شؤون فلسطينية : عدد 84 (ص 99)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 84 (ص 99)
- المحتوى
-
44
بين عائلتنا وسواها » يصبح البيت كخلية النحل ؛ يؤمه الشباب ويغادروته في
حركة مستمرة ٠ وعندما كان والدي يلعب دور الوسيط , يتحول البيت الى
مضافة والندوة معقودة فيه على الدوام ٠ فكان الوسطاء يعقدون قيه
الجلسات الطويلة , يتداولون اسباب المشاكل » ويشبعونها درسا وتحليلة ٠
وريما. اسنتدعوا الشهود , اى استقدموا بعض اعيان القرى المجاورة » همسن
اذا حضر , زاد الوساطة وزنا » والوجاهة جاها ٠ اما نحن , الابناء » قكانت
مهمتنا القيام بواجبات اللضدافة ٠ وكنت أصغي الى مناقشاتهم » واعجهب
باسلوب كلامهم ٠ وتعلمت الكثير من قصصهم وامثالهم ٠ وكان اكثر تلسك
الندوات اهمية » واوفرها عزا ووقارا » مجلس الدموم ؛ المختص بفض قضايا
القتل » وما يترتب عليها من صلحة ودية ٠٠١ الخ ٠ ْ
وفي عام 1148 , اصبح البيت فوق كل ذلك , مقرا لقيادة الميليشيا المحلية/
“التي كان والدي يتولى قيادتها ٠ فصار مخزنا للاسلحة والذخائر » وغرقة,
عمليات » ومحكمة » أذ في بيته يؤتى الحكم ٠ فيذلك البيت » رايت قيادات,
حجيش الانقاث والجهاد المقدس مسرارا ٠ تعرفث من الس.وردسسن على أدييب
الشيشكلي ٠ وخليل كلاس ؛ وعمر ارناؤوط » ومن السرية اليمنية » على
الرقيب صلاح ؛ ومن الاردنيين على اميل جميعان وعلوش ٠ ومن العزاقيين
على قائد المجور » خالد العظمة » ومن الفلسطيذيين على الخليلي , ابى الياس ,
والصفدى » ابو ابراهيم » وغيرهم ٠ كانوا! يأتون اليه للتداول في امور
الساعة + الحرب وما اليها * وكان آخر عهدي بذلك البيت » يوم رأيت من على
سطحه الطائرة الوحيدة تقصف ترشيحا , عشية الاحتلال * وفي فجر اليسوم
التالي » شاهدت من ذلك المكان نفسه » جنود الهاغاناه ددخلون القرية دن طرفها
الغربي ٠ أما انا فيمبت وجهي شطر المشرق » وسرت ٠ وعندما عدت اليه ,
كان كومة' من الركام » وبعض؛ اشلاء متناثرة في سفح التلة » وفي فناساء
وعلمت فيما بعد , ان الهاغاناه , عندما دخلت القرية » كان همها الاول معرفة
مصير السلاح : من يحوزه » ومن يملك قرار تسليمه ٠ وحاول كاهن القرية
تمييع الموقف ٠ والتهرب من الاجابة المحرجة ٠ وجهد في كسب الوقت ليكسسر
حدة المواجهة » ويتجاوز دقة الظرف ٠ وتعاون معه عدد من الشيوخ » ممن
وصل الى القرية » وشارك في المفاوضات على تسليمها ٠ ومع ذلك . كان
هناك من 'يتحرق لتسديد فواتير قديمة » فافضى بما عنده ٠ وهكذا بدا الفساد
في ساعات الاحتلال الاولى » وراح يستشري ٠ ولكل زمان دولة ورجال ٠ وفيما
المفاوضات دائرة , توجه نفر من الهاغاناه صوب البيت » حزموة بزنار مسن
الديناميت » ونسفوه ٠ توسلهم البعض للعدول عن نيتهم » ولكن دون جدوى *
اما كلينا الامين » نمس » فوقف يدافع عن حرمة البيت ٠ ناوشهم بشراسة فائقة, - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 84
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22442 (3 views)