شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 218)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 76 (ص 218)
المحتوى
517
عامر كلها » قبل ان يتحردوا هم الاخرون ‎»٠‏ ويفعلوا به ما فعله الشيخ لاقي ‎٠‏
‏بعد ان قلل من هيبته وهيبة الباب العالي بين الناس ‎٠‏
ولان حافظ باشا كان ذا حظوة كبيرة لدى الوالي التركي في بيروت ‎٠‏ بل كان
شريكه بالاملاك على ذمة الشيخ عبد الحميد الحمد » فقد ارسل الى الستجقدار
في نابلس » يامره باسترجاع قطعان حافظ باشا فورا , وتأديب اهالي البارد ,
بان يسوقهم مشيا على الاقدام » وعقلهم في رقابهم الى قصر حافظ باشا في
جنين » كي يؤدوا له ولاء الطاعة راكعين علنا وامام اهالي القرى كلها » بعد
ان يشهدوا شنق زعيمهم الشيخ لافي الحمد , في الساحة امام السراي » بتهمة
التمرد على الباب العالي وقطع الطريق على اموال الناس وحلالهم ‎٠‏
ولكن الشيخ لافي ما كاد يعرف بتقدم جنود السنجقدان نحو البارد » حتى
ركب فرسه وتمنطق سلاحه ‎٠»‏ وفر الى الجبال مع باقي الرجال البالغين ‎٠.‏ يعد
ان نحر كل ما تبقى من ماعن الباشا في مدخلالقرية ‎٠‏ فساق الجنود الاتراك
كل من صادفوه من شيوخ القرية ونسائها بالسياط الى مقر حافظ باشا في
جنين ‎٠‏ بينما بقي قائد الحملة مع سرية كاملة للبحث عنه ومن معه في الجبال ,
وجره حيا او ميثا الى المشنقة , وخاصة بعد ان صحا الناس فى الليلة التالية ,
على تلك الصاعقة الحارقة ‎٠‏ التي انزلها الله على زيتون حافظ باشا من دون
خلق الله » في كل الجبال وفي جميع القرى مرة واحدة » حيث ظلت النيران
تلتهمه لعدة ايام متتالية » دون ان يستطيع رجال حافظ باشا انقاذ سوى القليل
منه » بعد ان سخر الاتراك الاهالي في القرى المجاورة لقطع الاشجار امام النيران
لحصر الحريق ‎٠‏
ويشهد الذين رأوا حافظ ياشا تلك الليلة » حين ايقظه الخدم ليخيروه بما
حل بزيتونه ‎٠‏ انه شهق من الفيظ وراح « يلعبط » كالثور المذبوح وهى يشد بكلتا
يديه على صدره ‎٠‏ والزبد يرغي على شفتيه » وهى يكاد يختنق ‎٠»‏ ولولا ان لحق
الطبيب بّه على اخر رمق , لكان لفظ انفاسه وارتاح الناس منه ‎٠‏ وسرعان ما
شاع بين الناس ‎٠‏ ان الشيخ لافي ورجاله » هم الذين احرقوا زيتون الباشسا
انتقاما منه على شنق خاله الشيخ: المبروك محمود الحمد امام السراي في
جنين » بعد ان افلت هى من بين يدي الاتراك ولم يستطيعوا القبض عليه ‎٠‏ وانه
سبب لحافظ باشا جلطة في قلبه . لا بد وان تقتله قريبا ‎٠‏
ولم يكتف الشيخ لافي بذلك » بل اغار بعد عدة ايام على الجنود الاتراك ,
الذين يبحثون عنه في الجبال ‎٠‏ وكاد دبيد هم لولا انهم تراجعوا : تحى المرج قيل
شروق الشمس ء ثم. راح يغير على « احواش » حافظ باشا وغيره من
الباشوات والافندية في قرى مرج ابن عامر ‎٠‏ مقسما انه لن يبقى « رأس. مطريش
تلعب الريح بذيله » . فذاع صيته بين الناس. » واصبحت جبال. البارد. قيلة
تاريخ
مارس ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 39480 (2 views)