شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 112)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 112)
- المحتوى
-
155
تناقضات ضروردة
ذلك .ان الامبريالية وهي تجايه حركة النضال العربي تجد نفسها أسيرة تناقض
متعدد الوجوه يدفع بازمتها الى المزيد من التفاقم . ويزلزل بالتالي دعائم الواقع
الاقليمي الى ابعد حد ٠
فالامبريالية تريد من جهة تجزئة الوطن العربي وتعميق الانقسامات فيه الى درجة
التفتيت 2 ولكنها تريد من جهة أخرى ان تقيم تحالفا بين الانظمة بوجه حركة
الجماهيز بحيث تحمى هذه الانظمة بعضها بعضاأا الامر الذي يخلق درجهة سس
التضامن تتناقض مع جو التفتيت الذي تريد خلقه ٠٠
والامبريالية تريد من جهة ان تنهب الخيرات والثروات العربية برمتها اذا
أمكنها ذلك . لكنها تدرك انه لا مد من ان تتزك فتات هذه الثروات بيد الطيقات
الحاكمة كي تتمكن من البقاء في سدة الحكم ١ أن هذا الفتات من الثروة نفسه يصبح
الى حد ما عامل تكامل اقتصادي حين يحتاج الى يد عاملة وخبرة ومواد اولية
قد لا تكون متوفرة في الاقليم ٠ صاحب » الثروة فيضطر الى استيرادها من الاقطار
الاخرى ؛ كما قد تحتاج هذه الثروة الى شيء من الحركة باتجاه عواصم عربية
اخرى بحثا عن فرص استثمار او دعما لاوضاع سياسية معينة مما يحكم مسن
الروايط بين الاقطار في حين ان مخطط الامبريالية يقوم على تعميق التجزئة
وتخليدهها ٠
ومن جهة ثالثة فان الامبريالية بالقدر الذي تريد فيه سيطرة كاملة على الموارد
النفطية وغير النفطية للامة العربية » تريد ايضا ان تحول السوق العربية الى مستورد
ضخم للسلاح الاميركي باعتبار ان الدور الاقتصادي لصناعة الاسلحة والصناعات
المرتبطة بها في الولايات المتحدة يتزايد باستمرار ٠ وان هذه الصناعة قد أصبحت
منذ زمن طويل , احد المصادر الاساسية للاستثمار والنمو في الاقتصاد الاميركي ,
ان تحويل الامة العربية الى سوق للسلاح الاميركي يتطلب بالضرورة زيادة
الاحساس بالخطر الخارجي لدى بعض الاقاليم والاقطار سواء كان هذا الخيشر
صهيونيا أو أيرانيا أو غير ذلك ٠٠ وهذا الاحساس بالخطر يوّجج بالتالي المشاعر
القومية . ويعمق بالتالي الحاجة الى المزيد من التضامن والوحوة ٠٠١٠
التناقض التاريخي للحركة الصهيوذية
. كذلك فان الاستراتيجية الامبريالية في المنطقة تقوم على ركيزتين هامتين هما
« الاستقرار النسبي » للاوضاع المراهنة والمصالح الامبريالية فى المنطقة , و « البقاء ©
الدائم الثابت » للكيان الاسرائيلي كمخفر حراسة ركيسي لهذه المصالمح ٠٠٠0 واذا
كانت السياسة الامبريالية تنجح في أوقات عديدة في التوفيق بين هذين الاعتبارين
الا أن الطبيعة العدوانية والتوسعية والاستيطانية للحركة الصهيونية تشكل مصدر
احراج وارياك دائم. للاوضاع العربية . فتجعل الانظمة العربية » مهما يالغت في
تنازلاتها امام واشذطن وتل ابيب , عاجزة عن الحصول على اي تنازل معقول مسن
الكيان الاسرائيلي . كما تصبح بالمقابل عاجزة عن اللجوء الى. الحرب كؤسيلئنة
للضغط باتجاه انتزاع يعض المكاسب ٠ لكا - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 76
- تاريخ
- مارس ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22747 (3 views)