شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 115)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 115)
- المحتوى
-
١١ ع
ولقد كان لبنان المجال النموذجي لبروز هذه الاتجاهات: على اوسع شكل ٠
فلقد ترنحت الفكرة الكيانية اللبنانية طيلة. حرب السنتين تحت ضربات اتجاهين
متناقضين :
الاتجاه الاول الذي عبرت عنه اكثرية الجماهير اللبنانية وقواها الوطنية
والتقدمية 2 وهى اتجاه عربي ذو نزوع وحدوي عبر عن نفسه في التلاحم المصيري
مع الثورة الفلسطينية ياعتبارها طليعة حركة التحرر العربية من جهة . ونظضرا
لكونها قوة صدامية في وجه اطماع اسرائيل ونواياها التوسعية في ارض لبنان ٠
الاتجاه الثاني الذي عبرت عنه الجماعات الطائفيية الانعزالية التي رفعت
شعارات التعددية واللامركزية لتظهر ان تمسكها السابق , بالكيان اللبناني لم يكن اكثر
من ستار لاخفاء مصالحها الطبقية وامتيازاتها الطائفية
وتجلت المفارقة بايرز اشكالها حين ظهر ان العروبيين والتقدميين والوطنيين
وحتى الفلسطينيين 2 هم الاكثر تمسكا موحهدة لبنان « وان 0 القوميين اللبتانيين «
هم دعاة الانكفاء الى كانتونهم الطائفي الذي لا يشكل اكثر مسن ““"/ من ارض
لبنان ٠٠ وهم المنظرون ( للتعددية الحضارية ) و ( الثنائية ) الخ ٠
ومن هنا كان لا بد للخطة الامبريالية الصهيونية ان تسير بالاتجاهين اللذين
قررتهما لمجابهة الاوضاع العربية :
١ تشجيع « التقسيميين » على المزيد من السلوك بشكل تقسيمي توتيري يهدد
بنقل الصراع الى خارج لبنان ٠
؟ التهديد المستمر بامكانية احتلال الجنوب اللبناني من قبل اسرائيل ٠
ان هذه « التجربة اللبنانية » بكل ابعادها مرشحة للانتقال بدرجة او باخرى ,
بصورة مشابهة او بصورة مختلفة ٠ الى اقظار اخرى , حيث اصبح واضحا ان
الاطار الاقليمي او القطري اصبح عاجزا ومازوما ومترنحا ٠٠
غير ان هذه المخططات الامبريالية والصهيونية بحرصها على تفجير كل المصالح
والنزعات الطبقية الطائفية والعنصرية والقبلية في وجه حركة الوحدة العربية انما
تثير لدى الاكثرية العربية الواسعة المنسجمة اجتماعيا وقوميا ونفسيا شعورا
بالخطر المصيري يهدد وجودها في كل قطر , وفي كل موقع ؛ مما يدفعها تلقائيا
الى تنظيم جهودها باتجاه الحل الوحدوي ٠
ذلك ان الحل الوحدوي الاشتراكي الديمقراطي لم يعد حلا لمشكلة الامة العربيية
ترابه » ويبدد كل المخاطر التي تحيط به ٠
واذا كان الحل الوحدوي التقدمي المطروح لمشاكل الامة العربية منذ اكثر مسن
ثلاثين سنة كان يجد تجاوبا في عقل المثقف وضمير المواطن » فانه قد اصبح
اليوم مرتبطا بحياته اليومية ٠ بامنه . باستقراره ٠ بحريته » بلقمة عيشه ٠
وحين ترتبط الوحدة العربية بالحاجة اليومية تصبح قوة من الصعب قهرها او
التحايل عليها » فهي التي ستفرض نضالها وادواتها وبرامجها ٠ وهي التي ستبني
حركتها الثورية ٠٠ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 76
- تاريخ
- مارس ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)