شؤون فلسطينية : عدد 45 (ص 74)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 45 (ص 74)
- المحتوى
-
زف
العالم الذي عاشته اليهودية عبر القرون الخالية . وعندما كتب أحاد هاعام رسالته
« قانون القلب » لم يجد بدا من التنديد بالحياة الثشاذة التي عاشها اليهود وعجزهم عن
الاستجابة للعالم الخارجي ٠. ولكن الرائد الصهيوني نفسه وتع في نفس المركب الذهاني
من زاوية المحافظة والنظر الى الوراء والحنين الى رحم الام بدعوته الى الرجوع الى
ما قبل التوراة الى سني طفولة الشعب ( حيث كان القشسعب بريئا من الاثم ) ٠
0 التهرب من الواقع » هو الصفة التي لفتت نظر اللجنة الملكية البريطانية في يهود
فلسطين سئة 091555).
لا يملك المختص بعلم النفس أمام هذا الاستعراض الوجيز غير أن يجد نفسه حيال
صورة من صور الكاآبة الذهانية ولن يحدوه ألى التردد سوى انها تتعلق بشعب لا
بفرد . ومن رأيئا أن معاناة المجموعة لعلل نريطها عادة بالافراد أمر لا يساعدنا فقط
على تفسير سلوك المجموعة بل سيعين ايضا المختصين على غهم كثير من معاناة
الافراد . وعلى كل غطالما لفت الجانب رواد الحركة الصهيونية سواء بن بوروخوف او
برئر أ بنسكر . تساءل برئر هكذا : « حقا أن أدبنا يعاني ما يعانيه الرجل العجوز
من اضطراب . أنه أدب بياثولوجي جدا . أعصابه يحطية ومحيطه ميزق . وقد
أصبحتث حياتنا ذاتها حياة باثولوجية . أفيمكن أن ينجو احتقار النفس الذي نحمله من
ان يكون هو أيضا باثولوجيا ؟ » 1
للموضوع طبعا بعده السياسي العملي الخطير . ويتجلى ذلك من فهم ميكانيكية
مركب الاثم والكابة . على الرغم من محاولة التخلص من الاثم يجد صاحبه ئفسه يلف
وبدور حول ذات النقطة التي يريد نسيائها . انه مركب ذاتي الحركة يوقد نفسه ينفسه
الى أن يجد الشخص نفسه مضطرا الى اعادة تمثيل الصدمة الرضية ٠ ولكنه ما ان
ينتهي من اعادتها حثى يكون الاثم قد زأد عمقا وتفاقما . الموقف الظبيعي للشعوب هو
قبول سمئة الحياة : الولادة فالثمى ثم الموت والإنحلال . ولكن العقدة التي أتينا إلى
ذكرها حالت دون قبول بئي اسرائيل نفس المصير . فراحت آلية الاثم تعيد التجرية
نلو التجربة . لا يملك القاتل غير ان يعود الى مشهد الجريمة . وفي عصرنا هذا
تضافرت عوامل موضوعية لاعادة التجرية مرة أخرى على يد الحركة الصهيوئية ,
اذا قيلنا بذلك نستطيع أ ن نفهم لماذا استطاع زعماء الصهيونية تحقيق المعجزة تلو
الملعحزة الا معجزة وأحدة ؛ أبسط المعجزات وأيسرها : الوصول الى تقاهم هم مع
جيرائهم . انه يتناقض مع النزعة الانتحارية وآلية الصدمة الذهائية . طلما ادعت
تل ابيب بأنها تريد أن تعلم العرب درسا. الدرس الوحيد الذي نجدها نجحت في تعليمه
للعرب هو فن الحرب » كيف يقاتلون ويباغتوئها . هل كان ذلك مجرد صدفة ؟ ليس
هناك نيع اسمه صدفة في سلوك اليشر ٠ هناك شيء أسمه لاأشعوري .
طالما ادعت انها تعمل للسلام والسكينة . لثلاث سئوات تقريبسا ساد اللمسلام
والسكيئة جبهة الاردن بعد أن كامت عمان بتصفية العمل الفدائي العلني 5 وعندما دا
كيستجر بفصل القوات أصرت ثل ابيب على عدم أعطاع أي شيء للاردن ٠ قصرت
تنازلاتها على مصر وسوريا ؛ الدولتين اللتين عاجمتاها على حين غرة ٠. هل كان ذلك
تشجيعا للامان والسكينة ؛ آم مكافأة لمن يشصحذ سيفه للاجهاز عليها ؟
البعد السياسي الآخر هو ان لذهان الكآبة جائبا مسعورا مانياي ٠ وغاليا ما يتوالى
الجائيان توالي الليل والنهار . وعندما نكون في الدور المائي نمتلىء حيوية ونشاطا
وقدرة الى حد شاذ يكتسح كل من يقف في طريقها . ومن رآينا أن تاريخ المجموعة
عتصقكا . - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 45
- تاريخ
- مايو ١٩٧٥
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39492 (2 views)