شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 175)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 71 (ص 175)
- المحتوى
-
١ 7ع
الآمارات الدالة على موقف عنصري ينفي كل ما هى شرقي ( يهوديا كان اى عربيا )
خارج النسق الاسرائيلي » وذلك عن طريق أقامة علاقة داخلية بين الاصل العرقي وبين
الموقف المطلبي » ' ويضيف الكاتب فيما بعد : « هم اذن ,. داخل اسرائيل يمثاية يهود
اليهود : دائما على خط ٠ ومهما فعلوا فان افعالهم لا تزيد على أن توكد » في اعين
الضمير الطيب اليهودي الاوروبي , وضعيتهم الدنيا ٠ وعن طريق تزحلق للمعنى , خاص
بالمجتمعات العنصرية اى الاقطاعية فان « الدونية الاجتماعية تعتبر دونية داخلية
( نفس المقأل المشار اليه سايقا ) .٠
5
هناك عدة استنتاجات يمكن استخلاصها من هذا التحليل السريع ٠ وفيطليعة ذلك ,
ما نحاول اظهاره : وهو ليس فقط تاكيد الشخصية اليهودية التي تسمى خطا بالشرقية ,
بل اكتشافها ٠ فامام النكران العنيف من جانب الدولة الاسرائيلية , والشكوك المتولدة
من الهجرة والمذكاة من طرف الايديولوجية الصهيونية » نجد ان الهوية اليهودية
السيفارادية ( الشرقية ) قد تاكدت بقوة ومعها تاكدت : ولى بدرجة أقل وضوحا , الثقافة
التي تحملها وتغذيها : اي ثقافة العالم العربي ٠ ان هذا الوعي يتاكد قبل كل شيء
على الصعيد الديني والروحي ٠ نكتشف ان يهودية الاقطار الاسلامية ليست ديانة بدائية
ولا ديانة منبوذين ومسترقين حسب الرؤية الصهيونية » بل هي تعبير عن ارقى الروحيات:
وقد شهد بذلك الدكتور ايروين روزنتال المستشرق والمؤرخ » عندما كتب يقول : « باستكناء
عهد التلمود ؛ لم تكن هناك ٠ بلا أدنى شك , فترة اكشر ابداعا وايجابية في تاريخنا
الطويل المليء بالمرتفعات والمنخفضات , من الفترة التي وصلت فيها الامبراطورية
الاسلامية الى البحر المتوسط والى المحيط الهندي » ٠ ا
وفيما يتعلق خاصة بالمغرب وتونس ٠ فاننا نسجل في اواخر القرن العاشر الميلادي
مثلا . ازدهارا استثنائيا في مجال تجويد النصوص التشريعية الحلقية والتلمودية التي
تطورت في افريقيا الشمالية ٠ وكان مركز الدراسات التلمودية الممتاز يوجد في القيروان
ويليه مركز مدينة فاس » والى جانبهما مراكز سيتة ومكناس ودرعة , وسجلماسة ,
وأغمات ٠ وتلمسان وغفصة ٠ كذلك ازدهرت الدراسات اللفوية بشكل لم يتقدم له نظير
وكان من نتائج ذلك وضع النحو العبري » واللسانيات المقارنة ٠ ( عن كتاب اليهود في
افريقيا الشمالية » سيق ذكره ) * وكان يهودا ابن قريش من تاهرت هو الذي قدم ,
ني رسالة بعثها الى عشيرة فاس , نظرة اجمالية عن اللسانيات المقارنة ٠ وكان الشاعر
اليهودي المغربي دوناش ابن لبرات يعرف العبرية والعربية » ويتمتع شعره باصالة تتمثل
في صياغته على طريقة الشعر العربي ٠ ونذكر ايضا اسحاق الفاسي ١017( ب 01٠١
الذي نقل من القيروان الى فاس المركز اليهودي للتشريع وهى في اوج ازدهاره ٠ ان
مجموع تاريخ المغرب وافريقيا الشمالية يشهد على هذه الحياة الثقافية والروحية الكثيفة
والتي لا يمكن ان نعتبر الفيلسوف ميمونيد هو نموذجها الوحيد كما يظن البعض ٠
لكن ٠ اذا كان لم يعد بالامكان مناهضة الهوية اليهودية الشرقية على الصعيد
الروحي ٠ واذا كانت خصوية التقائها بالاسلام ويمجموع الحضارة العريية أضبحت
واضحة اكثر فاكثر , فان جميع المعضلات لم تحل بعد » فاذ! كانت هذه الهوية مطلوبة
بصوت مرتفع داخل اسرائيل وخارجها على السواء ٠ فان ذلك لا يتخذ شكل مشروع
وحيد 2 واضح وصريح ٠ علينا ان نحترز من الاعتقاد بأن هذا الوعي قادر على تكوين
حركة . متجانسة ذات اهداف محددة خاصة على الصعيد السياسي ٠ نكون أقرب الى - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 71
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٧
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)