شؤون فلسطينية : عدد 77 (ص 188)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 77 (ص 188)
- المحتوى
-
184
المأساة ء كلها يجب أن ترى ٠ والا فانا افضل الا اكتب ؛ ولا اظن ان روائيا يستحق
هذه التسمية سيكتب اذا لم ير هذه الامور يأسرها ٠ فانت كروائي تضع نفسك فيموضع
الرائي الكبير » وترى ٠ وتترك الباقي للقارىء ٠ أنا أرى الانهيار كشيء محتوم 2 وكل
ما يعني ذلك هن ماساة اصيحت ضرورية لحياة هذ! المجتمع ٠ قاليطل في الأمسساة
الاغريقية هى شخص كبير يعاني صدعا اخلاقيا يؤدي به الى الدمار » الى اختيار الموت»٠
يستطيع ان يختار احد موقفين ٠ الاول ينجيه ولكنه يسقطه لخلقيا ٠ ويقوده الثاني الى
مصرعه ولكنه يبقيه مهما كرمن مأساوي ٠ اذا لم ير الكاتب بطله بهذا الشكل قائه لن
يكتب مأساة ٠ قد يكتب كوميديا أى تاريخا حديثا . لكنه لن يكتب مأساة / قد لا اكون
وفيت الموضوع حقه ء لكنني لا اراه بالشكل الذي تراه انت . هذا الشكل الاولي الواضح,
لاني لا ازال ارى القضية يوصفها صراعا فاجعا بين شخصيات » بين ما تمثله هذه
الشخصيات من قوى خلقية او أجتماعية أى تاريخية : أما الناحية الثقافية , فانا ارى إن '
للمتقفين في العالم العربي دورا كبيراأ مهما حاولت يعض القوى حجيه عتهم ٠ لا يزال
المثقفون هم المغيرون وهم الثوريون الحقيقيون سواء حملوا السلاح في سبيل هذا التغيير
اى لم يحملوه , الثقافة هي التي تغير في النهاية ء واذ! لم تغير تكون قد عجزت عن
اداء دورها ٠ وقد تقول ان المثقف لا يفعل ٠ هذا صحيح أيضا الى حد ما , لان المثقف
بقدر تطلعه الى الفعل موزع ايضا ٠ يفعل الشك في نفسه كثيرا , لانه يرى اوجيسا
كثيرة للفكرة الواحدة . وهذا قد يمنع عنه اللقعل الايجابي ٠ وهذا أيضا ممثل مي
رواياتي : لكن الذي لا ريب فيه هو أن للمثقفين دورهم الاكبر في هذا المجتمم على
تناقضاتهم . وعلى الرغم من كل ما حدث إى يحدث لهم ٠
© أنهيار هذه اللطبقة المحددة التي تتحدث عنها يقع ضمن آلية تسريع ثقافي , حيث
تلعب الثقافة دورا اساسيا في هذه العملية ٠ لكننا نلاحظ غياب البدائل الموضوعية
عن رواياتك ٠ ان اتهيار الطبقة الاجتماعية هى وليد ظاهرة تاريخية محددة . وعادة
يحدث هذا الانهيار ضمن بدائل طبقية مطروحة ٠ في روايتيك الاخيرتين : لا وجود
للبدائل ٠ عدنان طالب يقتل الاقطاعي دهن أن يكون بديلا له ٠ تتكرر هذه الظاهرة في
« السفينة » 2 حتى انك كنت مترددا بين أن تغرق السقينة في البحر أو تعود بها الى
اليابسة وتقيم هذه المصالحة الاخيرة , الشخصية أذ! اردتا ؟
لا تعالج « صيادون » فئرة محددة هي فترة اوائل الخمسينات وهي اتكاد تكون
الفترة التي كتبتها فيها ٠ ولقد حاولت أن اصور المجتمع فيها كما أراه في تعددية وجهات
النظر . لكي ارىي اكبر قدر من القوى التي تسيره ٠ فانا ارى ذلك المجتمع في تلك الفترة
وباعين تلك الفترة . أضافة الى عيني انا ٠ لقد كتبت رواية وثائقية تتذبا يما حدث بعد
ذلك : انها تتنياً بثورة ه5١ » فوضع كهذا . لا بد ان ينتهي الى ثورة * امأ من سيكون
البديل . وكيف ستكون البدائل » قيجب أن تكون تبيا معصوما لتتنبا به ٠ ليس من شانى
كروائي أن اطرح البديل ٠" أنا روائي قيل ان اكون سياسيا ٠ انا روائي ارى الانسان
تعقيداته وتناقضاته » وهو الاهم في نظري ٠ اما « السفينة » فانها كذلك لا تشرح
البديل » فاليديل موجود , لكن بعض الطبقات لا تستطيع الانسجام مع هذا البديل الذي
حدث ٠ اي ان الفترة الزمنية التي تفصل «١ السفينة » عن « صيادون » هي السنوات العشر
التي تحققت فيها بدائل معينة ٠ لكن هناك انهيارا مستمرا يمثله الدكتور فالح لانه لا
يستطيع الاتسجام مع هذه البدائل ٠ :
© في تصويرك لانهيار الطبقة الاقطاعية في روايتيك الاخيرتين » تحصر شخصياتك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 77
- تاريخ
- أبريل ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 39479 (2 views)