شؤون فلسطينية : عدد 77 (ص 178)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 77 (ص 178)
- المحتوى
-
يكنا
وعندما اصبح عمري اثني عشرة سنة انتقلت مع العائلة الى القدس ٠ المسافة بين بيت
لحم والقدس هي ثمانية كيلومترات فقط ٠ لكنني اذكر عندما رحلنا من بيت لهم الى
القدس . احسست ائني رحلت من عالم الى عالم ٠ طقولتي في بيث لحم هي الاساس ,
عشقي للقدس جاء لاحقا لبيت لمحم ٠ أول ما فتحت عيني فتحتهما على طرق ضيقة مرصوفة
بالحجارة وفوقها عقود واقواس ٠ فتحت عيني على حواكير فيها انواع الحيواتات
والاشجار ٠ كنا عائلة مؤلفة من انفس كثيرة تعيش في غرفة ضيقة فيها شباك واحد ,
وفيما بعد » تتقلتا من متزل الى آخر ١ ويقي بيتتا غرفة واحدة فيها شياك على الاكثر وامام
الشباك عتبة » اصبحت فيما بعد طاولتي ومكتبتي ٠ بيت لحم كاتت بامنسبة لي مدينة
المسيح ايضا ٠ فأوجد ذلك صلة حية بيني وبينه ٠ قأناتشات في الحقيقة في مدرسة طائفية
تدرس فيها التعاليم الدينية . وتخدم القداس تهار الاحد ,2 وقي تلك السن الميكرة اذككر
ان صوتي كأن يعتبر حميلا كصوت أي طفل ٠ لذلك كنا أنا واطفال آخرون مثلي ٠ ملزمين
بأن نكون أول من يذهب الى الكتيسة صباح الاحد لنؤدي تراتيل القداس ٠ وكان ابي
شديد الايمان ٠ وكان على. اميته » يشعر أن ثقافته مستمدة من اللحظات التي يقضيها
في الكنيسة ٠ تحدثت عن ابي سابقا » كيف كان ينهض قي الرابعة من صباح يوم الاحد
ويذهب الى منزل الكاهن ليوقظه من نومه ٠ وكنت اذهب معه احيائا الى بيت الكاهن الكهل
لكي احمل ثياب الكهنؤت عنه الى الكنيسة ٠٠ كان المسيح مهما وحقيقيا ورائعا . كان
يخفف عنا كثيرا ٠ لم إشعر قط ان للفقر قدرة الى قوة تمنعني من تذوق الحياة والتمتع
بها .
اذكر اننا سكنا منزلا آخر مؤلفا من غرفة واحدة ايضا . وامامه ارض فسيحة وراءها
حواكير ووديان تطل على الافق البعيد » وكلها تدعوني اليها ٠ كنت اركض في الوديان »
افتش عن الحلزون ٠ اذهب الى المقاور استكشف اعماقها الرطبة المظلمة ٠ وغفي البيتث .
لكى اكون وحدي + كثيرا ما كنت ادرس فوق شجرة توت في الحاكورة ٠ كان لي الكثير
من الاحدقاء في مثل سفي ٠ كنا دائما في لعب مشترك وقراءة مستمرة - ومن اوائل
الكتابات التي كتبتها تلقائيا آنئذ في بيت لحم , مسرحية حاولنا تمثيلها نحن الاطفال ٠
كنا دائما نحاول أن نمثلء: تجتمع في الحاكورة ونقرر أن «نمثل» ! كان هذا منتاآثير وجود
مسرحيين في بيت لحم ؛ الاول تابع لدين الفرنسيسكان والثائي للسالسيان ٠ وفي هذا
الاخير كانت هناك فرقة مسرحية تمثل احيانا بالعربية واحيانا بالايطالية ٠ قبل ان ابلغ
التاسعة اى العاشرة , كنت أشاهد المسرحيات بيكثرة ٠ فدخلت فكرة الحوار وفكرة الصراع
في اذهانتا ونحن في هذه السن المبكرة » وريما كان لهذا صلة يعشقي للحوار الذي أكتبه
بكثرة في رواياتي ٠ رحلنا الى القدس وكانت تجربة اخرى في حياتتا ٠ كانت القدسن
مدينة اكبر نسبيا + سكنا في منزل مؤلف من غرفة واحدة ايضا . لكن منزلنا لم يكن
محاطا بالحواكير ٠ وانما يغرف اخرى تسكنها عائلات فقيرة مثلنا ٠ عشنا في حي يعمج
يالناس , لكثني لم اتمرهر من الفقر ٠ كانت الكتب تنقلني الى عالم آخر لاصلة له بالفقر
ويهذ! الصراع اليومي على الاشياء التافهة ٠ وفي القدس كنت على. صلة بعالم العمل ,
عالم النجارين والحدادين والحجارين » نجتمع في الحوش إاى في منزلنا , والحديث يدور
عن العمل وصعوياته ٠ كانت تجربة الحداة هنا اكثر قساوة من قيل بكثير + ولقد ذكرت
اشياء منهذه الحياة في قصتي القصيرة «الغراموقون» وفيروآايتي «السفيئة» ٠١ علىمقرية ,
من بيتنا كان هناك سوق الحيوانات يقام يوم الجمعة وياتي القرويون يحيواناتهم واغنامهم
لبيعها , واجلس في ركن جانبي منه وأرسم الحيوانات والناس - اما المكان الذى سكناه , - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 77
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)