شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 102)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 102)
- المحتوى
-
16
العالم الاسلامي , الذي لم تعمر فيه الرشدية طويلا ٠ وتقوم فلسفة ابن ميمون
على التوفيق بين الدين والفلسفة تبعا لمنهج استاذه ٠ لكنه خالفه في المكانة
التي اعطيت لكل منهما » فقد دعا ابن رشد الى تأويل ما خالف العقل بمقتضى
قانون التأويل الحربي » فجعل الفلسفة حاكما على الدين ٠ اما ابن ميمون فدعا
الى نبذ ما خالف العقائد من المبادىء الفلسفية التي اعتبرها خادما للشريعة ٠
وهو بذلك يعبر عن منهجه الخاص كفيلسرف ديتي ٠ ولا شك في أن هذا هبيبى
السيب فيما لقيته اراؤه المودعة في كتابه الشهير « دلالة الحائرين ه من تحبيذ
لدى كل هن البرت الكبير وتوما الاكويني ذيلسوفي الكاثوليكية في القرن الثالث
عشر » لا سيما الاخر وهى اكبر من تصدى لابن رشد في اوروبا اللاتينية * على
ان اسبقية الدين على الفلسفة لم تمنع ابن ميمون من التورط في تاويلات رشدية
للعقائد ٠ من ذلك رفض التصور الديني البحت للملائكة الذين وحدهم بالعقول
( المتسلسلة ) واعتبرهم من قوى الطبيعة ٠ وبذلك نفى عنهم صقة الكائئات
الحية المشخصة وهو تاويل ماخوذ من ابن سينا ٠ وفي تناوله لموضوعة العناية
الالهية حدد مداها بالعالم البشري ل عالم ما تحث القمر وقيدها بالقلشنة
فجعلها درجات بحسب مرتية الانسان في الكمال العقلي حيث يكون الاوفر عقلا
اوفر حظا من العناية ٠ وبهذا التحديد ينتفى عن العناية اي معنى سماوي ٠
ومن المعروف ان المشائين الخلص » وفي مقدمتهم ابن رشد » ينقون العناية في
الجزئيات ويجعلونها لمجمل الوجود لان الله عندهم يعلم الكلي لا الجزئي ٠
( يقصدون العلم بقوانين حركة العالم وليس بتفاصيل هذه الحركة كالعلم مشلا
بوجود البشر دون العلم بما يفعلونه أى ما يجري عليهم ) ٠ هذا وديشير بعض
مؤرخي الفلسفة الى تاثيرات بعيدة المدى لابن ميمون تجاوزت الوسط اللاهوتي
الى الفلاسفة وقد حفلى كتابه دلالة الحائرين بانتشار واسع في اوربا بترجمت»
اللاتينية والعبرية وظهرت له شروح عبرية كتبها الشراح من يهود اوربا ٠
ان ظهور ابن ميمون في هذا الاوان بداية توقف الفلسفة الاسلامية عن
العطاء اعطاه قدرا من التفرد في الاوساط اليهودية اذ لم يخلفه على عرش
الفلسفة مكافىء له من اخوانه في الدين ٠ على ائذا نجد محاولات التفلسف
تستمر في المشرق من خلال اللاهوتيين الذين تعذر عليهم الافلات من مرروثهسم
الفكري والخروج بالتالي من داثرة الوعي الفلسفي ٠ ومن أمثلة هذه الحالة
بعض القباليين من القرن الرابع عشر الميلادي ومنهم يوسف بن ابراهيم بن وقار
ويهوذا بن نسيم بن ملكا » والاول من بقايا العرب في طليطلة اما الاخير فمن
مصر ٠ ويرجع الى هذين المفكرين القول بفوقية القبالا » منطلقهم الديني ؛ ولكن
بشرط تكييفها للحقيقة الفلسفية ٠ وهى موقف متاشش بالرشدية ٠
على ان هذه المحاولات لا تطرد لتصبح وسطا فلسفيا مؤثرا ٠ وائما تضل
كنظيراتها في سائر قطاعات الفكر الاسلامي اوزاعا متفرقة يرتكس فيها سلطان - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 83
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22428 (3 views)