شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 48)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 48)
- المحتوى
-
/وٌ
وهذا سينعكس بدوره على موضوع الاولويات السياسية بأسره , فالاولوية
لن تكون لليناء الداخلي الذي يعقبه تحرير خارجي ٠» بل ستكون للمعركة في
أوجهها المختلفة , ولمراكز الثقل الاكثر تأثيرا من سواها بين العناصر المختلفة
لهذه الاوجه ٠ هكذا لن يكون هناك بناء داخلي ومعركة خارجية كقطاعين
منفصلين ٠ بل سيكون ثمة عملية واحدة مترابطة » ذات مراكز ثقل متحولة من
فترة لاخرى ٠ وضمن سيرورة متدفقة الى أبعد حد ممكن ٠ لكن خلق مثل هذا
الوضع يتطلب شرطا اوليا واحدا لامهرب منه :
فمن المعروف ان قضية فلسطين .هي جزء من ذورة ديمقراطية عريية معادية
للامبريالية » وان هذه القضية هي احدى روافع التقدم الاشتراكي العربي » والا
فانها » في الحالة المعاكسة . ستصبح قيدا على التقدم . وحاجزا امام الثورة
الديمقراطية ( بعضهم يريد بناء الاشتراكية وهو مستسلم ديمقراطبي اامام
الامبريالية !! ) ٠ لكن الثورة الديمقراطية تعني التحرر من السيطرة الخارجية
أولا » والتخلص من آثار هذه السيطرة على الصعيد الداخلى ثانيا ٠ وهذه
الآثار تتجلى في التجزئة والتخلف العربي الذي ينتج نفسه ويتكاثر ٠ وقد كان
شائعما حتى الآن ان حل هاتين المهمتين هى في الوقت نفسه حل » غير مياشر ,2
للقضية الفلسطينية . ولكن ضمن ترتيب لالآولويات يضعها في نهاية لائحة
المهمات ٠ أما الآن » وبعد هزيمة ١977 , فان هذه الفكرة قد اثبتت خطلها ,
وصار جليا ان القضية الفلسطينية ليست ذات وجه عربي وحسب » بل هي ذات
بعد دولي ايضا تكمن وراءه قوى قادرة على ترجمته دوما الى هجوم معاكسس
صاعق على انجازات الثورة الديمقراطية في بعديها الخارجي والداخلي ٠
لكن هزيمة ١1971 أثيتت امرا آخر » وهو .ان القوى القائدة للثورة الديمقراطية
قد عجزت عن السير في هذه الثورة الى نهايتها » بل وعجزت حتى عن حمايتها :
وعن رسم الخطط الصحيحة لمسارها » وعن تصور مجرياتها ولو تصورا تقريبيا ٠
والآن نجد انفسنا أمام قوى أخرى تتنطح لقيادة مهمات قورة ديمقراطية
« معكوسة » الى حد كبير ٠» تقوم على ان انجاز مهمات هذه الثورة ليس ممكنا
من الناحية الواقعية , الا بالاستناد الى نفوذ الامبريالية » وهذا يدل عمليا على
الطبيعة الطبقية لهذه القوى ٠ التي صرفت الثورة الديمقراطية عن طابعهاا
المعادي للامبريالية » وسارت بها في طريق يرجوازي » محولة اياها الى ثورة
ديمقراطية ( على الصعيد النظري ٠ مركوبة على الصعيد العملي ) برجوازيية
سندها الاساسي هى الامبريالية ٠
هذان التطوران . على صعيد القوى القائدة. للثورة الديمقراطية » وعلى
صعيد التحول الذي اصاب هذه الثورة » ونقلها من رافع للتقدم نحو الاشتراكية
الى بوابة للتطور البرجوازي الرأاسمالي ٠ كان وراء الهبوط “الذي شهدته - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 71
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39483 (2 views)