شؤون فلسطينية : عدد 84 (ص 106)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 84 (ص 106)
- المحتوى
-
ك1
الطواحين بطبيعة الحال » ثم جفت الاشجار وماتت ٠ ولم تحصل معليا من ذلك
المشروع حتى غلى ماء للشرب ؛ الا بعد سنين ٠ فكنا نرى مياهنا تروي حقول
المستوطنين اليهود وحدائقهم » وهي علينا حرام ٠*ومع ذلك » ومن اجل المشروع,
ولضرورات مد الانابيب وتمهيد الطريق » صودر معظم اراضينا في الوادي 0
واقمنا دعوى على « شركة مياه اسرائيل » ( مكوروث ) » وطالبنا بالتعريض عن
الاضرار التي لحقت بنا * وكانت تلك عملية مضنية من تقديسم الطلبسسسات
. والاتصالات بمكاتب الشركة ؛ والانتظار الطويل على ابواب موظفي الدولة ,
ولم يكن لوالدي جلد عليها ٠ فتوليت انا متابعتها , وتعلمت منها الشيء الكثير
عن الكيان الاستيطاني ٠ وبعد ان تاكد لي ان المسالة اصبحت فيحكم المنتهية ,
وصدن الحكم بتخصيص كمية من الماء لري ارضنا في الوادي » سافرت ٠ وعاد
اخوتي لاحياء المشروع » واستصلاح الارضس ٠ وكان آخر عهدي بالوادي
الجميل » ذى المياه العذبة الوافرة » والاشجار الوارفة الظلال ؛ ذلك المجرى
الجاف ؛ تصلي حجارته الملساء اشعة الشمس ؛ وقد كشح لوئها » واشجسار
الدلب الباسقة وقد ذوت على ضفافه وماتت , وبستان كثيب » ينتظر الفرج ٠
وقد انعكس كل ذلك على نقسية والدي وصحته » فلم يعمر بعدها طويلا ٠
'' - وتحول الفلاحون الى عمال مأجورين
عندما وقعت مياه معليا تحت الاحتلال ؛ كانت السيولة النقدية شبه معدومة
فيها ' اذ لم دبع القلاحون مواسمهم خلال السنتين الماضيئثين » وعندما جساءم
القيم على املاك الغائيين » وعرض عليهم عملا ماجورا في نهب بيوت القرى
المهجورة المجاورة ؛ للم يستطع عدد منهم مقاومة الاغراء ٠ فكان ذلك . على
الصعيد الاقتصادى ؛ بداية عهد جديد » عهد الانتقال من الفلاحة المي العمالة ٠
اما على الصعيد الاخلاقي , فقد آذن بائقلاب في قيم الناس واعراقهم ٠ لقد
عاشت معليا في وئام مع ترشيحا سنين طويلة ٠ فتعارف الئاس فيها وتزاوروا*
وعندما واجه المعليون مسألة نهب بدوت جيرانهم » انقسموا على انفسهم ٠ فمنهم
من تذرع بالموضوعية ٠ وطرح كون المسالة لا علاقة لها بالعواطف : الناس
بحاجة الى سيولة » وان لم يقوموا هم بالعمل » فسياتي غيرهم لادائه » وفي
القرى الدرزية المجاورة وفرة من العمال ٠ وتمسك آخرون بمبادهسم
واخلاقياتهم » وناقشوا المسألة من الناحية الذاتية » وما عساه يكون اشر ذلكعلى
العمال انفسهم , وبالتالمي على العلاقات الاجتماعية التي سادت في القرية ٠
اما عقلاء البلد ووجوهها فكان همهم الا يساء الى اهالي ترشبحا » اقناعتهم
بان هؤلاء عائدون لا محالة , ان عاجلا او أجلا ٠
وعلى أي حال » تهبت ترشيحا , وكذلك القرى الاخرى المجاورة » ممن نزح
عنها اهلها ٠ نهبها القيم على املاك الغائبين ٠ وكانت بامرة هذا الاخير فصائل - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 84
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٧٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22428 (3 views)