شؤون فلسطينية : عدد 84 (ص 97)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 84 (ص 97)
- المحتوى
-
/ا5
الصيف ٠ وفي وسطه يمر الطريق العام المعبد ٠ وعلى ذلة مرتفعة فيه قليلا »
اقامت حكومة الانتداب مركا للشرطة ٠ وكنا . من بيتنا . نراقب حركبة
دورياتها » ونأخن الحيطة . في الدقائق المعدودة . قبل وصولها الى القرية ,
حين تقصدها لامر ما ٠ ومن سطح ذلك البيث . شاهدت اول معركة في حياتي »
معركة ترشيها , مع الجيش البريطاني ١ في اواخر ثورة ٠ ١577 ففي ييتنا
اجتمع المسلحون من اهالي القرية . عشية المعركة . ووضيعوا خطة كم هسم
المشارك فيها ٠ وفي سصفح الئلة . الذي يقوم عليها : دارت المعركة ٠ وخسرها
الثوار . وانتشروا في الجبال . الى ان تم القاء القبض عليهم . واودعوا
السجن . بمن فيهم ابي ٠
كان البيث بجوار الجامع ٠ والجامع هذا . اسم بلا مسمى ٠ لم يكن فوق
سطح الارض منه شيء .وائما بقايا مداميك , ظلت قائمة فيمتحدر التسل ٠
كنا نسميه الجامع » ونقضي اكثر ساعات فراغنا ذلعب في فنائه » دون ان يتبادر
الى ذهئنا السؤال عن اصل التسمية ٠ ولم يكن في القرية مسلم واحد ٠ وكبرت
وتعامت ان الجامع يعود الى العصر امملوكي ٠ فالمماليك احتلوا القلعسة
الصليبية الكبيرة » في بداية السبعينات من القرن الثالث عشر , اي بععلمسد
حوالي خمسين عاما على بنائها ٠ وذلك قبل عشرين عاما من سقوط عكا » آخر
معاقل الصليبيين في فاسطين ٠ وتعلمت ايضا ؛ ان القلعة شيدت كحلقة في
سلسلة حصون ؛ تحيط بعكا » عاصمة الصليبيين بعد سقوط القدس ٠ وكان
لها سوران : داخلي يحيط بحصنها , وهى الاضخم والاكثر منعة » وخارجي»
يحيط بالربض ويلف التل ؛ حيث تقوم القلعة ٠ ولم يهدمها المماليك كما فعلوا
بامثالها على طول الساحل ٠ واثما جعلوها مركزا لاحد اعمالهم ؛ والعمل هوي
0 القضماء » في لغتهم . في ولاية صفد ٠ وهذه بدورها قلعة صليبية » جعلوها
عاصمثهم بدلا من عكا » ولها سبعة عشر عملا » كما تروي المصادر 1 وكان
الماليك يؤثرون القلاع الداخلية » ويبتعدون عن الشاطىء لانهم لم يتقنو! فن
القتال البحري , ولم يبنوا اسطولا يفي بهذا الغرض ٠
وتاريخ معليا لم يبتدىء بالقلعة الصليبية » للم ينته بخراب الجامع المماوكي
فيها ٠ فعلماء الآثار يرجعون تاريخها الى بداية القرن الحادي عشر قبسل
الميلاد ٠ ويذهبون الى انها هي مدينة علوت , او معلوت , المذكورة في التوراة '
والآثاى الباقية في. المكان تشهد بعمرانه في ذلك الزمان ٠ ويقال ان سليمان
الملك وهبها الى حيرام » ملك صور , مقابل الحشاب الارن , التي قدسها هذا
لبناء الهيكل ٠ وظل المكان معمورا خلال الفترات التاريخية اللاحقة ٠ وتبرز
فيها الاثار البيزنطية » وحوالي منتصف القرن التاسع عشر ؛ عمر المكان لاجئون
من لبنان , نزحوا اليه من منطقة الشوف ٠ كان هؤلاء من النصارى الذين لجأوا
الى الجليل الغربي , هربا من القتال الطائفي في موطنهم ٠ فخلال تاريضه - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 84
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Not viewed