرة » واثارة حسها الديني
وترسسياأتها التاريخية العميقة وتطلعاتها المشروعة للعيش بسلام في مجتمع يتساوى فيه
الاقراد على اختلاف اديانهم . هالدعوة القومية اليهودية التي تبنتها وهدفت الى تحثيقها
الطبقة البرجوازية اليهودية حسب نصوص مغكري هذه الدعوة تهدف الى تحرير
اليهودي من الاضطهاد والغربة والانعزال !!
من المؤكد والثابث تاريخيا ان الطبقة البرجوازية اليهودية لم تكن تعاني من الاضطهاد
والغربة » بل على العكس من ذلك ؛ كانت هذه المطبقة ؛ يما تراكم لديها من رأس مال
سائل وخبرة تجارية عريقة » تشكل شريحة فوقية بارزة في المجتمع ؛ وقادرة على
التحكم في سياسسة البلد الذي تعمل فيه ؛ وكانت البيوتات المالية اليهودية المشهورة
أمثال روتثسيلد» وهيرش وغيرهما تحتل مواقع اقوى بكثير من رجال السلطة والسياسة
المسيحيين قِ هذه الدولة أو تلك » وبالتالي فان المطلوب تحريره وايحاد وطن له ليس
بالتأكيد تسرائح هذه الطيقة التي تتربع على قمة السلطة والثورة ؛ بيدليل انها لم تزعج
نفسها حتى بمجرد التفكير بتبديل الوطن الذي تحيا فيه » والهجرة إلى الوطن القوم
اليموودي العتيد » وكان حبسيها أن تلقي دفتات من آمو الها الهائلة المكدسة على شسكل
هبات خيرية لمن افلحت الحركة الصهيونية باتناعهم بالهجرة الى الارجنتين ثم الى
خأسطين لتأسيس الدولة القومية اليهودية هناك .
فالدافع الرئيسي اذن خلف هذه الدعوة القومية البرجوازية كان في الاساس نمو
الطبقة البرجوازية اليهودية الى جانب زميلتها البرجوازية المسيحية » وحاجة كل من
هاتين الطبقتين الى توفير سوق مستقلة خاصة بكل منهما . الا ان تثبيت الراسمالية
وانتصاراتها المتوالية وبدء البحث عن اسواق جديدة خارج حدود الدولة القومية ذاتهاء
ووفرة هذه الاسواق في القارات الثلاث آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية » أدى الى
المصالحة بل والتعاون بين هاتين البرجوازيتين وسهئل تحالفهيا من أجل مصلحتهما
المشتركة الني تتطلب منمها التحالف من أجل الهدف المشسترك : السيطرة على الاسواق
القديمة والجديدة . كما تتطلب منهما التضامن ضد العدو المشترك : الطبقات الكادحة
وتنظيماتها الديمقراطية الاشتراكية والتي بدات تشسكل خطرا يقينيا بالنسبة اليهم . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 36
- تاريخ
- أغسطس ١٩٧٤
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10270 (4 views)