شؤون فلسطينية : عدد 85 (ص 95)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 85 (ص 95)
المحتوى
57
بين بنيتي الانتاج في فلسطين والاردن وبسبب فقدان الكثير من النازحيين
ملكيتهم لوسائل الاذاج » وبفضل الاوضاع الاصيلة الناتجة عن الحرب ‎٠»‏ كان
على المنتجين السابقين ان يطوعوا انفسهم لظروف عمل جديدة ‎٠‏ الامر الذي
فرض تحولات ملموسة في توجيهاتهم المهنية وفي انماط اعمالهم ‎٠‏
وعلى الرغم من اتساع سوق العمل » وازدياد حجم القوة العاملة » يفترض
في ظروف كظروف ما يعد حرب والالحاق ‎٠‏ قيام مشكلات وصعوبات
جمة », بالنظر للقدرة الاستيعابية المحدودة للاقتصاد آنذاك ‎٠‏ الا ان هذه
المصاعب لا تقاس يما تضمنته وفرة الايدي العاملة الماهرة ذات الاجور القليلة
من ميزات ومزايا للنهوض الاقتصادي الاردني اللاحق ‎٠‏ وغالبا ما تيمل
الكتايات الاقتصادية الرسمية والاكاديمية في الاردن هذه المزايا » وتنظر الى
وفرة الايدي العاملة الفلسطينية بعد الحرب كعبء اكثر منه ميزة ‎٠‏ ومع ان
الموقف من » والتقدير لوجود الايدي العاملة . ولا سسيما الماهرة منها . يرتهمن
دائما بالنموذج الاقتصادي المعين للتطور , اي النظر اليها كعبء او كميزة
يتعلق بنظام الانتاج المعين ونمط التطور الاقتصادي مع ذلك فاننا نرى ان هذه
الوفرة كانت بالنسبة للاقتصاد الاردني ميزة ثابتة » وحتى عندما انتصرت
الرجعية السوداء في الاردن بعد عام ‎١401‏ »؛ وانتصر ذموذج التتشور
الكولونيالي ‎٠‏ فان قاعدة هذا التطور كانت تستند ايضا الى وجود قوة عمل
ماهرة ‎٠»‏ وجماهير فلسطينية مبلترة » قسم مهم منها ذى مهارة وتقاليد انتاج
عالية التقدم ‎٠‏
ان الميزة التي توفرت للبلاد من جراء وجود قوة عمل ماهرة كبيرة كانت
ستظهر » كميزة » لا جدال فيها 2 لو ان نموذج التطور الوطني المستقل عن
الامبريالية قد انتصر ‎٠‏ اذ ان مثل هذا النموذج من التطور كان كفيلا بانهاض
الاقتصاد الوطني على اساس قوة العمل الكبيرة الماهرة عموما ‎٠‏ ولأمكن تلاشي
مشكلة البطالة والتشغيل المتردي في البلاد » هذه المشكلة التي ظلت قائمة حتى
الان . كما امكن حينذاك الاحتفاظ بكامل القوة العاملة في البلاد » بدلا من
اضطرارها الى الهجرة المستمرة . منذ بداية الخمسينات ‎٠‏
لقد كانت وفرة الايدي العاملة . وقلة كلفتها » احدى المزايا الرئيسية الكامنة,
واحد الشروط التي قام عليها التطور الرأسمالي اللاحق ‎٠‏ رغم ان هذه المزايا
الكامنة لم تفصح عن نفسها الا بشكل محدود في ظل التطور الكولونيالي » اذ
جرى اهدارها وتبديدها من خلال تشغيلها الناقص » وعدم توفير الشروط
الاجتماعية والاقتصادية والتقنية التي من شانها المساعدة على تطورها المستمر,
او من خلال سياسة الاحتفاظ بفائض عاطل عن العمل » ومن خلال سياسسة
تصدير الايدي العاملة كوسيلة للتخلص من الفائض الزائد » للحصول من
تاريخ
ديسمبر ١٩٧٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 59403 (1 views)