شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 41)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 41)
- المحتوى
-
ولقد كانت التبدلات السياسية التي شهدتها بلدان التماس مع المشكلة الفلسطينية
فرصة لبروز هذه القوى ووصولها الى السلطة ٠ وكان مميزا لهذا اليرون انه
جاء على يد قوى عسكرية اشتركت اشتراكا مباشرا في حرب ١5148 » وخبرت .
بتجربتها المحسوسة ٠» نقاط الضعف العملية لسياسة الحلف الاقطاعى -
البرجوازي حيال هذه المسألة الهامة » وفي مقدمتها نظرته الى المعركة فى
فلسطين بوصفها محصلة للتناقض مع اليهود والحركة الصهيونية . وليست
أحد اشكال التناقض الاوسع والاعم . مع الامبريالية نفسها ٠ وبما ان الحلف
الاقطاعي البرجوازي خاض ١ معركته » مع الصهيونية على ارضية تحالفه مع
الامبريالية م عل ى الرغم من أن هذه هي التي أقامت الكيان الصهيونى . او خلقت
٠ على الاقل » شروط الحياة والوجود » فان مجيء القوى الجديدة الى السلطة
5 بوابة فلسطين رافقه تقدم في النظرة الى التناقض الرئيسي ٠ كتناقض بين
الامة العربية والامبريالية العالمية وفرعها الصهيوني المحلي ٠ ولكن هذا التقدم
لم يلبث ان عانى من نقطة ضعف اساسية » حين توسعت المعركة مع الامبريالية
واشتدت » ثم امتدت الى الطبقات الداخلية الموالية لها » وانتشرت لتشمل
مشكلة التجزئة العربية ٠ فقد سارت هذه القوى على خط أساسه تأجيل حسل
التناقض مع العدى الصهيوني » ريثما يحل التناقض مع القوة المعادية الرئيسية.
وهي الامبريالية ٠ هكذا سارت القوى الجديدة » رغم ضربة ١507 » التي برهنت
على ان حل التناقض الرئيسي مع القوة الاساسية يجب ان يشمل حتما الفرع
المحلي للامبريالية » والا استخدم كاحتياطي ميداني ضد حركة هذه القوى
الجديدة 2 في سياسة حصر الخطر الصهيوني » وجعله مقتصرا على فلسطين ,
وعدم استفزازه بأي شكل جدي » ريثما تكون المنطقة قد تحررت من الامبريالية :
ومال ميزان القوى لصالح الحركة الذورية الديمقراطية العربية ٠ هذا الفصل
العملي ٠ يذكرنا بالفصل السابق الذي اجرته القوى الاقطاعية والبرجوازية ,
حين تحالفت مع الامبريالية وخاضت معركة دفاعية ضد الصهيونية » وان اختلفت
طبيعته عن الفصل السابق ٠ اذ لم يقم هنا حلف مع الامبريالية . بل قامت
جبهة ضدها . وان بقي النضال ضد العدو الصهيوني سلبيا وفي طور الدفاع
وعلى الرغم من ان القوى الجديدة كانت ترى بأم عينيها كيف تتحول معركتها
في المنطقة مع الامبريالية الى معركة مع مرتكزاتها المحلية » وخاصة مع الكيان
الصهيوني ٠ فانها لم تنجح في نقل سياستها الهجومية المباشرة حيال الامبريالية
الى المجال الفلسطيني بل بقي وضعها هنا متسما بالجمود والسلبية ٠ لكنسةه
سيكون من قبيل التضليل الزعم بآن سياستها لم تكن تؤثر على الموضوع
الفلسطيني ٠» اى تصب فيه بصورة من الصور » اذ ان معركة هذه القوى مع
الامبريالية كانت » في حال نجاحها » ستخلق الاساس الوطيد لمعركة اخرى تؤدي
الى حسم الصراع العربي الصهيوني لصالح الامة العربية . بمرور الزمن ٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 71
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39480 (2 views)