شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 219)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 83 (ص 219)
- المحتوى
-
لض
الرؤية
في الرواية العربية المسيطرة يعتمد الروائيون عادة الرؤية المعميقة فيقوم الراوي بتحليل
الشخصيات وتمحيص المواققف اجتماعيا اى سياسسيا اى نفسيا ٠ وتدعمه عسادة كافة
الشخصيات فتعبر هن مشاعرها من الداخل مما يعطي القارى 'اثيئة بانه قد فهم كل
ما يجري امامه , انه دخل الى رؤية عميقة ٠ وليست الحال هد ددك ٠ فالئراوي يصف
لنا خارج الامور فقط : .
« احتل المائدة المجاورة لي عجوز من اوروبا وزوجته المزوقة في رصاتة وولدان احدهما
بلحية طويلة ٠ ثم دخلت فتاة البنطلون الاسود الشقراء في حركة مندفعة وتوقفت برمة
تتلفت حولها ٠ كان وجهها ضاحكا ٠ نظرت أنا الى المقعد الخالي في مواجيتي لكنها اعطتني
ظهرها ٠ وانضدمت الى مجموعة اوروبية اخرى تتالق من شابين وفتاة ٠
طلب شاب اسمن في الركن زجاجة بيرة جديدة ٠ وكان يبدى انه هن العاملين في السد
العالي ٠ واوحثت ملابسه بأئه عامل ترقى الى مرتبة ملاحظ » ٠ (ص 0
نلحظ هنا احداثا تجري امامنا لا نرى لها اي تبرير اذ انا لا نرى ما يريط بينها في
الاعماق ٠ فالرؤية سطحية جدا ٠ طبعا لا تصل الى درجة التسطيح المطلق فالراوي يؤول
لنا بعض الامور : « عجوز من اوروبا -٠٠ اوحت ملابسه بانه عامل ترقى » ٠ هذا يربط
الراوي بين المظاهر الخارجية وبين ما ترمز اليه من حقائق ٠ لكن برغم ذلك تبقى النظرة
مسطحة جدا ٠
هذا التسطيح لا يمس الاحسداث فقط بل يتعداها الى المسموع . الى اللغة : « ابتسمّت
وقالت : باجلستا ٠٠ اخرجت علبة سجائري وقدمت لها سيجارة فتناولتها قائلة ,: سباسييا»
رص 54) ١
لا يهم الراوي عدم فهم القارىء للروسية ٠ يبقى على سطح الامور وينقلها كما هي دون
تأويل ٠ هكذا يحل الراوي محل الة تصوير تنقل الينا كل ما يقع تحت الحواس بكل امانة
لكن دون اي تأويل ٠ هذه هي السطحية ٠ ويقوى هذا الشعور بالسطحية عندما يتكلم
الراوي عن نفسه بنفس الطريقة : ش
٠ انزلت قاعدة الحمام الخشبية وجلسث فوقها بعد ان'رقعت ملابسي ٠ وعندما انتهيت
ضغطت رافعة معدئية صغيرة الى جوار يدي اليمنى فتسللت المياه تغسلني برفق " واعتدلت
واقفا ارتب ملابسي ثم استدرت اتامل ما فعلت » ٠ ( ص )١64 0هو على سنطح نفسه ايضا
ينظر أليها من الخارج بل لا يستطيع البلوغ اليها ٠ فما السبب في هذا العجز المللق
على التواصل حتى مع الذات ٠
التشيوع الالسي
رؤية سطحية بمنظور احادي » فيتفاقم التسطيح ٠ والتسطيح يستتبع التجزؤ ٠
« جلست الى جوار النافذة ٠ وبعد لحظة شعرت بوطاة الحر وتجمع العرق على وجبي
ففككت ازرار قميصي ٠ وعندئذ تحرك القطار دون ان ينضصم احد الى قمرتي ويدا جهان - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 83
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22205 (3 views)