شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 166)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 166)
المحتوى
١156
والنية الواضحة وراء هذا التفكير . هي تبرير وجود دولة اسرائيل وتبرير سياستها
التوسعية والامبريالية » عن طريق حملة تريد التدليل على انه 2 خلافا للرأي الشائع
. المقبول , فان اليهود لم يجدوا قط في العالم العربي ‎٠‏ أرضا صديقة .. كما انهم لن
يستطيعوا أبدا ان يعتبروا جزءا لا ينفصل عن الشعوب العربية التي استوطنوها
ونحن ندرك هنا أن هده الحجة تشكل عنصرا حاسما في الستراتيجية الصهيونية ورهانا
على جانب كبير من الاهمية ‎٠‏ .وقد تولى البير ميمي الاضطلاع بهذا العمل الفريد جاعلا
من نفسه ضمير العصور الحديثة . مغرقا في الادعاء والصلف . مما يجعله لا يستحق
أكشر من هزة كتف »2 لولا ‎٠٠-٠‏ فلنناقش موقفه اذن ‎٠‏ في مقدمة كتايه : « يهود وعرب »»,
كتب يقول :
« اكتشف في نفسي الان . ان شهادتنا » نحن اليهود المولودين في البلدان العربية ‎٠‏
‏لم تجد . عمليا , آذانا صاغية. » ‎٠‏ وبالامكان أن نساآله عمن كلفه بأن يتحدث ياسم
مئات الالاف من اليهود العرب ‎٠‏ لنتابع . مع ذلك ء. ركيه : « الا ان هذه الشهادة هي
مع ذلك شهادة اساسية » ‎٠‏ يا له من تواضع جم يدشن به ميمي حربه الصليبية التي
يريد من ورائها التدليل « على ان الحياة المثالية لليهود في الاقطار العربية ما هي الا
اسطورة » ‎٠‏ وتبلغ هذه الشهادة اوجها حينما يصطنع هذه اللهجة المؤثرة
ه صحيح أن العرب تعرضوا للاستعمار 2 ولكن ماذا نقول اذن عن انفسنا نحن !
الم نعش طوال قرون مستعبدين ‎٠»‏ مهانين مهددين ‎٠‏ ومعرضين للمجازر في فترات
منتظمة ؟ من جانب من ؟ ألم يحن الوقت ليسمع الناس كلمتنا في هذا الموضوع : من
جانب العرب المسلمين » ‎٠‏ أمام ضخكامة هذا الافتراء المقصود >2 نفهم كون الصمت
أضحى مستحيلا . والفضيحة لا تقف عند مستؤى الزعم والادعاء 2 بل تتمثل ايضا
وخاصة في الاحكام المستترة التي يستتبعها مثل هذا الحكم ‎٠‏
ان ذية البير ميمي , رغم تسترها , لا تدع مجالا للشك ‎٠‏ فهى عندما يصرخ مطالبا
بكشف الحقيقة عن اليهود العرب , بينما تركز الاهتمام 2 لحد الان 2 على مصين يهود
اوروبا الوسطى ‎٠‏ يرمي مت وراء ذلك الى اقامة تواز بين الوضعيتين ‎٠‏ ألا يقول في
نفس الكتاب :
0 ومنازكة_ أيضا .: لا متازل ( اليهود ) الالمان والبولونيين فحسب »2 قد اقتلعت
وحطمت و تشتتت ‎٠٠٠‏ »2 انه يريد بهذا القول ان يقيم توازيا بين وضعية اليهود العرب
بش اذا سلمنا لحظة بانها مطابقة لا وصفه ميمي , وبين التأسيس المنهجي والمقصود ,
لخيمات الابادة الهتلرية التي ألم يعرف التاريخ لها مثيلا *
ان اي يلد عربي لم يعرف » على غرانر الانيا الهتلرية . مثل هذه السياسة الابادية
التي تحولت الى مؤّسسة للدولة تكون أحد أسس ومبررات وجود النظام النازي » ونحن
نتحدى البير ميمي ان يبرهن على عكس ما نقول ‎٠‏ وليست محاولة دحض تهمة بدون
أساس عن العرب هي التي يجب .ان تثير الغفضب ‎٠٠‏ فالايحاء 2 عن طريق الزعم ,
بامكانية عقد المقارنة بين شيئين لا تصح المقارنة بينهما 2 يشكل سبة في حق ذكرى
الضحايا » كما يشكل تسامخا ضمنيا مع النازيين لانهم . حسب منطق ميمي ‎٠‏ ليسوا
الوحيدين الذين ارتكبوا جرائم باسم لا سامية كونية ‎٠‏ قد يدعي صاحب ‎«١‏ تمثال الملح.»
بأنه قصد الى الحديث عن وضعية اليهود العرب فقط , ولكن هذه التجزئة هي التي توحي
تاريخ
أكتوبر ١٩٧٧
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)